أحدث فيلم «Blue Moon» ضجة كبرى في مهرجان برلين السينمائي الدولي عقب عرضه، أمس الثلاثاء، ضمن فعاليات المسابقة الرسمية في نسختها الخامسة والسبعين، حيث حاز التحول الذي قدمه الممثل إيثان هوك ردود فعل إيجابية في ظهوره الأول مع المخرج ريتشارد لينكليتر منذ أكثر من عقد.
حظيت الدراما الموسيقية والسيرة الذاتية للفيلم باستقبال حافل في العرض العالمي الأول، إذ تحكي قصة الشاعر الغنائي الأمريكي لورينز هارت (هوك) وهو يكافح إدمان الكحول والاكتئاب في ليلة افتتاح مسرحية «Oklahoma»، أول عمل موسيقي يكتبه شركاؤه الإبداعيون السابقون ريتشارد رودجرز وأوسكار هامرشتاين.
وبعد عرض الفيلم، تعالت الهتافات في أرجاء مسرح برليناله بلاست احتفاءً بلينكليتر وطاقمه، وبالأخص هوك، الذي ظهر في كل لقطة تقريبًا من الفيلم، حتى بدا من الصعب التعرف عليه على الشاشة. كما حظي زملاؤه في التمثيل، مارغريت كواللي وأندرو سكوت، بتصفيق حار.
وقال لينكليتر على خشبة المسرح بعد العرض: «كنا نأمل أن تكون نغمة الفيلم مثل أغنية لروجرز وهارت—مصنوعة بإتقان، ذكية، حزينة، مضحكة». وأضاف أنه عمل على الفيلم لمدة 12 عامًا، لكن هوك «كان صغيرًا جدًا بالنسبة للدور» حينها.
وخلال المؤتمر الصحفي، تحدث لينكليتر عن الفيلم قائلًا: «لا أعتقد أنني قدمت أي تنازلات على الإطلاق على مدار السنوات. لم نتعرض لأي ضغوط. نحن نفعل ما نريده. كان هذا فيلمًا بميزانية صغيرة، بلا عروض تجريبية أو أي شيء من هذا القبيل».
أما هوك، فتحدث عن نهجه في أداء الدور قائلًا: «لقد كان تمرينًا في البساطة. كنت أفكر باستمرار في الموسيقى أو رسم ماتيس، لقد كان الأمر بسيطًا بشكل لا يصدق».
وعند سؤاله عن المواضيع الجدلية التي يفضل تناولها مع لينكليتر، أوضح: «لكي يكون للفن الجريء والمثير للجدل تأثير، يجب أن يكون هناك اهتمام مجتمعي به. يجب أن نهتم به ونعطيه أهمية. فعندما يصبح المال هو الأولوية القصوى، نحصل على فن عام يسعى لجذب أكبر عدد ممكن من الناس».
وأضاف هوك: «إنها رقصة نؤديها جميعًا معًا. إذا كنت تحب الفن الجريء، فادعمه، لأن الناس لا يعتقدون أنه سيحقق أي أرباح».
فيلم «Blue Moon»، الذي يتنافس على جائزة الدب الذهبي، يبدو أنه منح المهرجان أول نجاح كبير ومهم يُعرض لأول مرة في برلين. ووفقًا لصفحة الفيلم على موقع برليناله، يعد العمل رحلة تأمل في الصداقة، والفن، والحب، حيث يجمع بين كُتّاب، وممثلين، وموسيقيين، وأصدقاء، ومخضرمين، ومشاهير، ومن سيصبحون مشهورين قريبًا. وبحلول نهاية هذه الليلة، سيكون لورينز هارت (هوك) قد واجه عالمًا تغير بشكل لا رجعة فيه بسبب الحرب، واستحالة الحب على ما يبدو.