واصلت السينما السعودية في 2024 نجاحها في تقديم عدد كبير من الأفلام محققة صعودًا على مستويىّ الكم والتنوع، إذ راوحت افلامها مابين الدراما الاجتماعية والكوميديا . ولكن مع غزارة الكم المقدم في صالات العرض وعبر منصات البث الرقمي؛ يأتي التفاوت في الكيف، وهو ما ظهر في تذبذب مستويات الأفلام المقدمة.
ولعل أبرز منجز للسينما السعودية هذا العام هو مشاركتها الرسمية الأولى في مهرجان كان السينمائي بفيلم «نورة» للمخرج توفيق الزايدي، كعلامة طريق مهمة على تسارع تطور السينما السعودية ووضعها بقوة على الخريطة الدولية، وهو حدث مهم يرجح كفة الثقل الثقافي ورأس المال المعنوي الذي تراكمه المملكة في السنوات الأخيرة.
في هذا التقرير، نستعرض الأفلام السعودية التي صنعت بصمة في عام 2024، ونسلط الضوء على قصصها وإنجازاتها وإيراداتها في شباك التذاكر السعودي.
مندوب الليل
على الرغم من أن عرضه بدأ في ديسمبر 2023، إلا أن بداية 2024 كانت شاهدة على نجاحه الذي برز مع وصوله لدور العرض السينمائية في دول عربية عدة، على رأسها مصر ودول مجلس التعاون الخليجي، ومنها إلى الدول الأوربية وصولًا إلى عرضه في شهر يونيو في صالات السينما البريطانية.
حقق «مندوب الليل» منذ طرحه في بداية ديسمبر 2023، وحتى 14 مارس 2024، إيرادات بلغت 28.3 مليون ريال سعودي، بمبيعات إجماليها 609 ألف تذكرة مباعة.
وأظن أن صناع الفيلم تعجلوا رفع الفيلم من صالات السينما، صحيح أن دخول شهر رمضان ساهم في اتخاذ قرار رفع الفيلم، لكنه لو عُرض في إجازة عيد الفطر لاستمر في تحقيق الإيرادات وجذب الجمهور لعدة أسابيع إضافية.
كان العرض الأول لـ «مندوب الليل» للمخرج علي الكلثمي خلال مهرجان تورنتو السينمائي الدولي العام الماضي 2023. لاحقًا حصل الفيلم على جائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان تورينو السينمائي الدولي 2023 ثم جائزة أفضل فيلم في مهرجان مهرجان السينمائي في اكتوبر 2024.
يحسب لمخرج الفيلم علي الكاثمي نجاحه في تحقيق المعادلة الصعبة التي تتمثل في الجمع ما بين النجاح الجماهيري والنجاح النقدي، إذ كان هناك شبه إجماع نقدي على تميزه واعتباره أحد أهم الأفلام العربية التي عرضت هذا العام.
هجان
بدأ فيلم «هجان» من إخراج أبو بكر شوقي رحلته في نهاية 2023، حيث عُرض عالميًا لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في سبتمبر 2023، ثم عُرض ضمن برنامج روائع عربية بالدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي في ديسمبر من نفس العام، قبل أن يطرح في دور العرض في الثامن عشر من يناير 2024.
الفيلم إنتاج مشترك بين المنتج المصري محمد حفظي، ونظيره السعودي ماجد سمان ممثلًا عن مركز إثراء، يقوم ببطولة الفيلم عبد المحسن النمر وعمر العطاوي والشيماء طيب وعزام النمر وإبراهيم الحساوي. وهو من تأليف عمر شامة ومفرج المجفل وإخراج أبو بكر شوقي.
كان هناك تباين كبير في استقبال الفيلم، فعلى الرغم من الحفاوة العربية التي لوقي بها خارج السعودية، إلا أن الجمهور السعودي استقبله بفتور لسبب مهم وهو تباين اللهجات بشكل كبير في الفيلم ومع ذلك رغم كل ما قيل عن الفيلم وأداء ممثليه وقصته، إلا أن حضور بطله عبد المحسن النمر كان إضافة مهمة ونقطة مضيئة لنجم سعودي كان غيابه مؤثرًا وحضوره ضروريًا في المشهد السينمائي.
عُرض الفيلم في صالات السينما السعودية وحقق حوالي 437 ألف ريال سعودي ويعرض الآن على منصة شاهد.
جرس إنذار
في 18 يناير 2024، كان الجمهور على موعد مع الفيلم الروائي الطويل الثاني لخالد الفهد، وهو «جرس إنذار»، الذي طُرح على منصة «نتفليكس».
الفيلم استطاع سريعًا أن يصل إلى قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة في عدة دول في العالم العربي والعالم، محققًا مشاهدات وصلت إلى 11 مليون و600 ألف مشاهدة خلال ثلاثة أسابيع فقط من عرضه، ورصد الفيلم واحدة من المشكلات المجتمعية، من خلال قصة حقيقية لمدرسة بنات يشب فيها حريق هائل يودي بحياة طالبة ومعلمة، فتلقي التحقيقات الضوء على الكثير من القصور المؤسسي والجرائم الصغيرة التي تراكمت داخل جدران تلك المؤسسة التعليمية حتى أدت لكارثة.
يعاب على الفيلم تواضع أداء بعض ممثليه وضعف المؤثرات البصرية وكون القصة المقتبسة من قصص حقيقة مؤثرة جدًا إلا أننا نراها في الفيلم بشكل غير مؤثر، ومع ذلك كان هناك نقاط مضيئة تحسب للفيلم أبرزها وفرة الأسماء الجديدة التي نطمح أن تتشكل لديها خبرة مع الاستعانة بها في قادم الأعمال، فالسينما السعودية في نموها المتسارع تحتاج إلى المواهب والوجوه الطازجة والمتنوعة باستمرار.
«جرس إنذار» هو ثاني أفلام المخرج خالد الفهد في ظرف عامين، إذ قدم «طريق الوادي» قبله، ولا تزال أعماله حتى الآن لا تحقق ذات النجاح الذي حققه في مسيرته في صناعة الأفلام القصيرة. ومع كل الملاحظات على الفيلم حقق نجاحاً كبيرة على منصة نتفلكس مما يجعل الشائعات تجاه عمل جزء ثاني من الفيلم كبيرة للغاية.
أمس بعد بكرة
في 23 يناير 2024، عُرض فيلم «أمس بعد بكرة» للمخرج عبد الغني الصائغ وهو أول فيلم خيال علمي سعودي كوميدي، تدور قصته حول أخوين يعيشان مع والدتهما، يسافران بالزمن لسنة 2003 عبر باب قديم ليلتقيا بوالدهما الراحل، لكنهما يعلقان هناك.
الفيلم من تأليف عمر أشموني وإخراج عبد الغني الصائغ بطولة اسماعيل الحسن ونايف الظفيري، سمر ششة، أحمد الصدام، عبد العزيز برناوي.
الفيلم يعتبر من التجارب الشبابية المستقلة التي لديها جرأة على التجديد من ناحية الأفكار. إلا أنه لم ينجح بشكل كبير في شباك التذاكر، إذ باع الفيلم 16 ألفًا و792 تذكرة بإيرادات تصل إلى 469,834 ريال سعودي فقط.
حوجن
في 15 فبراير 2024، استقبلت دور العرض السينمائية فيلم «حوجن» المقتبس عن الرواية الأكثر مبيعًا في المملكة للكاتب السعودي إبراهيم عباس، وهو أول فيلم سعودي يفتتح مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2023.
كان الفيلم مرتقبًا كونه يعتمد على رواية واسعة النجاح، كما حظي بمكانة مهمة كونه أول فيلم سعودي يفتتح مهرجان البحر الأحمر المقام في السعودية، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا أيضًا عند عرضه في المهرجان.
تدور قصة الفيلم حول جني طيب يدعى حوجن (براء عالم)، يعيش بين البشر في مدينة جدة، وتنشأ بينه وبين طالبة طب شابة اسمها سوسن (نور الخضراء) قصة حب.
الفيلم من إخراج ياسر الياسري ويشارك في بطولته نايف الظفيري، والعنود سعود، ومحسن منصور. وحقق «حوجن» مبيعات تذاكر زادت على 116 ألف تذكرة بإيرادات اقتربت من خمسة ملايين ريال (4,751,648).
شباب البومب
بعد إجازة في مارس تزامنت مع حلول شهر رمضان الكريم، بدأ تدفق الأفلام السعودية إلى دور ومنصات العرض من جديد، ففي 10 إبريل بدأ عرض «شباب البومب» الذي حقق إيرادات تخطت 26 مليون ريال ألف تقريبًا، مقابل نحو 631 ألف تذكرة.
الفيلم من بطولة فيصل العيسى وفريقه المعتاد الذي يعمل معه في المسلسل الذي يحمل أيضًا اسم «شباب البومب».
الفيلم نجح في تحقيق أرقام قياسية في شباك التذاكر خارج المملكة العربية السعودية، في عدد من الدول الخليجية والعربية، وأبرزها الكويت التي تصدر الفيلم شباك التذاكر فيها خلال أسبوع عرضه الأول، وحقق أقوى افتتاحية لعطلة نهاية الأسبوع في صالات السينما في البحرين والإمارات وعُمان والعراق؛ كأعلى فيلم سعودي على الإطلاق في مبيعات التذاكر.
أنا الاتحاد
شهد شهر إبريل أيضًا طرح فيلم «أنا الاتحاد» في دور العرض. ويستعرض الفيلم السنوات الخمسين الأولى من تاريخ نادي الاتحاد السعودي، متناولًا أهم اللاعبين والإنجازات والبطولات التي فاز بها، من خلال رجل مُسنٍّ يروي قصة ناديه المفضّل لشاب. وهذا أول عمل فني يحكي عن تأسيس نادي الاتحاد الرياضي السعودي والإنجازات التي حققها منذ بداياته في عام 1927 إلى جانب العراقيل التي وقفت في طريق تطوره.
الفيلم من إخراج حمزة طرزان، وتمثيل خالد الفراج، وياسر السقاف، وخالد يسلم، وسناء بكر يونس.
لكن على الرغم من اسم الإتحاد والشعبية الجارفة للنادي، إلا أن الفيلم مر مرور الكرام في صالات السينما ولم يستطع الصمود لأكثر من أسبوع واحد، وحتى عند عرضه في مهرجان الأفلام السعودية خرج خالي الوفاض من دون أي ثناء نقدي او حتى نجاح جماهيري. الفيلم باع فقط 1,475 تذكرة بإيرادات وصلت لـ 70 ألف ريال فقط.
أحلام العصر
أحد أكثر الأفلام المنتظرة في 2024 كان «أحلام العصر» الذي استقبلته دور العرض في 2 مايو، وهو للأخوين صهيب وفارس قدس بعد تجربتهما الأكثر نجاحًا «شمس المعارف» عام 2020 والتي تجاوزت مبيعاتها وقت العرض حاجز المئة ألف تذكرة.
ومثل فيلمهما «شمس المعارف»، يتعمق الأخوان قدس في «أحلام العصر» في عوالم الشباب والمراهقين خاصة أولئك الحالمين بالشهرة والثراء السريعين من خلال تطبيقات الهواتف النقالة.
وتدور أحداثه حول نجم كرة معتزل سيئ السمعة ومظلوم إعلاميًا، يتعاون مع ابنته في فرصة للانتقام من جميع من ظلمه عبر بوابة الشهرة في قنوات التواصل الاجتماعي، حيث يجدان فرصة سانحة للعمل مع أشهر وكلاء أعمال للمشاهير في المنطقة، ويعملان معهم على تسويق أضخم المشاريع العقارية التي تزيد من أطماعهما وتورطهما.
الفيلم من بطولة صهيب قدس ونجم، وإخراج فارس قدس، ويشارك في بطولته فاطمة البنوي وحكيم جمعة ، براء عالم ، إسماعيل الحسن إلى جانب عددٍ من المواهب السينمائية، الفيلم عُرض للمرة الأولى في مهرجان البحر الأحمر.
ومنذ أول عرض كان المحور المسيطر على النقاشات حوله هي كون مدة عرض الفيلم تتخطى ثلاث ساعات، في تجربة تحدث للمرة الأولى في السينما السعودية، وليلحق بمجموعة قليلة من الأفلام العربية التي امتد زمن عرضها بهذا القدر. ويبقى السؤال هل نجحت التجربة؟
نجح الفيلم في بيع 87 ألف تذكرة فقط بإيرادات وصلت إلى 3,781,593 ريال. ولكن من يدري، ربما بعد أن يعرض الفيلم في منصات المشاهدة يحقق مشاهدة وتقديراً أكبر .
آخر سهرة في طريق ر.
الفيلم الأجرأ في 2024 والأكثر إثارة للجدل هو «آخر سهرة في طريق ر.» للمخرج محمود صباغ.
منذ أول يوم أعلن عن الفيلم في جريدة «هوليوود ريبورتر» وكان اسم الفيلم حينها «آخر سهرة في طريق رماح»؛ كان متوقعًا أن لدى صباغ شيئا مختلفًا عن المعتاد، فكانت هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها فيلمه في صالات السينما مباشرة بعيدًا عن المهرجانات السينمائية الدولية، ففيلمه الأول عرض في برلين وفيلمه الثاني عرض في القاهرة مما جعل التوقعات أن الفيلم أقل من سابقيه، لكن المفاجأة أن هذا الفيلم هو أفضل ما قدم صباغ للسينما السعودية.
بدأ عرض الفيلم في 9 مايو، وهو مزيج بين الدراما والكوميديا السوداء. الفيلم من بطولة الممثلين عبد الله البراق ومروة سالم وسامي حنفي، ويتناول الفيلم التحولات والانفتاح الاجتماعي الطارئين السعودية، وتدور أحداثه في ليلة واحدة مجنونة، مليئة بالأحداث والاضطرابات، مع متعهد السهرات، وريث كاكا القمر «أبو معجب»، وأشهر مطربات الأفراح والبيوت في ماضي جدة الذهبي، حيث يجوب بفرقته ليالي جدة وعوالمها النخبوية والسفلية بمختلف أنواعها.
برغم النجاح النقدي الكبير للفيلم؛ إلا أنه لم ينجح بشكل كبير في صالات السينما وهو ما أرجعه البعض لضعف التسويق، فيما أرجعه بعض آخر لكون الفيلم «نخبويّ».
«آخر سهرة في طريق ر.» تجربة سينمائية جريئة رفعت مستوى حرية التناول السينمائي بشكل كبير. وبمقارنته بتجارب صباغ الثلاثة الأخرى، فهذا الفيلم هو الأكثر نضجًا وسينمائيةً، وقد باع أكثر من 21 ألف تذكرة بإيرادات وصلت إلى أكثر من مليون ريال.
بسمة
مع بداية موسم الصيف، تحديدًا في 6 يونيو، طرحت منصة «نتفليكس» فيلم «بسمة» من إخراج وكتابة وإنتاج فاطمة البنوي، التي تجسد أيضًا الدور الرئيس لشخصية «بسمة».
وهي امرأة تتصارع مع تحديات نفسية واجتماعية تنبع من رفضها للواقع وعدم تصالحها معه.
يشارك البنوي في بطولة الفيلم كوكبة من النجوم، من بينهم ياسر الساسي في دور والد البطلة، ومي حكيم (منال) وطراد سندي (وليد) ومحمد فوزي (مالك).
وعلى غير عادة الأفلام السعودية التي تعرض في المنصات؛ لم يلق الفيلم إقبالًا كبيرًا لتواضع مستواه.
نورة
الفيلم الأهم لهذا العام هو – بالطبع- «نورة» الذي عرض للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في مايو الماضي، وأتيح للجمهور مشاهدته في دور العرض منذ يوم 20 يونيو.
«نورة» هو أول الأفلام الروائية الطويلة لتوفيق الزايدي، وشارك في مسابقة «نظرة ما»، وحصل على تنويه خاص ضمن فعاليات الدورة الـ 77 من مهرجان كان السينمائي.
وتدور أحداث «نورة» في المملكة في حقبة التسعينيات، ويروي قصة مؤثرة عن حياة شابة أميّة، حيث تبدأ الحبكة مع وصول مدرّس جديد إلى قريتها ليعرّفها لاحقًا على الفن والرسم وعلى احتمالات أوسع من القرية؛ ما يمنحها آفاقًا جديدة من الإمكانيات الخيالية والتعبيرية.
الفيلم من كتابة وإخراج وإنتاج توفيق الزايدي، ويشارك في بطولة الفيلم النجم يعقوب الفرحان، والوجه السينمائي الجديد ماريا بحراوي، والممثل القدير عبد الله السدحان، وباع أكثر من 43 ألف تذكرة، بإيرادات اقتربت من اثنين مليون ريال.
السنيور… عقدة الخواجة
وأخيرًا في الأول من أغسطس، طُرح فيلم «السنيور… عقدة الخواجة» في دور العرض السينمائية، وهو فكرة وإخراج أيمن خوجة، وبطولة ياسر السقاف، ومحمد الزريق، محمد عباس، نجود أحمد، بجانب الممثل المصري بيومي فؤاد.
وتدور أحداثه حول سالم، المهندس السعودي الذي ينتحل شخصية خبير إيطالي ليعمل في شركة كبيرة مستغلًا عقدة الأجنبي، فيجد نفسه متورطًا مع عصابة خطيرة.
الفيلم لم ينل ثناءً نقديًا يذكر أثناء عرضه. ورغم بقاءه نحو شهرين في دور العرض، إلا أنه لم يحقق سوى مليون ونصف ريال تقريبًا، بمبيعات لم تتجاوز 54 ألف تذكرة.
مبتعث
في سبتمبر الماضي استقبلت دور السينما في السعودية ودول الخليج فيلم الرعب والتشويق السعودي «مبتعث»، وهو أول الأعمال الطويلة للمخرج عمر الكامل، ومن تأليفه أيضًا.
حقق الفيلم إيرادات وصلت إلى 378,809 ريال سعودي، وباع 5,743 تذكرة.
الفيلم يمزج بين الإثارة والتشويق والرعب النفسي، ومستوحى من قصص أشخاص حقيقيين اختلط بهم المخرج، حث يحاول من خلال قصة «حمد»، الطالب السعودي الذي ابتعث إلى نيويورك أن يعكس الصراع الذي يواجهه الشباب المبتعثين خارج بلدانهم.
الفيلم من بطولة: براء عالم في دور «حمد»، بجانب كل من نايف الظفيري، وحابس حسين، استمر عرض الفيلم اسابيع قليلة قبل أن يرفع من صالات السينما السعودية وهو واحد من ضمن الأفلام السعودية المنسية هذا العام.
فيلا 54
شهد شهر أكتوبر عرض فيلم «فيلا 54» من إخراج المصري وسام مدني، وهو أول بطولة للممثل السعودي عبد الرحمن اليماني بجانب كل من أضوى فهد، خالد يسلم، وأسيل موريا. قصة الفيلم من تأليف محمد أمين كردي، وأمل الحجار، وعبد الله نجار.
تدور أحداث الفيلم حول جريمة تقع في حفل خاص، وتحصل إحدى المدعوات على جرعة زائدة من المخدرات، لذلك يقرر مضيف الحفلة وضع الجميع تحت الإقامة الجبرية المسلحة، تليها مجموعة واسعة من الاتهامات بارتكاب الجريمة.
حاول صناع «فيلا 54» أن يعيدوا تقديم الخلطة السينمائية التجارية المصرية بمكونات سعودية، من خلال مشاهد الحركة وإقحام أغنية في الفيلم ظنًا منهم أن في ذلك الطريق لتحقيق الإيرادات في شباك التذاكر. ولكن للأسف، لم يحقق الفيلم إلا 173,705 ريال سعودي، مقابل بيع 3,491 تذكرة، ساهم فيها لا شك جمهور الأهلي كون بطل الفيلم عبد الرحمن اليماني أحد مشجعي النادي المحبين، واستخدم قنواته على وسائل التواصل الاجتماعي العامرة بمحبي النادي الأهلي في توجيه دعوة للجمهور لحضور فيلمه.
ليل نهار
وفي الشهر الأخير من العام 2024 كان الجمهور على موعد مع الفيلم الكوميدي «ليل نهار» للمخرج عبد العزيز المزيني ومن بطولة زياد العمري عبدالله السدحان، أبرار فيصل ونواف السليمان.
عُرض الفيلم للمرة الأولى ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
تدور احداث الفيلم حول نَهار، وهو مغني أوبرا محبوب وذو شعبية كبيرة، الذي يجد نفسه في قلب عاصفة «إلغاء» بسبب فيديو انتشر يتهمه بالعنصرية ليعلن بشكل مفاجئ عن زواجه القادم من امرأة سمراء وعلى الهواء مباشرة، فيتزوج من مغنية أفراح يجمعهما زواج المصلحة الذي يتحول إلى قصة حب.
الفيلم هو التجربة الإخراجية الأولى لعبد العزيز المزيني، الذي شارك من قبل في كتابة أعمال ناجحة أبرزها فيلم «مسامير» عام 2020، ومسلسل «محافظة مسامير» عام 2021، وفيلم «راس براس» في 2023. وعُرف في الأوساط السينمائية بعمله كرسام كاريكاتير ومنتج رسوم متحركة وهو الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«استوديو ميركوت للأنيميشن».
الفيلم هو التجربة الإخراجية الأولى للمزيني، وهو فيلمه الثاني بعيدًا عن الرسوم المتحركة بعد فيلم «راس براس».
مر الفيلم بمعوقات عديدة، أهمها التغيرات العديدة التي طالت طاقم الفيلم قبل التصوير، ومع ذلك كانت تصريحات مخرج ومنتج الفيلم عبد العزيز المزيني متفائلة وواثقة جدًا من أن الفيلم سيحقق إيرادات عالية وسيبيع أكثر من مليون تذكرة.
حقق الفيلم إيرادات وصلت إلى 2,600,000 ريال سعودي خلال الأسابيع الثلاثة الاولى، وباع أكثر من 54,800 تذكرة، ولا شك أنها إيرادات محبطة جدًا قياسًا على التوقعات المبنية عليه.
صيفي
آخر أفلام العام التي عرضت في صالات السينما السعودية هو «صيفي» للمخرج وائل أبو منصور، الذي وصل إلى دور السينما يوم 26 ديسمبر، وهو الفيلم السعودي الوحيد الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة.
الفيلم يعد ثامن افلام استوديو تلفاز 11 خلال ثلاث سنوات والتجربة الروائية الثانية لوائل ابو منصور بعد فيلمه «مدينة الملاهي»، ذلك الفيلم الذي واجه عثرات إنتاجية عديدة، إضافة إلى أن سياق عرضه كان في بدايات السماح بافتتاح دور العرض في السعودية، ورغم ذلك لمسنا موهبة عند المخرج وائل ابو منصور جعلتنا نترقب عمله الثاني بشكل أكبر وكونه من إنتاج استوديوهات تلفاز 11، لذا كانت التوقعات عالية للغاية.
باع الفيلم بعد أول 3 أيام من عرضه 3,423 ألف تذكرة بإيرادات تصل إلى 166,319 ألف ريال، ولا شك أنها بداية محبطة ومع ذلك نترقب في قادم الأيام ماذا يحدث وإن كانت البدايات توحي بأن الفيلم لن يستمر طويلًا في صالات السينما.
في ختام 2024، نلحظ تغيرات عديدة شهدها سوق السينما في السعودية. فمنذ افتتاح السينمات ظلت الفترة من ديسمبر إلى مارس هي فترة التنافس الكبير وتألق الأفلام السعودية، ظهر ذلك في موسم 2022-2023/ حين ظهرت أفلام «سطار» و«الهامور ح ع».
شهدنا ذلك أيضًا في موسم 2023-2024، عندما ظهر «مندوب الليل». ولكون أغلب الأفلام تنتظر عروضها الأول في مهرجان البحر الاحمر السينمائي الذي يقام في ديسمبر كل عام.
هذه العروض غالبا ستتغير في العام الجديد 2025، كون شهر رمضان يتقدم كل عام وسيكون العام القادم والذي يليه في فبراير، مما يعني أن الأفلام لن تجد وقتًا مناسبًا لعرضها في صالات السينما من بعد ديسمبر وحتى نهاية شهر رمضان في مارس، لذا فغالبًا سينتقل التنافس السعودي في صالات السينما إلى فترة إجازة عيد الفطر.
وبالفعل بدأت الأفلام السعودية في اختيار أوقات مختلفة في العام الجديد، وعلى رأس هذه الأفلام فيلم «إسعاف» من بطولة إبراهيم حجاج وفيلم «الزرفة» من بطولة إبراهيم الخير الله وفيلم «فخر السويدي» من بطولة أبوسلو . هذه الأفلام كلها ستبدأ عروضها تباعًا بدءًا من إبريل القادم، وإن كان من المتوقع أن يؤجّل فيلم «الزرفة» حتى صيف 2025.
الحاصل أننا نشهد هذا العام آخر تنافس بين الأفلام السعودية الجماهيرية في صالات السينما في ديسمبر ويناير.
أما من ناحية الأفلام السينمائية السعودية المنتظرة في 2025، والتي نأمل أن تجد لها حضورًا في المهرجانات السينمائية الدولية، فهي على التوالي فيلم «القيد» لحسام الحلوة في أول تجربة روائية له، من بطولة نخبة من الممثلين السعوديين على رأسهم يعقوب الفرحان، وفيلم «المجهولة» للمخرج هيفاء المنصور ومن بطولة ميلا الزهراني. وفيه تعود هيفاء المنصور للسينما السعودية بعد آخر عمل قدمته سنة 2018، وهو فيلم المرشحة المثالية والذي نافس في مهرجان فينيسيا 2019. ننتظر أيضًا فيلم «هجرة» لشهد أمين بعد غياب سنوات بعد فيلمها «سيدة البحر» 2019 والذي كان حاضرًا في مهرجان فينيسيا.
اقرأ أيضا: اختيارات نقاد «فاصلة» لأفضل أفلام 2024