قال المخرج السعودي محمد السلمان إن غزارة الإنتاج السينمائي التجاري وإحداث حالة من التشبع الفني للجمهور سيؤديان إلى بحثه عن أعمال أخرى لمشاهدتها، مؤكدًا أهمية الأفلام التجارية لكونها تسهم في دعم الحركة السينمائية اقتصاديًا، مما يعود بالنفع على الأعمال الفنية التي تُقدَّم بجانب الأفلام التجارية ويسهم في تأسيس بنية فنية أساسية.
وخلال فعالية «في صحبة النقاد» ضمن «مؤتمر النقد السينمائي» المنعقد في الرياض على مدار أربعة أيام (7- 10 نوفمبر)، والتي أدارها الدكتور مصعب العمري، شدد المخرج السعودي على حق الفنان في تقديم أعمال فنية بحتة أو أفلام تجارية بالكامل، مشيرًا إلى وجود أفلام تحتاج للتأمل وأخرى تحتاج للتأويل، وهو أمر يختلف من صانع لآخر.
وأوضح السلمان أن الترفيه يعد عنصرًا مهمًا للأفلام السينمائية، وأنه مطلوب ومتوقع تواجده، مشيرًا إلى أن بعض الأفلام الفنية تحتاج إلى تسويق أفضل للوصول إلى الجمهور وتعريفه بها بوضوح عند طرحها في السينمات. وأكد أن مشاركة بعض الأفلام في المهرجانات السينمائية تتيح لها دفعة تسويقية خاصة، لا سيما إذا كانت المشاركة في مهرجانات كبيرة، حيث يعد ذلك دافعًا قويًا للترويج للفيلم قبل طرحه في الصالات.
وقال السلمان إنه لا يجد مشكلة في أن يقوم الكاتب أو المخرج بتقديم عمل لأسباب مالية، مؤكدًا أن هذا ليس مقصورًا على الكتاب فقط، بل يشمل أيضًا المخرجين. وأشار إلى وجود تجارب في السينما الأميركية لمخرجين قدموا أفلامًا تجارية حققت إيرادات ضخمة، وفي نفس الوقت قدموا أفلامًا فنية عالية المستوى لم تحقق نفس الإيرادات في شباك التذاكر.
وتحدث السلمان عن تجربة فيلم «سطار» في شباك التذاكر السعودي، واعتبر أن إبراهيم خير الله لديه فهم عميق للجمهور واهتماماته من خلال تجاربه السابقة على اليوتيوب، ويعرف كيف يخاطب الجمهور بـ«إيفيهات» وجمل قريبة من وجدانهم وتلامسهم، الأمر الذي اعتبره جهدًا بحثيًا يستحق التقدير، وقد انعكس ذلك بوضوح على أداء الفيلم في شباك التذاكر.
وأضاف أن الجمهور أصبح يمتلك حالة من الوعي الحقيقي حتى عند مشاهدة الأفلام التجارية، وأن تكرار التجربة الناجحة يعد نوعًا من الكسل الفني. وأكد أن الجمهور إذا لاحظ أن صانع فيلم يكرر تجربته الناجحة السابقة، فإنه قد يفقد الشغف بمتابعة أعماله الجديدة، وبالتالي يكمن الرهان على تقديم أعمال جيدة ومتجددة بشكل مستمر.
وأوضح السلمان أن النظرة التجارية للأفلام عند طرحها قد تتغير مع مرور الزمن، مستشهدًا بأفلام أميركية طرحت في السبعينات وصُنفت كأعمال تجارية، لكنها مع مرور الوقت تحولت إلى كلاسيكيات سينمائية يحرص الجمهور على مشاهدتها.
وتحدث المخرج السعودي عن الصعوبات التي تواجه صناع الأفلام المستقلة في تجاربهم الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالحصول على التمويل والدعم اللازمين لتقديم أعمالهم.
واعتبر أن وجود شركات إنتاج فني متعددة تمتلك إمكانيات تساعد في تنفيذ أجزاء من المشاريع الفنية سيسهم في تسهيل عملية إنتاج الأفلام المستقلة، مما يتيح لصناع هذه الأفلام الاستفادة مما تمتلكه الشركات لتنفيذ مشاريعهم عبر الدخول في نسب شراكة إنتاجية.
اقرأ أيضا: كمال رمزي: استقلال الناقد يمنحه فرصة الإبداع بلا قيود