فاصلة

أخبار وتقارير

جعفر بناهي عن «It Was Just An Accident»: أكثر أفلامي صدقًا وجرأة

Reading Time: 2 minutes

لأول مرة منذ أكثر من عقدين، يعود المخرج الإيراني الشهير جعفر بناهي إلى مهرجان «كان» السينمائي، ليس من مقر إقامته الجبرية في طهران، بل كرجل حر. وخلال المؤتمر الصحفي لفيلمه المشارك في المسابقة الرسمية «كان مجرد حادث It Was Just An Accident»، تأمّل بناهي في عودته التي طال انتظارها إلى «كان»، وثِقل تمثيل أولئك الذين لا يزالون صامتين في بلاده.

ويُعد مهرجان «كان» هذا العام أول ظهور لبناهي في المهرجان منذ عام 2003، حين فاز فيلمه «الذهب القرمزي Crimson Gold» بجائزة مسابقة «نظرة ما». وقال بناهي خلال المؤتمر الصحفي: «استغرقني بعض الوقت لأستعيد نشاطي وأعود إلى العمل، وهذا الفيلم هو النتيجة».

يُعد فيلم «كان مجرد حادث» من أكثر أعماله السياسية صراحةً حتى الآن. صُوِّر الفيلم سرًا في إيران، وتشارك فيه مجموعة من النساء يتحدّين قانون الحجاب في البلاد. ويتتبّع الفيلم مجموعة من سجينات الدولة السابقات اللواتي يتجادلن حول الانتقام من الرجل الذي عذّبهن.

جعفر بناهي

وذكر بناهي أنّ أفلامه «مستوحاة دائمًا من البيئة التي أجد نفسي فيها»، وقبل السجن كانت بيئته هي المجتمع الإيراني، لكن «بمجرّد إرسالك إلى السجن، فإنك تتأثر حتمًا بما تلاحظه وما تراه».

وخلال حديثه، تذكّر بناهي ظروف احتجازه المزرية في زنزانة مساحتها 1.5 متر في 2.4 متر، «حيث بالكاد أجد مساحة للاستلقاء أو المشي. كنت أضطر لقرع الجرس للذهاب إلى الحمام». مضيفًا: «كان يُسمح لي بدخول الحمام مرتين أو ثلاث مرات يوميًا. وللخروج من زنزانتي، كان عليّ أن أُعصب عينيّ. لم يكن يُسمح بإزالة العصابة إلا في المرحاض».

وقال بناهي إنه خلال فترة سجنه، كان يُستجوب باستمرار، غالبًا لمدة ثماني ساعات يوميًا. «في إحدى المرات، حان وقت الصلاة، فخرج المحقّق للصلاة ثم عاد للاستجواب».

لكن بناهي أشار إلى أنّ كثيرين غيره عانوا أكثر بكثير، موضحًا أنّ كاتب السيناريو المشارك معه أُعيد إلى السجن، وأضاف: «الإيراني هو من قضى الأربعين عامًا الماضية في الأسر».

جعفر بناهي

ورغم عقود من النضال ضد الرقابة والانتهاكات والحظر الرسمي، قال بناهي إنه لم يفكّر أبدًا في الاستسلام. واختتم: «خلال فترة حظري التي استمرت عشرين عامًا، حتى أقرب أصدقائي فقدوا الأمل في أن أعود إلى صناعة الأفلام. لكنني بحثت عن حلول، وقلت لنفسي إنني لا أعرف كيف أفعل شيئًا آخر… لا أستطيع تغيير مصباح كهربائي، ولا أستطيع استخدام مفكّ براغي. لا أعرف كيف أفعل أي شيء سوى صناعة الأفلام».

وقد حظي العرض الأول لفيلم «كان مجرد حادث» باستقبالٍ حماسي وتصفيقٍ حارّ دام ثماني دقائق، ألقى بعدها بناهي خطابًا مؤثّرًا، أشاد فيه بالعديد من المخرجين والممثلين والناشطين الإيرانيين الذين ما زالوا مسجونين أو ممنوعين من العمل في أعقاب احتجاجات حرية المرأة.

شارك هذا المنشور

أضف تعليق