فاصلة

حوارات

فاطمة البنوي: نعيش «بلا ماضي سينمائي» وأي فيلم سعودي ناجح!

Reading Time: 4 minutes

تمتلك الفنانة السعودية فاطمة البنوي أحلامًا بلا حدود، وآفاقًا لأمنيات تسعى لتحقيقها في السينما السعودية. أحلام بدأتها مبكرًا بفيلمها الأول «بركة يقابل بركة» مع المخرج محمود صباغ في 2016، وسعت لاستكمالها مع تحقيق أحلامها في الكتابة والإخراج وحتى الإنتاج، لتكون من أوائل الفنانات السعوديات اللاتي يمزجن في تجاربهن بين التمثيل والإخراج والإنتاج والكتابة.

اكتسب أحدث تجارب فاطمة البنوي «بسمة» الذي انطلق عرضه مؤخرًا عبر منصة «نتفليكس» ردود فعل مختلفة، الفيلم الجديد بتوقيعها ككاتبة ومخرجة ومنتجة وبطلة، مهمة رباعية تخوضها الممثلة السعودية التي تسعى لتقديم تجارب مختلفة في السينما السعودية.

فاطمة البنوي

تقول فاطمة البنوي في حوار مع «فاصلة» إن أي فيلم سعودي تعتبره فيلمًا ناجحًا، لكونه يعبر عن تجربة صاحبه الذي يريد تقديمها، مشيرة إلى تجربة صناع السينما السعوديين الحالية بأنهم يعيشون «بلا ماضي» يمكن أن يقارنوا به، مما يجعلهم يقدمون مزيدًا من الأعمال دون خوف، وفي نفس الوقت تكون كل تجاربهم الجديدة والمغايرة متفردة، الأمر الذي يعني أنها ناجحة بمجرد إنجازها.

تعتبر البنوي أن هذا الأمر بمثابة نقطة قوة للسينما السعودية وليس ضعفًا، خاصة وأن التجارب السينمائية السعودية لا يمكن مقارنتها بأي سينما أخرى سواء أكانت أميركية أو أوروبية أو حتى مصرية وتونسية، مؤكدة أن صناعة السينما في السعودية تعيش ظروفًا استثنائية.

تلفت إلى أن هذا الأمر يمنح صناعها مزايا عدة وهو أمر يجعل تقديم الأعمال المغايرة محل تقدير باعتبارها تجارب جديدة، مؤكدة أن هذا الأمر لا يتعارض مع السعي لتقديم أعمال تنافس عالميًا.

لكن هذه القناعة التي تتحدث بها فاطمة البنوي لا تعني منها تبني مقولة «اعذرونا نجرب» للجمهور في الأعمال التي تقدم، مؤكدة أن التفرد في الأعمال التي تقدم يأتي لغياب السوابق التي تتواجد في السينما والتي يمكن المقارنة معها، ومن ثم فكل صانع لفيلم لديه «شجاعة ورغبة في التجريب» وهو الأمر الذي يكون محل تقدير.

أحدث هذه التجارب فيلم «أحلام العصر» الذي انطلق عرضه الشهر الماضي في الصالات السينمائية والذي شاركت فاطمة ببطولته، ورغم خروجه سريعًا من شباك المنافسة، إلا أن الممثلة السعودية تراه ناجحًا كونه أول فيلم تتخطى مدته 3 ساعات، وردًا على الاعتراض بأنه ناجح، فبالمقارنة مع تجربة الأخوين قدس الأولى «شمس المعارف»، هو لم يكن بقدر التوقعات، أشارت إلى أن صناع الأفلام يحلمون بالمغامرة والاكتشاف ويتابعون ردود الفعل على ما قدموه.

تحقق فاطمة البنوي أحد أحلامها في فيلمها الجديد «بسمة» والمتمثل في الجمع بين السينما والعالم البصري السمعي وعالم النفسية الاجتماعية والواقعية القريبة بموضوع عالمي وليس سعوديًا، لافتة إلى أن الموضوع يتناوله السعوديون لكنهم ليسوا متفردين به.

تؤكد البنوي أن أحد أسباب توجهها نحو الكتابة ارتبط بوجود عدد كبير من القصص التي تريد أن تحكيها، وهو أمر لم تجده في الأعمال التي تعرض عليها كممثلة، مما جعلها تبادر لكتابة القصص التي ترغب في تقديمها، مستفيدة من حبها وشغفها بالسينما ودراستها الأكاديمية في المجال النفسي والاجتماعي.

فاطمة البنوي

ورغم أن الفيلم هو ثاني تجاربها في الإخراج بعد تجربة مسلسل «الشك» الذي قدمته قبل 4 سنوات، إلا أن الممثلة السعودية تتحدث عن فارق كبير بين التجربتين، فالأولى كانت تصور في استوديو خاص بمنزلها وبحضور 5 أفراد فقط كفريق عمل، على العكس من «بسمة» الذي صور كفيلم سينمائي بأكثر من 100 شخص خلف وأمام الكاميرا وبشكل احترافي.

لا تحبذ البنوي وجود مقارنة بين تجربتها في الإخراج بالمسلسل وفيلمها الجديد «بسمة» الذي كانت قد بدأت كتابته خلال تصوير المسلسل، لكن مع اتخاذ قرار بعدم تصويره إلا بعد انتهاء جائحة كورونا حتى يخرج بالصورة التي تراها مناسبة.

فاطمة البنوي

ومع ذلك تتحدث عن معوقات متعددة تواجه عادة صناع الأفلام، لكن في «بسمة» كان الإنتاج بالنسبة لها من أكبر التحديات التي واجهتها، خصوصًا مع التحولات الكبرى في صناعة السينما السعودية التي حدثت أثناء فترة التحضير، وهي تحولات جعلتها تشعر بـ«قلق وتوتر وحيرة شديدة»، حتى جاءتها فكرة عرض الفيلم عبر منصة «نتفليكس» باعتبارها الأنسب لعرض الفيلم باعتبار أن كل فيلم له حالته وطبيعته التي قد لا تنطبق على فيلم آخر.

من بين الأمور التي لم تكن سهلة بالنسبة للفنانة السعودية معالجة الفيلم وطريقة تقديمه، مشيرة إلى أنها شعرت بحيرة بشأن المعالجة وما إذا كان ينبغي أن تكون دراما تجارية أم مرتبطة بالتركيز أكثر على الصحة النفسية فيعالج بشكل مختلف يناسب المهرجانات العالمية، وهي خيارات مرت بها في مرحلة ما قبل الإنتاج.

فاطمة البنوي

قبيل الوصول للنسخة النهائية التي جرى تصويرها، استشارت فاطمة البنوي العديد من الأشخاص الذين تثق في اختياراتهم ويؤمنون بموهبتها للاستفادة من خبرتهم، بينما جرى إعادة كتابة الدرفت 9 مرات قبل الوصول للصيغة النهائية التي انطلق بها التصوير.

كشريكة في الإنتاج، عملت فاطمة البنوي مع شريكتها ولاء باحفظ الله على خلق حالة من التناغم بين فريق العمل، وهو ما تحقق بوجود توافق كبير بينهم في القيم والمبادئ، الأمر الذي سهل التصوير على مدار 32 يومًا تواجد فيه فريق العمل بمواقع التصوير المختلفة.

فيلم بسمة

وفيما تبدي اهتمامًا بمتابعة ردود الفعل على الفيلم بعد عرضه باعتبار أن الجمهور صاحب القرار في الحكم على الفيلم وتقييمه، تؤكد تحضيرها لمشروع جديد تقوم بكتابته تصفه بـ«الفكرة المجنونة».

اقرأ أيضا: «بسمة».. عندما كانت في امريكا !

شارك هذا المنشور