قبل ساعات قليلة من انطلاق النسخة الـ78 من مهرجان كان السينمائي (13-24 مايو)، علّق المدير الفني تيري فريمو على اختيارات المسابقة الرسمية هذا العام، التي تضم أسماءً مخضرمة تعود إلى الكروازيت بمشاريع جديدة، إلى جانب أصواتٍ سينمائية صاعدة يرى الناقد الفرنسي المخضرم أنها ستكون إضافة لصناعة السينما. كما تطرّق فريمو إلى إشكالية التعريفة الجمركية الأمريكية، وأزمة الصحفيين الذين يعانون من الوصول إلى نجوم المهرجان.
الأخَوَان داردين مرة أخرى
وخلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم اليوم الإثنين، أبدى المدير الفني لمهرجان كان السينمائي تيري فريمو استياءه من فكرة أن المهرجان يختار دائمًا المخرجين أنفسهم للمشاركة في المسابقة الرسمية، قائلاً: «هذا ليس صحيحًا على الإطلاق». جاء ذلك ردًا على سؤال حول مشاركة الأخوين داردين في المنافسة للمرة التاسعة بفيلمهما «The Young Mother’s Home».
وعن سبب اختيار بعض صُنّاع الأفلام بشكل متكرر، قال فريمو إن مهرجان كان «لديه دائمًا هذا التقليد» المتمثل في البقاء مخلصًا، والذي يعود تاريخه إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي مع صناع أفلام مثل إنغمار بيرجمان، مشيرًا إلى أن أعمال الأخوين داردين تُعدّ سينما اجتماعية متماسكة ذات أسلوب مميز، مضيفًا: «إذا كنا نرى أهمية هذا النوع من السينما، فعلينا مواصلة دعمه».
وأشار فريمو إلى أن إحصائيات هذه النسخة تشير إلى العكس تمامًا، مستشهدًا بأسماء صُنّاع أفلام جدد يشاركون في المسابقة، من بينهم آري أستر مع «Eddington»، وكارلا سيمون مع «Romeria»، وتشي هاياكاوا مع «Renoir». مضيفًا أن بعضهم يحضر للمرة الثانية، مثل جوليا دوكورناو «Alpha»، ويواكيم ترير الذي يشارك للمرة الثالثة بفيلم «Sentimental Value»، لكن معظم المشاركين يحضرون للمرة الأولى.
وقال فريمو: «فيلم جوليا دوكورناو مثير للإعجاب للغاية، وسيُثير نقاشًا رائعًا، ونريد أن يُعقد هذا النقاش هنا في كان». وأضاف: «نحن ندعم أشخاصًا مثل جوليا، ونرغب في مواصلة هذا الدعم».
وأكمل فريمو، مستشهدًا بأربع رئيسات للجان التحكيم هذا العام، من بينهن رئيسة لجنة المسابقة الرسمية جولييت بينوش: «يتعيّن علينا أن نكون حذرين للغاية بشأن المساواة بين الجنسين». مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يترأس فيها نساء لجان التحكيم في أعوام متتالية، منذ أوليفيا دي هافيلاند وصوفيا لورين عامي 1965 و1966، مختتمًا: «لقد مرّ 60 عامًا منذ حدوث ذلك، إنها فضيحة».
التعريفة الجمركية
لم يُعلّق مدير مهرجان كان على التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأمريكية على الأفلام العالمية، كما اقترح دونالد ترامب الأسبوع الماضي. لكنه جدّد شغفه بالسينما الأمريكية، قائلًا: «من المبكر جدًا اتخاذ القرار. لا نريد أن تفقد السينما الأمريكية قوتها. هذا العام، السينما الأمريكية قوية ومبدعة، هذا هو المهم».
وأضاف فريمو أن فكرة معاقبة السينما الأمريكية من قبل دول أجنبية تستحق النقاش، لكن ما لاحظه بعد جائحة كورونا، خصوصًا في عامي 2021 و2022، هو أن عدد الأفلام الأمريكية انخفض، بينما ازدادت حظوظ الإنتاجات الأجنبية في النجاح. مشيرًا إلى أن «السينما تجد دائمًا طريقة للوجود وإعادة اختراع نفسها».
وأعرب فريمو عن رغبته في الحديث مع ترامب مباشرة، قائلًا: «لو استطعت، لأخبرته أن الأفلام الأجنبية تُغذّي الخيال والثقافة الأمريكية»، ثم أضاف: «لكنني لا أعتقد أنه مهتمٌ بذلك حقًا». واختتم حديثه مؤكدًا أن مهرجان كان «لن يسمح لأحدٍ بمنع السينما من أن تكون قوية ومبدعة».
أزمة الصحافة السينمائية
وقّع أكثر من 100 صحفي سينمائي دولي على بيان مفتوح يحث منظّمي المهرجانات والاستوديوهات وممثلي المواهب على تحسين الوصول إلى مقابلات النجوم، في ظلّ تنامي الإحباط من صعوبة التواصل خلال الأحداث السينمائية الكبرى.
ويأتي هذا الاحتجاج بعد خطوة مماثلة في مهرجان فينيسيا السينمائي العام الماضي، داعيًا فريمو ونظراءه إلى دعم «الصحافة السينمائية الجيدة» علنًا، والضغط لتوفير فرص متكافئة للوصول إلى المواهب. وأكّد الموقعون أن غياب المقابلات الجادة يؤدي إلى تهميش التغطية النقدية لصالح محتوى ترويجي موجز، لافتين إلى أن العديد من الصحفيين المستقلين يعتمدون على بيع تلك المقابلات لتمويل مشاركاتهم.
وفي مؤتمره الصحفي، أشاد فريمو بأهمية الصحفيين السينمائيين قائلاً: «إذا كان مهرجان كان السينمائي ناجحًا إلى هذا الحد، فذلك بفضلكم، أيها الصحفيون السينمائيون، الذين أسهمتم في إشعال حماس هذه الأفلام.