شهد اليوم الثاني من فعاليات «مؤتمر النقد السينمائي» الذي تنظمه «هيئة الأفلام» ماستر كلاس للناقد السينمائي إبراهيم العريس، أداره الناقد السعودي فراس الماضي بعنوان «النقد بين السينما والأدب والفنون».
وعبر العريس خلال حديثه عن عدم رضاه عن النقد في الوقت الحالي بظل غياب الوجود النقدي، ووجود جيل لا يزال يتشكل وجيل كبير ينتمي إليه ابتعد أو أصبحت مشاركاته محدودة، مشيراً إلى أن النقد تحول إلى مجرد آراء سطحية لا تستند إلى تحليل مُعمق، وتعرض للابتذال مع انتهاء جيل النقاد الكبار.
وأضاف أن النقد الحقيقي يُثري السينما بشكلٍ كبير ويدفع الأفلام نحو مزيد من التطور، بالإضافة إلى كونه «مهنة لذيذة» لكنها ليست أداة للترويج للأعمال السينمائية بل تتطلب الالتزام بالموضوعية والشغف، مؤكداً أن السينما العربية بحاجة إلى نقاد مثقفين وواعين ومدركين أهمية السينما كفن له تأثير.
وأوضح أن السينما ليست مجرد ترفيه ولكن فن له تأثير في تشكيل الوجدان الأمر الذي يتطلب اهتمام أكبر ليس فقط من صناع القرار ولكن من المفكرين والنقاد والمثقفين، لافتا إلى أن النقد والتحليل العميق للأعمال الفنية يساعد في فهم الجمهور وتطوير صناعة السينما.
وأكد العريس أن النقد السينمائي ليس خدمة تقدم لصناع الأفلام من أجل مجاملتهم أو تسويق أعمالهم، حتى مع التوقعات الخاطئة من بعض صناع السينما بشأن النقاد وبأنهم ينتظرون منهم الكتابة بإيجابية عن أعمالهم، لافتا إلى أن النقد بمثابة توجيه للمشاهد وتعميق لفهمه للسينما ودعوة لصناع الأفلام من أجل تطوير وتحسين مشاريعهم.
ورغم عدم رضاه عن مستوى النقد في العالم العربي وتأكيده عدم قراءة نقد لأعمال فنية إلا فيما ندر لكن الناقد اللبناني يبدي تفاؤلًا بالجيل الجديد الذي يتشكل اليوم، لكن مع انتظار بعض الوقت حتى تظهر ملامحه بشكل أكثر تفصيلاً خلال السنوات المقبلة، مشدداً على أن النقد السينمائي ليس محصورًا على فئة معينة ولكنه حق مشروع لكل شخص يمتلك القدرة على الفهم والتحليل ويطمح للتعبير عن رأيه في الفن.
وكشف العريس عن تغير وجهة نظره في مشاهدة الأفلام عبر المنصات، فبعدما كان يرفض مشاهدة الأعمال من خلالها وجد أنها توفر له بيئة سينمائية وتجربة مختلفة فنيًا، الأمر الذي اعتبره يتطلب استيعابها والاستفادة منها لكونها جزء من التحولات في صناعة السينما بدلًا من انتقادها.
وأوضح أن تجربة عرض الأفلام بالمنصات تعطي حرية أكبر في اختيار الأفلام والتفاعل معها وفق الذوق الشخصي لكل فرد بجانب إتاحة إمكانية مشاهدة الفيلم عدة مرات دون قيود، لافتًا إلى أن تكرار مشاهدة الأعمال السينمائية يكشف في كل مرة عن أحد جوانب جمالها الفنية وتفاصيل ربما لم يتم الالتفات لها سابقًا.
وتطرق العريس لأهمية تنوع الأعمال السينمائية التي يتم تقديمها مع التأكيد بأن السينما ليست مجرد صناعة تجارية ولكن واجهة ثقافية يجب أن تكون عاكسة لواقع المجتمعات العربية بجميع تفاصيلها وتعقيداتها لافتًا إلى أهمية أن تتجاوز الأعمال السينمائية إعادة تكرار الماضي أو الرومانسية التي تعيدنا إليه والنظر إلى المستقبل بتقديم تجارب تناسب تطلعات الحاضر والمستقبل للجمهور.
اقرأ أيضا: مؤتمر النقد السينمائي الدولي في الرياض: احتفاء بالصوت وتجربة فريدة