يعد الفنان يعقوب الفرحان، من أكثر الفنانين السعوديين حضورًا في المهرجانات الدولية، فقد طاف فيلمه «سيدة البحر»، وهو أولى تجاربه الروائية الطويلة إلى مهرجانات فينيسيا وقرطاج والقاهرة والرباط وحصد الفيلم الذي أخرجته شهد أمين عددًا من الجوائز. والآن، بعد حوالي 5 سنوات من تلك التجربة الناجحة، ثبت الفرحان قدميه في تاريخ السينما السعودية بمشاركته في بطولة أول فيلم سعودي يشارك في واحدة من المسابقات الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي، وهو فيلم «نورة» الذي حظي بإشادة خاصة من لجنة تحكيم مسابقة «نظرة ما».
فاصلة التقت الفرحان في مدينة كان الفرنسية للحديث عن خياراته ومسيرته الفنية وكواليس صناعة «نورة» بعد لقائها بمخرج الفيلم توفيق الزايدي.
نورة.. الفرحة اثنتين
يعقوب الفرحان، بطل «نورة»، تحدث عن شعوره بالوصول إلى «كانّ»، وعن الاختلاف بين هذه التجربة، وتجاربه السابقة في المشاركة في المهرجانات العالمية، قائلًا: «أشعر أنني سوف أُقصِّر في حق اللحظة إذا ما حاولت توصيفها، لأن هناك جزء من سعادتي له علاقة بفرحتي الخاصة بالفيلم، وهناك جزء آخر متعلق بمعنى وجود الفيلم وفريق العمل في مهرجان كانّ».
أضاف: «من أسباب سعادتي أيضًا هو هذا الامتنان لفرصة المشاركة في فيلم محلي بلغة سينمائية عالمية وتيمة عالمية يصل لجمهور مثل جمهور مهرجان كان السينمائي الدولي، ذلك الجمهور المتنوع من مختلف أنحاء العالم، وأن يكون الجمهور قادرًا على التواصل معك ويصدق ما تقوله ويتعاطف معك. أنا ممتن لتلك اللحظة والمكان».
«نورة» رحلة عمل طويلة
وكما هو معلن، فإن التحضير لفيلم «نورة» استغرق سنوات طويلة، حتى خرج للنور أخيرًا في 2024، ويُنتظر أن يصل للجمهور في نهاية يونيو المقبل.
عن كواليس العمل قال الفرحان: «شعرت بجدية الموضوع في منتصف عام 2021، وقتها كنا قد وصلنا لمرحلة التجهيز للتصوير، وبدأنا التصوير عام 2022».
تابع: «المشروع أخذ منا الكثير من الوقت، فعندما تلقينا القصة كنا في عام 2017، ثم مرت 4 سنوات قبل أن نبدأ التصوير، شاركت أثناءها في أعمال أخرى، لكني كنت على تواصل دائم مع توفيق الزايدي حتى أعرف إلى ماذا وصل، لكن لم يكن لديّ فكرة متى سنبدأ التصوير حتى منتصف عام 2021».
ليس تنبؤًا، بل شعور داخلي
ولعل اللافت للنظر في مسيرة يعقوب الفرحان، هو ارتباط اسمه بأعمال قليلة، لكنها لا تخيب في اصطياد فرص المشاركة في المهرجانات، سواء في مهرجان كانّ مؤخرًا ومن قبله فينيسيا.
وعن إذا ما كان الفنان يتنبأ بذلك قبل الموافقة على العمل قال: «لدي حدس في بعض الأشياء، لكن لا أستطيع تفسيره تمامًا، وأظن أنني كممثل عندما يُعرض عليّ نصوص أستطيع التمييز إن كانت درجة جودتها وإحكامها تؤهلها لهذا النوع من النجاح. لكن أيضًا ارتباطي بصانع الفيلم أو المخرج هو ما يعطيني الشعور القوي بما يتجه إليه الفيلم».
وعمّا إذا كان يوافق على عمل ما بسبب شعوره بالحرج من صناعه قال «الفرحان»: «لا.. لكن بالتأكيد هذا العنصر موجود بدرجة ما في مجالي السينما والتلفزيون، فمن الممكن أن تكون بعض المشروعات ناجحة والأخرى لا، لكن في المجمل لديّ استعداد أن أثق بصانع العمل واستثمر في شعور الناس تجاه الأشياء. أكيد لا أوافق بسهولة على العمل مع أي شخص، لكن إذا آمنت بالشيء أذهب معه للآخر».
ما يحدث في الصناعة بالمملكة فاق التصور
يقول الفرحان إنه عندما بدأ عمله في المسرح، لم يتخيل يومًا أن تصل السينما السعودية إلى هذه الدرجة من التطور في هذا الوقت القصير، أو حتى ما وصل هو إليه في المهرجانات العالمية قائلًا: «لم أكن أتوقع أن يصبح الوضع هكذا، وأكيد الوضع أجمل بكثير مما تخيلته، والحمد لله على ذلك».
وتابع: «أنا ممتن وأشعر أنني مبارك في كل تلك الخطوات. الرحلة ككل أهم شيء، فأحيانًا عندما تنظر لما قدمته على مدار عدة سنوات تشعر أن الموضوع يستحق».
واستطرد: «لا أعرف إلى أين تأخذني الأشياء، لكن ما كنت أعرفه هو أنني إذا عملت لمدة 10 سنوات فعليّ أن أكون فخورًا بكل تلك السنوات، سواء كانت الأعمال وصلت أم لا، لكن ثقتي وحبي لما قدمته يعني لي الكثير».
أرفض ما لا يشبهني
من المعروض عن يعقوب الفرحان في الأوساط الفنية السعودية بأنه صاحب «لا» قوية، فكثيرًا ما يرفض أعمالًا قد تُصنف بأنها «رخيصة»، وبسؤاله عن ذلك، وما إذا كان من الممكن أن يشارك في عمل تجاري قال: «نعم من الممكن التمثيل في عمل تجاري، لأن حساب البنك أحيانا هو من يحكم الأشياء، فأحيانا أوافق على بعض الأعمال من ذلك المنظور».
وعن إذا ما كان قد شعر يومًا بالندم على رفضه لأعمال تجارية، قد حققت نجاحات كبرى بعد عرضها، قال: «لا يأتيني ذلك الشعور أبدًا، ولا أرغب في أن أكون أنانيًا فأنا سعيد بمسيرتي وراضي بما أقدمه والمكانة التي أتواجد بها، وأشعر أنني أشبه نفسي كثيرًا».
وأشار «الفرحان» في نهاية حديثه أنه لا يحضر لأي عمل في الفترة المقبلة.
اقرأ أيضا: توفيق الزايدي: وصول «نورة» لـ كانّ لم يغيرني وإنما زاد من طموحي