أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام عن مشاركة ثمانية أفلام مدعومة من قبلها في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، من بينها فيلم يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، ما يعكس الحضور القوي والدور المتنامي للمؤسسة في دعم الأصوات الأصيلة والواعدة في صناعة السينما العالمية.
تنوّعت الأفلام المختارة من حيث النوع والأسلوب والبلدان، وهي ثمرة لبرنامج المنح الذي تقدّمه المؤسسة لدعم المخرجين والمشاريع الجريئة والمرتبطة بالهوية والثقافة. ويمثل هذا الاختيار تجسيدًا لرؤية المؤسسة في تمكين المواهب من العالم العربي والمجتمعات الدولية، وتعزيز السرد القصصي المؤثر وغير التقليدي.
في المسابقة الرسمية:
«رنوار» – إخراج: تشي هياكاوا (اليابان، فرنسا، سنغافورة، الفلبين، إندونيسيا، قطر)
ينافس هذا الفيلم على السعفة الذهبية، ويروي حكاية فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا تُدعى رنوار، ذات شخصية حساسة وغريبة الأطوار. تدور الأحداث في صيف طوكيو عام 1987، حيث تواجه الطفلة واقع والدها المريض بمرض عضال وأمها العاملة تحت ضغط الحياة. وسط هذا المناخ الحاد، يبحث كل فرد من العائلة عن روابط إنسانية تعيد إليهم دفء الحنان وقوة القرب العائلي.
في قسم «نظرة ما»:
«عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن» – إخراج: مراد مصطفى (مصر، تونس، السعودية، السودان، ألمانيا، فرنسا، قطر)
يتابع الفيلم قصة عائشة، وهي ممرضة صومالية تعيش في القاهرة. تجد نفسها في مواجهة متشابكة مع عصابة مصرية وسط توترات متصاعدة يعيشها مجتمع المهاجرين الأفارقة، في حكاية تمزج بين الحب والخوف والانتماء والهروب.
«سماء موعودة» (عنوان مؤقت: «ماري وجولي») – إخراج: أريج سهيري (تونس، فرنسا، قطر)
تدور القصة حول ثلاث نساء من ساحل العاج – قسيسة وسيدة أعمال وطالبة – يعشن في منزل واحد بالعاصمة التونسية، حيث يتحول المنزل إلى كنيسة. من خلال تداخل مسارات حياتهن، يبرز الفيلم مزيجًا من التحديات اليومية، والتضامن بين النساء، وسؤال الانتماء في سياق ديني وثقافي مركّب.
«كان يا ما كان في غزة» – إخراج: طرزان وعرب ناصر (فلسطين، فرنسا، ألمانيا، البرتغال، قطر)
تأخذنا هذه الدراما إلى غزة عام 2007، حيث تتقاطع مصائر طالب شاب، وتاجر كاريزمي، وشرطي فاسد. في عالم يسوده التوتر والاضطراب، تتصاعد حدة العنف والانتقام، وصولًا إلى نهاية مأساوية تكشف تعقيدات الحياة تحت الحصار.
في أسبوع النقاد:
«مدينة بلا نوم» – إخراج: غييرمو غارسيا لوبيز (إسبانيا، فرنسا، قطر)
يحكي الفيلم قصة تونينو، مراهق يبلغ من العمر 15 عامًا يعيش في ضواحي مدريد. مع استعداد أعز أصدقائه للرحيل، يبدأ عالمه في الانهيار، ويشرع في إعادة التفكير في مفاهيم الصداقة والانتماء، مستعينًا بذكريات الطفولة والأساطير الغجرية التي شكّلت وعيه.
«المعدن» – إخراج: رندة ماروفي (المغرب، فرنسا، إيطاليا، قطر)
يوثق الفيلم مصير مدينة جرادة المغربية بعد إغلاق منجم الفحم عام 2001. من خلال أرشيفات وذكريات السكان، يتناول الفيلم الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للتحول من الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويقدم سردًا بصريًا حزينًا حول مدينة فقدت قلبها النابض.
«كعكة الميلاد» – إخراج: حسن هادي (العراق، الولايات المتحدة الأمريكية، قطر)
تدور القصة حول الطفلة لمياء، ذات التسع سنوات، التي تعيش في العراق إبان حكم صدام حسين. تُجبر على جمع مكونات كعكة عيد الميلاد الخاصة بالرئيس، وتواجه في سبيل ذلك تحديات كثيرة، ما يجعل الفيلم مرآة لبراءة الطفولة في ظل الديكتاتورية.
في برنامج جمعية السينما المستقلة للتوزيع (ACID):
«الحياة بعد سهام» – إخراج: نمير عبد المسيح (مصر، فرنسا، قطر)
عمل شخصي للغاية يستعرض رحلة مخرج لفهم حزنه على والدته الراحلة. عبر سرد بصري حميم، يُحوّل المخرج الكاميرا إلى أداة علاجية لمواجهة الفقد، واستكشاف مفاهيم العائلة والحب والذكريات والزمن.
فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، صرّحت بهذه المناسبة قائلة: «مشاركتنا في مهرجان كان السينمائي هذا العام تعكس التزامنا المستمر بدعم الأصوات الأصيلة والرؤى السينمائية المبتكرة. هذه الأفلام تجسّد قوة السرد البشري وعمق القصص التي تربط بيننا كأفراد. نحن نؤمن بدور السينما في التأثير على وعينا الجماعي، وفي بناء علاقات إنسانية تتجاوز الحدود».
بهذا الحضور اللافت، تؤكد مؤسسة الدوحة للأفلام مجددًا مكانتها كإحدى الجهات الرائدة عالميًا في رعاية المشاريع الفنية ذات الجودة العالية، والداعمة للسينمائيين الطموحين من مختلف الثقافات والخلفيات.