فاصلة

مقالات

واكين فينيكس: رأيت حلمًا تحول إلى مشهد رئيسي في «الجوكر 2»

Reading Time: 5 minutes

بعد خمس سنوات من الانتظار، مرت منذ أعلن المخرج تود فيليبس نيته العمل على جزء ثان من فيلم الجوكر، عاد فيليبس مع الفيلم الموعود إلى الدورة الحادية والثمانين لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، صحبة واحدة من أكثر شخصيات DC جاذبية وإثارة للجدل، في فيلم «جوكر: وهم ثنائي Joker: Folie à Deux»، وذلك بعد حصول الجزء الأول على جائزة جائزة الأسد الذهبي، أرفع جوائز المهرجان والتي تُمنح لأفضل فيلم. 

ينافس الفيلم الجديد على الأسد الذهبي لدورة المهرجان المقامة حاليا، في وقت يترقب خلاله الكثيرون من أنحاء العالم عرض الفيلم بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول الذي قدم أبعادًا جديدة لشخصية الجوكر، جعلت النقاد والجمهور يتفقون على أن واكين فينيكس أفضل من قدم الجوكر من بين كل الممثلين الذين جسدوا هذه الشخصية.

واكين فينيكس من فيلم الجوكر
واكين فينيكس من فيلم الجوكر

وقال تود فيليبس خلال المؤتمر الصحفي الذي صاحب عرض الفيلم في مسابقة مهرجان فينيسيا، إن العودة إلى المهرجان بالجزء الثاني من الفيلم تبدو خيارًا منطقيًا أو صحيحًا ليكون نقطة الانطلاق؛ ليس فقط لأن الجزء الأول من الفيلم فاز بجائزة المهرجان ولكن لأنه حظى باستقبال أكثر من رائع، مشيرًا إلى أنه الآن يتملكه التوتر مع عرض الجزء الثاني من الفيلم، حيث أنه من السهل أن تأتي كمتمرد في البداية ولكن من الصعب أن تعود وأنت حامل لقب، فالتوقعات أكبر بكثير.

وأضاف فيليبس أن الضغط والتوتر كانا أكبر أثناء العمل على الجزء الثاني، موضحًا أن العمل على الجزء الأول كان أبسط لأن الفيلم كان مغامرة وبميزانية صغيرة ولم يكن أحد يعرف ما ينوي أن يقدمه من خلال الشخصية، ولكن في الفيلم الجديد – والحديث لا يزال لفيليبس- تكمن الصعوبة في أن الاستوديو وضع ميزانية أكبر وفريق عمل أكبر، والكل يراقب ما الذي يفعله، و«حتى أثناء كتابة السيناريو كان المتابعين يكتبون على السوشيال ميديا توقعاتهم عن أحداث الفيلم». مضيفًا أنه كان من الصعب عليه كصانع أفلام أن يتعامل مع كل هذا.

واكين فينيكس و تود فيليبس
واكين فينيكس و تود فيليبس

علق واكين فينيكس على اجتذاب الفيلم في جزئه الأول لاهتمام الكثيرين حول العالم بأنه لا يعرف السبب وراء هذا لكنه يعتقد أن كل شخص له أسباب مختلفة عن الآخر، كل منهم انجذب لعنصر ما يمسه في الفيلم. فيما واصل فيليبس التعليق قائلًا إن الفيلم تواصل بشكل جيد مع محبى سلاسل الكوميكس باعتباره اقتباس جيد لإحدى شخصياتها، بينما رأى فيه آخرون تجربة مختلفة عن أفلام الكوميكس المعتادة، كما أن البعض شعر أنه يعكس حال المجتمع في توقيت عرضه.

وأكد فيليبس أنه كان على يقين بأن واكين فينيكس لن يقبل بعمل أجزاء لأي فيلم أيا كان، وإذا كان سيعود لشخصية الجوكر فلا بد أن تخيفه من جديد كما سبق وحدث في الجزء الأول، «كان لا بد أن يكون السيناريو جريئًا ومختلفًا ويتجاوز الحدود بكل المقاييس، ومن هنا كان علي أن أواجه تحديًا كبيرًا لصناعة فيلم غير متوقع، مثل الفيلم الأول، رغم أنه جزء ثان».

واكين فينيكس وليدي جاجا من فيلم الجوكر
واكين فينيكس وليدي جاجا من فيلم الجوكر

اعتمد الجزء الثاني من الفيلم بشكل كبير على الموسيقى والأغاني التي عبرت عن مشاعر الشخصيات «آرثر فليك (الجوكر) وهارلي كوين»، وقال فيليبس إن علاقة آرثر بالموسيقى هي فكرة ارتبطت بالشخصية من الجزء الأول وأنه تحدث فيها كثيرًا مع فينيكس، ولذلك كان الجوكر يرقص في الجزء الأول في كثير من اللحظات التي يشعر فيها باحتياج لذلك، لأنها طريقته في التعبير عن مشاعره، ولهذا تعتبر الموسيقى في الفيلم الأول بمثابة شخصية في الفيلم، مشيرا إلى أنه شعر أن استمرار هذا المسار في الجزء الثاني هو اختيار منطقي لشخصية آرثر لأن الموسيقى تعني له الكثير.

واكين فينيكس من فيلم الجوكر
واكين فينيكس من فيلم الجوكر

وأشار فيليبس إلى الحلم الذي رأه البطل واكين فينيكس وتحول إلى مشهد رئيسي في الفيلم، وهو ما قال عنه فينيكس أنه حلم عن شخصية آرثر وهو يرتدي بدلة الجوكر الشهيرة وعلى وجهه مكياج المهرج، ويؤدي على خشبة المسرح أمام الجمهور، وتحول هذا في الفيلم إلى دويتو غنائي للجوكر مع هارلي كوين أو لي – تجسد دورها ليدي جاجا – وهي الحبيبة التي يلتقي بها آرثر في مصحة «آركام» النفسية، وينطلق معها في رحلة أخرى من الجنون.

وأضاف تود أنه أثناء العمل على تطوير سيناريو الفيلم بدا واضحًا أن الموسيقى والغناء سيلعبان دورًا كبيرًا فيه، ومن هنا بدأ يفكر في الاستعانة بليدي جاجا لدور هارلي، لأنها ممثلة ومغنية مشبعة بالموسيقى. موضحًا أنه كان مقصودًا أن تكون الموسيقى لها طابع معين يعود بنا لسنوات ماضية لأنها تقترب من طبيعة الموسيقى التي من الممكن أن يكون آرثر استمع إليها مع والدته في مرحلة الطفولة.  

واكين فينيكس وليدي جاجا من فيلم الجوكر
واكين فينيكس وليدي جاجا من فيلم الجوكر

وقال واكين فينيكس إن الموسيقى والغناء كانا من أكثر ما استمتع به خلال العمل على الفيلم، «لأنها ليست مجرد أغاني؛ وإنما الأغاني هي الوسيلة الأساسية التي تعبر بها الشخصيات عن نفسها وعن مشاعرها»، مشيرا إلى أن البحث بدأ ببعض المرجعيات الموسيقية المرتبطة بالزمن المطلوب للشخصية، وكان من بينها أعمال أساطير غنائية مثل فرانك سيناترا، وسامي ديفيس جونيور، وحاولنا محاكاتها في البداية ثم بدأنا في التفكير بأن هذا لا يشبه آرثر وإنما ربما يكون ما يريد أن يكون عليه، ومن هنا أخذنا هذه النماذج وبدأنا العمل على إعادة صياغتها بما يتلاءم مع شخصية آرثر.

وأشار فينيكس إلى أن ليدي جاجا كانت أول من اقترح أن يقوما بالغناء الحي في الفيلم، وهو ما كان يخشاه في البداية لكنهما قاما بذلك في النهاية، حيث قاما بالغناء في موقع التصوير مباشرة بصحبة عازف بيانو خلف الكاميرا وكانت الطريقة الأمثل للأداء فلم يتم استخدام أية مقاطع مسجلة ومعدلة، مشيرًا إلى أنه في كل لقطة يتم تصويرها أو إعادتها كانت الأغنية تتغير معها وكأنها نسخة مختلفة، وكان هذا ضروريًا وممتعًا جدًا وخلق طاقة رائعة أضافت للشخصية.

واكين فينيكس وليدي جاجا
واكين فينيكس وليدي جاجا وتود فيليبس

وعلقت ليدى جاجا أنها تعتقد أن الطريقة التي تم بها استخدام الموسيقى في هذا الفيلم مميزة وجديدة، مشيرة إلى أنها لا تعتبره فيلما موسيقيًا فهو مختلف تمامًا، لأن «الأغاني هنا موظفة لتمنح الشخصيات طريقة للتعبير عما تريد البوح به، لأن الحوار العادي ليس كافيا بالنسبة لهم»، مضيفة أنها تدربت مع واكين كثيرًا على طريقة الغناء التمثيلي في الفيلم لأنها مختلفة، حيث كان عليها أن تنسى كل ما تعلمته عن قواعد الغناء والتقاط الأنفاس بين الكلمات، والسماح للأغنية أن تخرج بالكامل من طبيعة الشخصية نفسها.

اقرأ أيضا: «الجوكر 2»… أكان لا بد من جزء ثانِ؟

شارك هذا المنشور