فاصلة

حوارات

علي الكلثمي : مندوب الليل يروي حكاية الرياض ولياليها

Reading Time: 3 minutes

من تجربة إلى تجربة، تنقل الفنان والمخرج السعودي علي الكلثمي مع مشروعه الطموح “تلفاز11” من مقاطع اليوتيوب في تجربة طويلة ومميزة من برنامج ( لايكثر ) إلى ( خمبلة )  فـ ( الخلاط ) ثم إلى مرحلة الأفلام القصيرة والتي قدم فيها فيلم ( وسطي ). يأتي التتويج الأهم لتجربته المبشرة بوصول فيلمه الروائي الطويل الأول “مندوب الليل” إلى مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، ضمن قسم “ديسفكري”، ليسجل تواجداً مميزاً للسينما السعودية في أحد أهم المهرجانات السينمائية الدولية.

سيكون حضور الفيلم الأول في السعودية  مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في المسابقة الرسمية لتكتمل رحلته في المهرجانات السينمائية الدولية قبل عرضه في صالات السينما السعودية والعربية بتاريخ 14 ديسمبر. كان لي معه حوار  في تورنتو، وكان هذا ما حكاه لي:

الرياض مسرح أحداث فيلمي الروائي الأول

لا أدري إذا كان عرض فيلمي في تورنتو هو تتويج لجهد السنوات العشرالماضية أم لا، لكن ما أشعر به أنه بداية مرحلة جديدة في حياتي الفنية، فعندما يختار مهرجان مثل تورنتو السينمائي الدولي فيلمي “مندوب الليل” يعني ذلك أنني دخلت نطاقا عالميا أكبر.أشعر أنني على مشارف مرحلة جديدة  مليئة بالحماس تحتاج الاهتمام بالعمل أكثر واختيار قصص أكثر وعيا.

عشت في الرياض 39 عاماً، توازت مع مرحلتي الطفولة ثم الشباب.عشت وتنقلت بين أحيائها، وعاصرت قصص متعددة بداخلها لذا اخترها لتكون المدينة التي أقدمها في فيلمي الأول، وحرصت على إبرازها في التصوير خاصة وأنني لا أحب بناء مواقع التصوير ولكنى أفضل أن يجري التصوير في المواقع الحقيقية للأحداث.

تجربة “تلفاز 11” لم تنتهي بعد

لم تكن تجربتنا في “تلفاز 11” عبر يوتيوب تجربة هواة أو عمملا تقليديا ولكنها كانت محاولة لتقديم تجارب سينمائية مختلفة. عمل أغلب الجيل السينمائي السعودي الحالي من خلال اليوتيوب أولاً،ولا يزال العديد من السينمائيين الشباب منخرطون في تجربة اليوتيوب. لم تكن “تلفاز 11” عقبة أمامي أبدا بالرغم من شح الموارد ويمكن أن اعود لها حتى بعد تقديمي فيلمي الطويل الأول مثلما لا أمانع في العودة للأفلام القصيرة.

يجري العمل لليوتيوب عبر عملية إنتاجية وتركيبة مختلفة عن السينما. نعمل في الوقت الحالي داخل “تلفاز 11” على تطوير نموذج تجاري يمكننا من تقديم محتوى متعدد عبر الانترنت حيث أن اليوتيوب منصة قريبة من الناس خاصة مع اتاحة المشاهدة المجانية، على العكس من السينما. 

“مندوب الليل” وبداية مشروع سينمائي مغاير 

يعد “مندوب الليل” من البداية مشروعا سينمائيا قدمناه بمعايير مختلفة، واستغرق تطويره نحو 3 سنوات  ليتضمن كافة المقومات التقنية والفنية التي تجعله متميزاً؛ من الكتابة الى الموسيقي والمونتاج والتمثيل وغيرها من الأمور التي جعلته يخرج بشكل أشعر برضا كامل عنه اليوم.

ما يمكن أن اعد الجمهور السعودي به عند عرضه التجاري هناك أنهم سيرون تجربة جديدة ومختلفة بعيدة عن الكوميديا، حتى وان كانت تجربتنا في “تلفاز 11” مع الكوميديا لا خلاف عليها، لكن الفيلم يقدم تجربة أكثر اختلافا، لأننا نشعر بالملل من تكرار الكوميديا. ما يهم في النهاية أن يكون الفنان صادقاً مع نفسه قبل أي شيء، وفيلمنا “مندوب الليل” هو فيلم درامي به تشويق وجريمة حول رجل يرى حياته تنهار أمامه ويحاول انقاذ نفسه وأهله بمختلف الطرق.

تجربة بصرية مختلفة

لم يكن التصوير ككل سهلاً بسبب طبيعة الفيلم، حيث صورناه في نهاية العام الماضي مع وجود أمطار كثيرة وكان من الصعب الانتظار لحين انتهاء فترة الأمطارالتي أربكت جدول التصوير. صورنا أيضا في نحو 50 موقعاً مختلفاً تنقلنا فيها داخل الرياض وهناك أيام كنا نتنقل فيها بين المواقع في نفس اليوم الأمر الذي كان مرهقاً للغاية خاصة مع الزحام.

كان أمامي خلال مرحلة التحضير أكثر من اختيار فيما يتعلق بترشيحات التصوير، لكني وجدت المصور المصري أحمد طاحونالشخص المناسب، فهو مصور لديه إحساس بصري مختلف وطموح عال، وعندما قرأ النص لم يتردد في الموافقة عليه وأعجبني فيه إحساس التحدي الذي تعامل به مع المشروع، وقلقه الدائم على الفيلم وعمله على أرض الواقع جاء سينمائياً وبطريقة مغايرة عن الإعلانات، وخلال عملنا قبيل بداية التصوير وثقت أماكن الرياض المختلفة لمدة 3 أشهر وتواجد مصورين بشوارعها لتصوير المدينة ورصد المتطابق فيها والمختلف، فالعمل معه كان ممتعاً.

“تلفاز” بعيدا عن الكوميديا

نحن دائما نمكن القصص الجيدة بمختلف أنواعها وأشكالها، أعلم أن لدينا تجربة في الكوميديا لكننا قدمنا من البداية تجارب في الأفلام الخليجية المغايرة عن الكوميدي، وفي الوقت نفسه اليوم لا نستطع الاعتماد على شكل واحد فقط من الحكي في القصة السعودية، وما نتوقع أننا نحتاجه في الوقت الحالي هو إتقان أشكال آخرى بخلاف الكوميديا وهو ما نعمل عليه عبر خلق البيئة المناسبة لاستقطاب القصص بجميع أشكالها، بحيث لا تقتصر على شكل أو نوع واحد، وهي استراتيجية أراها لصالحنا لأننا لو تخصصنا في الكوميديا سنجدها تتغير مع الأجيال، فما يُضحك بالأمس لا يُضحك اليوم، لذا لابد من التجديد وهو ما نعتبره أحد المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، وجزء منه أيضاً رؤية مواهب وأصوات جديدة وعملنا معهم مستمر في الفترة المقبلة.

مابعد مندوب الليل

قدمت “مندوب الليل” في ثلاث سنوات، اكتسبت خلالها خبرة كبيرة خلال العمل، وأصبح لدي دراية أكثر بتفاصيل العمل السينمائي وبالتالي أتوقع أن تتقلص هذه الفترة في أعمالي التالية. وفي الوقت الراهن أعمل على كتابة أكثر من معالجة سينمائية بعضها يصلح للسينما والبعض الآخر يصلح للدراما كمسلسل وبعدها سأتخذ قرار الخطوة المقبلة.

اقرأ أيضًا: عن ” مَندوب“ الرياض

 

شارك هذا المنشور