بأداءات مميزة وحضور آسر، أصبحت ماريسا تومي واحدة من أبرز نجمات هوليوود. الممثلة الأمريكية ذات الأصول الإيطالية والحائزة على جائزة الأوسكار عن دورها الأيقوني في فيلم («My Cousin Vinny»، 1992)، أثبتت على مدار مسيرتها أنها أكثر من مجرد وجه جميل، بل فنانة متجددة تتنقل بسلاسة بين أدوار الدراما والكوميديا.
«تومي» التي سبق وترشحت لجائزة الأوسكار ثلاث مرات، وأثرت الشاشة الكبيرة بأفلام بارزة، وعلى خشبة المسرح، أظهرت عشقها للفن عبر عروض تنبض بالحياة والجرأة. كانت أبرز حضور الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وكانت متحدة في إحدى لقاءات السوق.
«فاصلة» التقت بها أثناء تواجدها في جدة، وتحدّثت ماريسا معنا في حوار خاص عن أهمية المهرجانات السينمائية كمنصات تجمع عشاق السينما، معتبرة أن هذه الفعاليات أصبحت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، سواء لتعزيز تجربة المشاهدة الجماعية أو لاستكشاف مواهب وأفكار جديدة.
في مطلع حديثنا، أبدت ماريسا إعجابها بمهرجان البحر الأحمر قائلة: «إنه شعور مليء بالحماس، رؤية جميع المبادرات التي يقوم بها المهرجان والمنطقة لمعرفة ما يحدث للنساء في عالم السينما هنا، وما يحدث مع المختبرات المتنوعة الداعمة للصناعة الفيلمية، ومع الحوافز الضريبية التي تحاول المملكة تخطيها تشجيعًا للسينما ولصناعها». مؤكدة: «إن مشاهدة هذا المهرجان وهو يصبح بسرعة مركزًا هامًا لعرض الأفلام وتطويرها يشعرني بالكثير من الإلهام.»
وعن رأيها في المهرجانات السينمائية كمنصة للمشاركة، والتواصل، واستكشاف الأفلام قالت: «أعتقد أن كل ذلك صحيح: المشاركة، التواصل، واستكشاف الأفلام. بالرغم من أنني لا أعلم ما يدور هنا كثيرًا في هذا الجانب ولكن في الولايات المتحدة، العروض السينمائية في دور العرض قد تكون محدودة جدًا وتقتصر العروض فقط في بعض السينمات المختارة. لكن حينما تشاهد فيلمًا في مهرجان سينمائي تختلف تجربة المشاهدة كثيرًا لأنها في الأصل باعتقادي هي الطريقة التي خلقت الأفلام لتُعرض بها».
أضافت: «أن يجتمع عدد كبير من الناس لمشاهدة فيلم معًا على شاشة كبيرة، هذا لا يحدث كثيرًا، لكنه يحدث في المهرجانات السينمائية خاصةً وبشكل كبير. بالنسبة لي، أصبحت المهرجانات السينمائية أكثر أهمية من أي وقت مضى».
واستطردت «تومي» قائلة: «أنا أحب أن أشارك كجمهور، ليس فقط كشخص مشارك في الأفلام ويريد الترويج لأي عمل كان لي الشرف أن أكون جزءًا منه أو لرؤية أعمال أصدقائي، ولكن أيضًا كعضو بين الجمهور، لأكون مع أشخاص يحبون الأفلام ويشتركون في نفس الفضاء. هذا شيء جميل جدًا. أعتقد أن المهرجانات السينمائية مهمة للغاية.»
كما شاركتنا بتفاصيل عملها المسرحي الجديد، موضحة الفارق من وجهة نظرها بين التمثيل على خشبة المسرح والتمثيل لشاشة السينما قائلة: «حسنًا، النهج قد يكون مشابهًا، ولكن نوعية المساحات التي تعمل فيها مختلفة تمامًا. لكن كونك على المسرح أمام جمهور حي هو تجربة فريدة جدًا. وأحيانًا تكون المواضيع أكثر جرأة في المسرح، حسب تجربتي».
وكشفت أنها انتهت من تصوير فيلمها «المد العالي – High Tide»، مع المخرج ماركو كافاني، وفيلم «أخوة – Brothers» مع بيتر دينكليج وجوش برولين، والمتوفر حاليًا على منصة البث التدفقي «أمازون برايم».
وبسؤالها عن مشاركة بريندان فريزر معها في نفس العمل قالت: «صحيح هو معي في الفيلم، بريندن فريزر وغلين كلوز أيضًا، لقد استمتعت معهما، كان نوع الشخصيات مبالغًا فيه قليلًا وغير تقليدي، لذا كانت النغمة كوميدية. كانت مستندة إلى الواقع ولكنها أيضًا غريبة بعض الشيء».
وأردفت ماريسا: «أعتقد أن الجميع كانوا مستمتعين بتجربة إلى أي مدى يمكننا أن نأخذ الأمور، ومحاولة العثور على النغمة المناسبة معًا. اتصل بي جوش يومًا وقال لي هل يمكنك القدوم الأسبوع المقبل للمشاركة في هذا الفيلم؟ فقلت بالتأكيد، لذا كانت تجربة الانضمام ممتعة.»
كما أوضحت أن نوعية الفيلم كانت كوميدية، معبرة عن حبها لذلك النوع من الأفلام قائلة: «أحب التمثيل في الكوميديا كثيرًا لأنه أحيانًا من الأفضل ألا تفكر في الأمر كثيرًا مسبقًا، فقط تقول: أوه نعم، إنه مع الأصدقاء، إنه ممتع، الشخصية ممتعة، النص ممتع. في الفيلم الكوميدي تتخذ القرارات بسرعة كبيرة وما عليك إلا أن تثق في غرائزك فحسب.»
أما عن نوعية أفلامها المفضلة فقالت: «أحب بعض الأشياء التي تميل للطابع الكلاسيكي. أحب الكوميديا الساخرة، وأحب الأفلام الموسيقية، وأحب الكوميديات الرومانسية. وبالمناسبة أنا مازلت أنتظر عودة كل هذه الأنواع مجددًا»، لافتة إلى أنها لا تستطيع مشاهدة الرعب كثيرًا، فهي ليست من نوعها المفضل.
وفي نهاية الحديث شاركتنا مفضلاتها لأفلام العام 2024، حيث اختارت فيلم «إيميليا بيريز – Emilia Pérez»، مُعلقة: «زوي سالدانا مذهلة فيه. إنه رائع». وأيضًا فيلم «أنورا – Anora»، وعن سبب حبها له قالت: «أنه أيضًا كوميدي وأعتقد أنك ستستمتع به».
اقرأ أيضا: جيرمي رينر: عندما تتعلم التخلي عن قيودك تصبح الحياة أكثر سخاءً وعطاءً