فاصلة

أخبار وتقارير

روبرت دي نيرو في افتتاح كان: لا يوجد سعر للإبداع

Reading Time: 3 minutes

انطلقت الدورة الثامنة والسبعون من مهرجان كان السينمائي، حيث خيّمت السياسة على كلمات كل النجوم الذين صعدوا على خشبة مسرح غراند لوميير، بما في ذلك النجم الأمريكي روبرت دي نيرو، أثناء تكريمه بـ«سعفة كان الفخرية» لإنجاز مدى الحياة؛ قبل أن يعتلي المخرج كوينتن تارانتينو المسرح، ويلقي بالميكروفون أرضًا، معلنًا بدء النسخة الجديدة.

هيمنة سياسية ولفتة إنسانية

افتتح الممثل الفرنسي لوران لافيت الحفل بكلمة أهداها للممثلة البلجيكية إيميلي ديكوين، التي توفيت بسبب نوع نادر من السرطان في 16 مارس الماضي، عن عمر ناهز 43 عامًا.

وفي كلمته الافتتاحية، أشاد لافيت بأولئك الذين يلتزمون بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، وفي نهاية القائمة الطويلة، أشاد بفولوديمير زيلينسكي، «الممثل الذي تحول إلى أمير حرب»، الرئيس الأوكراني الذي يخوض حربًا مع روسيا.

في خطاب افتتاحي سياسي للغاية، أشادت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش بالفنانين الذين يكافحون ضد القمع في جميع أنحاء العالم، وتحدثت عن ضحايا العدوان الإسرائيلي.

وتطرقت رئيسة لجنة التحكيم إلى «رهائن السابع من أكتوبر»، وكذلك إلى المصوّرة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي قتلت في قصف إسرائيلي في منتصف أبريل الماضي، بعد يوم واحد من إعلان اختيار الفيلم التسجيلي «Put Your Soul on Your Hand and Walk ضع روحك على يدك وسِر» الذي تشارك في بطولته، وكان من المقرر عرضه ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي. قائلة: «كان ينبغي أن تكون هنا، هذا المساء».

وأضافت بينوش: «الحرب، والبؤس، وتغيّر المناخ، وكراهية النساء البدائية، وشياطين وحشيتنا، لا تترك لنا منفذًا». واستكملت: «اليوم، رياح الألم عاتية لدرجة أنها تجرف الأضعف: رهائن السابع من أكتوبر، وجميع الرهائن والسجناء والغرقى الذين يعانون من الرعب ويموتون في شعور رهيب بالهجران واللامبالاة. في مواجهة ضخامة هذه العاصفة، يجب أن نولد اللطف».

تلا كلمة بينوش مقطع للنجمين نيكولاس كيدج ولورا ديرن من فيلم «Wild at Heart»، تكريمًا للمخرج الأمريكي ديفيد لينش، الذي توفي في 16 يناير الماضي عن عمر يناهز 78 عامًا. كما شاركت المغنية الفرنسية ميلين فارمر في حفل الافتتاح بأداء أغنية جديدة تكريمًا للمخرج الأسطوري، الذي كثيرًا ما تحدثت عن إعجابها به.

تكريم روبرت دي نيرو بـ«السعفة الفخرية»

سلّط النجم ليوناردو دي كابريو، الذي صعد إلى المسرح وسط تصفيق حار، الضوء على الدور الذي لعبه روبرت دي نيرو في بداية مسيرته المهنية. قائلًا: «خلال نشأتي في لوس أنجلوس، كان كل ممثل شاب أعرفه يتابع أعمال دي نيرو. درسناه، محاولين فهم كيف انغمس تمامًا في شخصياته. لقد وضع حجر الأساس. لم يكن مجرد ممثل عظيم آخر، بل كان الممثل بحد ذاته».

تذكّر دي كابريو كيف حصل على أول فرصة كبيرة له في التمثيل أمام دي نيرو في فيلم «This Boy’s Life»: «كانت تجربة الأداء صعبة. تنافس شديد. لم يكن أحدنا يعلم من سيحصل على الدور… في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمري، فعلتُ الشيء الوحيد الذي لم أستطع تحمّله: صرختُ عليه بأعلى صوتي».

روبرت دي نيرو في افتتاح كان: لا يوجد سعر للإبداع

وفي نهاية الحفل، تأثر روبرت دي نيرو عندما صعد إلى المسرح لقبول الجائزة التي قدمها له ليوناردو دي كابريو، وهي «السعفة الذهبية الفخرية» لإنجاز مدى الحياة. وبعد أن جفف دموعه وعانق زميله، ألقى الممثل البالغ من العمر 81 عامًا خطابًا حيويًا حذر فيه من غير الديمقراطيات المحتضرة، وتحدث دون تسمية دونالد ترامب: «في بلدي، نحن نناضل».

وأكمل دي نيرو: «في بلدي، نناضل بشراسة من أجل الديمقراطية التي كنا نعتبرها أمرًا مسلّمًا به. وهذا يؤثر علينا جميعًا هنا، لأن الفن هو بوتقة التقاء الناس، كما حدث الليلة. الفن يبحث عن الحقيقة، والفن يحتضن التنوع. لهذا السبب يُشكل الفن تهديدًا. ولهذا السبب نشكّل تهديدًا للمستبدين والفاشيين». قبل أن تتعالى أصوات التصفيق الحار داخل مسرح غراند لوميير، حيث وقف ليوناردو دي كابريو خلفه بعد تكريم مؤثر لشريكه الدائم وأيقونته التمثيلية.

وعن أزمة التعريفات الجمركية، قال دي نيرو: «لا يمكن وضع سعر للإبداع، ولكن يبدو أنه يمكن فرض رسوم جمركية عليه. بالطبع، هذا غير مقبول. كل هذه الهجمات غير مقبولة. وهذه ليست مشكلة أمريكية فحسب، بل مشكلة عالمية. وكما هو الحال في الأفلام، لا يمكننا جميعًا أن نجلس مكتوفي الأيدي ونشاهد. علينا أن نتحرك، وعلينا أن نتحرك الآن».

واختتم قائلًا: «لقد حان الوقت لكل من يهتم بالحرية أن ينظّم ويحتج، وعندما تُعقد انتخابات، فليُصوّت. صوّتوا. الليلة، وعلى مدار الأحد عشر يومًا القادمة، نُظهر قوتنا والتزامنا بالاحتفاء بالفن في هذا المهرجان الرائع. حرية، مساواة، إخاء».

اختُتم حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي (13-24 مايو)، بالعرض العالمي الأول للفيلم الكوميدي الفرنسي «Leave One Day» للمخرجة أميلي بونين. فيما تتكون لجنة تحكيم المسابقة الرسمية من تسعة أعضاء، تترأسها جولييت بينوش، وتضم في عضويتها: جيريمي سترونغ، وهالي بيري، وألبا رورفاكر، والمخرجين ديودو حمادي، وهونج سانج سو، وبايال كاباديا، وكارلوس ريغاداس، والكاتبة ليلى سليماني.

شارك هذا المنشور

أضف تعليق