منذ تأسيسه عام 2017 لم يتوقف مهرجان الجونة على جذب الاهتمام، وإثارة الجدل. بين مُعجب بالصورة اللامعة التي يقدمها المهرجان الزاخر دائمًا بالنجوم، وبين متحفظ على إقامة مهرجان سينمائي خلف أسوار مدينة خاصة. الجدل الذي زاد مع قرار المهرجان بإلغاء دورة عام 2022، ثم تأجيل دورة 2023 شهرين بسبب حرب غزة، لتُقام في ديسمبر خالية من الأجواء الاحتفالية التي تمنح المهرجان هويته المعروفة.
هذا العام يعود الجونة بصورته الكاملة، ببرنامج أفلام ثري وأنشطة صناعة حافلة، وأمل في الموازنة بين أضواء الكاميرات وقيمة المحتوى. وسط أوضاع إقليمية لا تزال مشتعلة، ورغبة في تجاوز الأزمات والإصرار على الحق في الإبداع والتعبير.
فريق «فاصلة» يحضر المهرجان بكامل طاقته، مقدمًا هذه التغطية النقدية الحصرية لأهم أفلام وأنشطة الجونة السينمائي في نسخته السابعة.
1- عبد الوهاب شوقي ضحية «آخر معجزات» الرقابة الدينية
الفيلم القصير هو «الخروف الأسود» للمهرجانات، حضوره هامشي، كأنه لزوم ما لا يلزم، يشارك فيها من باب رفع العتب. وحين تقرر تظاهرة سينمائية كالجونة أن تفتتح دورتها السابعة (24 أكتوبر – 1 نوفمبر) بفيلم قصير، وذلك في خطوة نادرة، تواجَه بالمنع والإقصاء، فتضيع فرصة أن تكون رائدة في هذا المجال.
هذا ما حدث مع «آخر المعجزات» لعبد الوهاب شوقي. عشية افتتاح مهرجان الجونة الأخير، وصلتنا رسالة إلكترونية من الإدارة، تعلن إلغاء عرض الفيلم المنتظر واستبداله بآخر هو «الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتاً» للمخرج الكرواتي نيبويشا سلييبسيفيتش الذي كان فاز بـ«سعفة» الفيلم القصير في مهرجان كانّ هذا العام. هذا مع العلم أن فيلم شوقي لا يتضمّن أي مشهد مخل بالآداب العامة. ولا يسيء إلى سمعة مصر ولا يهدد قيم الأسرة المصرية.
لقراءة المقال كاملا من هنا
2- «الجميع يحبّ تودا»… إلا نبيل عيّوش!
يبدأ فيلم نبيل عيوش الجديد «الجميع يحب تودا»، المشارك في «مهرجان الجونة السينمائي» (24 أكتوبر إلى 1 نوفمبر)، والذي شارك في «مهرجان كان» الأخير، بتعريفنا بتاريخ الشيخات، وفن «العيطة» المغربية. العيطة باللهجة المغربية تعني النداء، وكانت لغة تواصل مشفرة اعتمدها المقاومون أيام الاستعمار لمناهضة الظلم والقهر إلى جانب الحب، وغنت الشيخات أشهر أشعارها المتحررة. تطور هذا الفن وحفظه الناس، وغنته الشيخات في الأفراح والاحتفالات حتى اليوم.
لقراءة المقال كاملا من هنا
3- «الفستان الأبيض»… نوستالجيا الصورة وورطة تكرار الموضوع
عادة ما تعتني الأفلام جيدة البناء باللقطة الأولى أو المشهد الأول الذي يمكن أن نتوقف في أي مرحلة أو فصل أو مشهد من الشريط ونجد أنه يرتبط بها عضويا دون افتعال أو مباشرة، هذا المنهج حاول اتباعه فيلم «الفستان الأبيض»، المشارك حاليًا في مسابقة الأفلام الروائية بمهرجان الجونة السينمائي، لكن التحليل يكمن في سؤال: هل نجح في مسعاه؟
لقراءة المقال كاملا من هنا
4- «برتقالة من يافا»… ما يفسده الاحتلال تصلحه برتقالة
بينما يتشاجر الشاب الفلسطيني القادم من بولندا مع سائق التاكسي العجوز بعد احتجازهما على أحد المعابر الإسرائيلية، وبينما يسكبان الماء على بعضهما ويتناحران كطفلين في باص مدرسي، يقف جندي إسرائيلي يحمل بعض المؤن والأطعمة، ينظر لهما من خلف زجاج التاكسي المغلق عليهما دون أن يتدخل، كأنه لا يعنيه شجارهما طالما لم يغادرا السيارة، أو طالما كانا فلسطينيين.
لقراءة المقال كاملا من هنا
5- «196 متر».. غوص مُلفت في عوالم أفلام المغامرة
يختار المخرج الجزائري شكيب طالب بن دياب في فيلمه «196 متر»، الذي رشّحته الجزائر لتمثيلها في مسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، والمعروض لأول مرّة عربيًا في الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي الدولي، الغوص في عوالم أفلام المغامرة بدون مقدّمات رغم صعوبة هذا النوع السينمائي، وفي ظل الفقر الفيلمي في هذه الثيمات على المستوى العربي.
لقراءة المقال كاملا هنا
6- «حصار المد والجزر».. محاولة الطفو في بحر من الصور
في تتبع آثار الآخرين لذة سينمائية، ليس لكونهم حيوات تكبر وتشيخ أمام أعيننا، ولكن لأن قصصهم في الأغلب، حتى الأكثر ذاتية منها، تتحلى بتيمات حميمية ومألوفة لدى المشاهد، أكثر حساسية ورقة في مواضعها الأكثر قسوة، فتلك السرديات الاستعادية، تمنحنا فرصة رصد التحولات ومراقبتها كجزء من السرد، خصوصًا في الفيلم الوثائقي أو يمكننا أن نسميه الأرشيفي «حصار المد والجزر – Caught by the Tides» للمخرج الصيني جاي تشانغ هاي (Jia Zhang-ke).
لقراءة المقال كاملا من هنا
مراجعات أخرى لأفلام الجونة التي عُرضت من قبل في مهرجانات أخرى
1- «أثر الأشباح»… أن تشاهد البارانويا ولا تشعر بها
افتتحت مسابقة أسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي الدولي أمس الأربعاء، بفيلم فرنسي-عربي هو «الأشباح» les fantomes بحسب اسمه بالفرنسية، أو «درب الأشباح Ghost trail» حسب العنوان بالإنجليزية.
الفيلم هو الأول لمخرجه الفرنسي جوناثان ميليه، وتدور أحداثه في عدة مدن تتوزع بين أوروبا والعالم العربي، وتتنوع فيه اللغات بين العربية والفرنسية؛ لكنه – بشكل ما- فيلم عربي يحكي قصة لاجئ سوري يقوم بمطاردة من يظنه مُعذِّبَه السابق.
لقراءة المقال كاملا من هنا
2- «ماء العين»… أن تفسد الطبخة في فصلها الأخير
ست سنوات غابتها المخرجة التونسية مريم جعبر بعد فيلمها الأول «إخوان Brotherhood»، الذي حاز العديد من التكريمات العربية والعالمية، منها جائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2018، وتنويه خاص من لجنة تحكيم مهرجان كلير مون للأفلام القصيرة بفرنسا، إضافة إلى الترشح إلى واحدة من جوائز الأوسكار.
لقراءة المقال كاملا من هنا
3- «المادة».. جراحات التجميل والإدمان وسينما العصر الحالي
تمتاز مسابقة مهرجان كان الدولية دائمًا بكونها المساحة التي يجتمع فيها أكبر الأسماء في عالم الإخراج السينمائي، وكأنه كأس العالم في الإخراج، فتجد في كل عام قائمة ضخمة من الأسماء الرنانة التي يمتلك أصحابها مسيرة كبيرة من أعمال سابقة ضمنت لهم الوجود في هذه المنصة رفيعة المستوى. إلا أن اللحظات التي لا تُنسى هي تلك التي نكتشف فيها خلال المسابقة صوتًا جديدًا، مخرجًا كان يبدو للوهلة الأولى أصغر ممن يتنافسون معه، قبل أن تكشف الأفلام أن الكبار قدر حضروا جزئيًا بأسمائهم، بينما حضر الصغار بأعمالهم، فقط لأنهم يستحقون هذا المكان.
لقراءة المقال كاملا من هنا
4- «رفعت عيني للسما»: أن تجعل الشارع مسرحا لأحلامك
ضمن مسابقة أسبوع النقاد في مهرجان كان هذا العام، عُرض الفيلم الوثائقي المصري “رفعت عيني للسما” The brink of dreams للمخرجين أيمن الأمير وندى رياض، الذي يشارك في المسابقة نفسها التي احتضنت في الأعوام الأخيرة أفلامًا مصرية مميزة بينها “ريش” لعمر الزهيري و”عيسى” لمراد مصطفى و”فخ” الذي أخرجته ندى رياض من إنتاج أيمن الأمير عام 2019.
لقراءة المقال كاملا من هنا
5- «جنة الشياطين»: بصقة مزدوجة على وجه الموت والحياة
يموت الواحد فيتخلصون من جثته كحمل ثقيل، يحشرونه في حفرة أرضية مُظلمة ويدمجونه بشكل تام في الغياب. لا يهم هنا إن كانوا يحبونه أم يكرهونه؟ المهم أن حضوره المادي أصبح لا يُحتمل للجميع. لكنهم يستعيدونه ثانية في خيالهم وأحلامهم، كذكرى شفافة بلا جسد، يمكن احتمالها، البكاء عليها، الحديث معها، سبها ولعنها.
وماذا عن الموتى أنفسهم؟ لماذا لا نفكر فيهم إلا كأجساد قليلة الحيلة وبائسة؟
لقراءة المقال كاملا من هنا
6- مها حاج «ما بعد…» فلسطين.. فلسطين
ببطء، وبخفة ينقلنا ونحن جالسين إلى حالة زمنية خاصة به. يحدنا بموسيقاه وعزلته، ويترك لشخصياته المساحة. يخلق عالماً مليئاً بالأصوات والأخبار والقصص والحكايات والرسائل والاتصالات والإيماءات، وبرصانة وعطف يخبرنا «الحدوتة».
لا يحتاج «ما بعد…» (2024)، للمخرجة الفلسطينية مها حاج، إلى صراخ لإظهار حقيقة مروعة. يدور فيلم حاج القصير -34 دقيقة- الذي عُرض في «مهرجان لوكارنو السينمائي»، حيث حصد جائزتا (Pardino d’Oro Swiss Life)، جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير، وجائزة لجنة التحكيم الشباب المستقلة، في «المستقبل… في مكان ما». الزوجان سليمان (محمد بكري) ولبنى (عرين عمري)، يعيشان في مزرعة منعزلة، مليئة بشجر الزيتون والدجاج.
لقراءة المقال كاملا من هنا
7- «المخدوعون»… تداخل مُركب بين النصين الروائي والسينمائي
تفرض المقاربة بين النص السينمائي المقتبس، والعمل الروائي المقتبس عنه؛ العودة إليهما (الرواية والفيلم) لمعاينة خصوصية كل واحد منهما، ولملاحظة مقدار التغيُّر في المنجز البصري مقابل النص الأدبي، وكيف يُجسد صانعه (المخرج) رؤيته إليه، والتدقيق أيضًا بالمقدار الذي يضفيه عليه (السيناريو) ليجعل منه منجزًا بصريًا يستجيب لاشتراطات الصنعة السينمائية.
لقراءة المقال كاملا من هنا
8- هل يستحق ألمودوفار الفوز بـ«أسد» البندقية؟
نال المخرج الإسباني الشهير بدرو ألمودوفار «الأسد الذهبي» عن فيلمه الأحدث، «الغرفة المجاورة»، في ختام الدورة الحادية والثمانين لـ«موسترا» البندقية. هذه أول جائزة مرموقة تُسند إليه في أحد المهرجانات الثلاثة الكبرى، أي برلين، كانّ والبندقية. إنه اعتراف على نطاق دولي واسع لطالما سعى إليه هذا الفنّان المتحدّر من تيار الموفيدا المدريدي الذي واكب مرحلة الانتقال من الفاشية إلى الحرية، وكان هو، آنذاك، في الثلاثينات.
لقراءة المقال كاملا من هنا
9- «بذرة التين المقدس».. رسولوف سائرًا على الخط الرفيع بين الفن والسياسة
لم يكن الإيراني محمد رسولوف طيلة مسيرته أقرب لسعفة كان الذهبية مما كان عليه في اليوم السابق لحفل الختام. اجتمعت كل الظروف لتجعله المرشح المثالي للجائزة: بداية من قرار السلطات الإيرانية منع فيلمه “بذرة التينة المقدس The Seed of the Sacred Fig”، ثم الحكم عليه بالسجن بتهمة الإساءة لسمعة البلاد، ثم بدء المسابقة وتوالي الأفلام المعروضة فيها دون أن يظهر عمل مدهش يجتمع الكل عليه، وصولًا لتمكن رسولوف من الهرب إلى خارج إيران، ليعلن المهرجان حضوره عرض فيلمه في قبل يوم واحد من حفل الختام.
لقراءة المقال كاملا من هنا
10- مخرجا «رفعت عيني للسما»: فيلمنا ينحاز للأحلام لكنه يلتزم الواقعية
«رفعت عيني للسما» الذي يحمل الاسم الإنجليزي The brink of dreams (حافة الأحلام) يحملنا إلى قرية البرشا، إحدى قرى محافظة المنيا في صعيد مصر. هناك، يتتبع المخرجان فرقة مسرحية شكلتها مجموعة فتيات يقدمن عروضًا مسرحية في الشارع، تناقشن فيها مشاكل تلامس حياتهن كإناث في مجتمع مغلق ومحافظ يحاصر النساء في أزمات تخلقها مفاهيمه، كتأخر الزواج أو الزواج المبكر واختيار شريك الحياة وغيرها. تلتقط عينا المخرجين بذكاء تفاصيل حياة هؤلاء الفتيات ومشروعهن الفني، ويعايشان تلك التفاصيل على مدار أربع سنوات نرى فيها تعقيدات حياة هؤلاء الفتيات وما يواجهنه وما يواجهه مشروعهن الفني في الفيلم الوثائقي «رفعت عيني للسما».
عن هذا الفيلم، تحدثت فاصلة للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير.
لقراءة الحوار كاملا من هنا
11- نبيل عيوش: «الجميع يحب تودا» رسالة حب للموسيقى وتقدير لـ«شيخات» الغناء
يحمل تعبير «شيخة» في اللهجات المغاربية معنى مغايراً للشائع في كثير من أنحاء العالم العربي، فـ «الشيخة» في اللهجات المغاربية تعني الفنانة التي تقدم صنوفاً من الغناء الشعبي، و«الشيخة» هو الحلم الذي تسعى لأن تكونه «تودا»، بطلة الفيلم المغربي «الجميع يحب تودا»، الذي اختاره مهرجان كان ليُعرض ضمن فئة «العرض الأول»، ويستكشف مخرجه نبيل عيوش عبره فن «العيطة» الشعبي المغربي.
لقراءة الحوار كاملا من هنا