شهد مهرجان كان السينمائي أولى المؤتمرات الصحفية لأفلام المسابقة الرسمية، والتي انطلقت مع المخرجة الألمانية ماشا شيلينسكي بفيلمها «Sound of Falling»، الذي حظي بدعم وإشادات نقدية واسعة عقب عرضه أمس الأربعاء، باعتباره صوتًا جديدًا وجريئًا داخل المهرجان، الذي تشارك خلاله شيلينسكي للمرة الأولى.
فعلى الرغم من الحضور الصحفي المتواضع هذا الصباح في المؤتمر الصحفي الأول للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين، إلا أن الحضور صفقوا بحرارة للمخرجة ماشا شيلينسكي وطاقم الفيلم، معلنين ترحيبهم بدخول صوت سينمائي جديد على الساحة العالمية.
يتتبع الفيلم الألماني أربع فتيات خلال أربع فترات زمنية مختلفة: العقد الأول من القرن العشرين، والأربعينيات، والثمانينيات، وحتى يومنا هذا. تدور أحداث الفيلم بالكامل في مزرعة ألمانية، حيث تتشابك حياة هؤلاء الشابات عبر الزمان والمكان والصدمات التي توارثتها الأجيال.
وفي بداية كلمتها، وصفت شيلينسكي الفيلم بأنه «صورةٌ عصريةٌ للغاية»، مضيفة: «شعرنا وكأن هؤلاء النساء ينظرن إلينا مباشرةً. شعرنا بالحزن الذي عانينه في ماضيهن. فكرنا: لنتعمق في تاريخهن». لذا بدت للمخرجة أن هذه الفكرة مثالية للغاية، حيث ينتقل الناس من عصر إلى آخر، ثم نكتشف أن بعض الشخصيات تتساقط.
وأشارت شيلينسكي إلى موقع الصورة في المزرعة، حيث تدور أحداث فيلمها: «حدثت أمورٌ عديدة في هذا المكان. ظننا أن أحدهم كان يستخدم هاتف جوجل في الغرفة، وأن امرأةً أخرى كانت تسكن تلك الغرفة… لدينا فكرةٌ مفادها أن الصدمة تنتقل من جيلٍ إلى جيل. لم نعد نستطيع الوصول إلى هذه الصدمات، لكن شيئًا ما يبقى في قلوب الناس».
وتساءلت شيلينسكي: «هل من الممكن لهؤلاء الأبطال أن يتحرروا من الصدمة الجيلية؟». تقول المخرجة الألمانية: «سألنا أنفسنا هذا السؤال نفسه. لا نعتقد أن الخلفية هي العامل الحاسم. لقد بحثنا في الصدمات التي ربما حدثت. عندما نتحدث عن صدمة تعود إلى الأسلاف، فعادةً ما تكون الحرب. لكننا لم نكن مهتمين بالأحداث الكبرى كالحرب، بل بالأحداث الأصغر – المصائب، والمشاعر التي أحيانًا ما يكون لها تأثير هائل على الشخصية، والتي لا يتحدث عنها الناس».
من جانبها، قالت الممثلة لينا أورزيندوسكي، التي تؤدي دور أنجليكا في الفيلم: «كان سيناريو ماشا ولويز ذكيًا بما يكفي لنشعر بما تمرّ به الشخصيات الأخرى. لقد شعرنا برابطٍ مع المكان من خلال تمثيلنا».
كما تأثرت الممثلة سوزان ويست بشكلٍ كبير بصندوق الصور الذي قدمته المخرجة للنساء اللاتي عشن في المزرعة، قائلة: «عندما تشاهد الفيلم، تجد أشباحًا متشابكة، متشابكة، متشابكة. التقطتُ أحدها غريزيًا. ظننتُ أنه مُرعبٌ للغاية. يمكنكَ استشعار التاريخ دون أن تتأثر. غرفةٌ ما قد تحمل تاريخ عائلة».