وسط حضور جماهيري كبير، اختتمت «وادي سينما» نسختها الثانية بنجاح لافت، حيث شهدت جميع العروض نفاد التذاكر سريعًا وامتلأت قاعات العرض بالحضور، متجاوزًا الطاقة الاستيعابية في بعض الليالي.
انعكس هذا الإقبال على التفاعل الكبير مع الأفلام، خاصة العروض السعودية القصيرة، التي حظيت باهتمام واسع من الجمهور، وتحولت إلى محور نقاشات مستمرة مع صناعها، في أجواء عكست الشغف بالسينما المستقلة والتفاعل النقدي مع محتواها.
ليلة ديفيد لينش
لعب التنوع السينمائي في «وادي سينما» دورًا بارزًا في استقطاب جمهور واسع من عشاق الفن السابع، حيث جمعت الفعالية بين السينما الكلاسيكية والعالمية والعربية والسعودية ، مما أتاح فرصة لاستكشاف تجارب سينمائية متنوعة.
وفي لفتة ممتازة استهلت الفعالية عروضها بتحية لأحد أعمدة السينما العالمية، المخرج ديفيد لينش، الذي فقده العالم مطلع العام الجاري. وقد خُصصت الافتتاحية لاستعراض إرثه السينمائي بعرض فيلمين من أعماله الكلاسيكية، The Straight Story وEraserhead، واللذين يُعرضان للمرة الأولى في السعودية.
عروض عربية حديثة
كانت السينما المصرية حاضرة في «وادي سينما» من خلال فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» للمخرج خالد منصور، الذي تحدث عن تجربته من مهرجان فينيسيا السينمائي إلى هذه الفعالية. استعرض منصور التحديات التي واجهها أثناء صناعة الفيلم ورؤيته الفنية، مما أثار نقاشات نقدية معمقة مع الجمهور حول العمل.
أما بالنسبة للأفلام العالمية الحديثة ، فقد لاقت تفاعلًا كبيرًا من الحضور. إذ أثار فيلم All We Imagine as Light الحائز على الجائزة الكبرى في مهرجان كان، وفيلم Bird للمخرجة أندريا أرنولد، نقاشات غنية تناولت الجوانب البصرية والجمالية والموضوعات الإنسانية التي طرحتها هذه الأفلام. واستمرت هذه النقاشات خارج قاعات العرض، حيث كان الطابع السينمائي هو السائد في استراحات الفعالية، مما أتاح للجمهور فرصة تبادل وجهات النظر حول الأفلام ومقاربتها النقدية.
أكثر من مشاهدة
أتاحت ليالي «وادي سينما» الأربعة للجمهور تجربة سينمائية غنية، تجاوزت مجرد مشاهدة الأفلام، حيث لم تُغفل أهمية الجلسات النقاشية التفاعلية التي جمعت بين الجمهور وصناع الأفلام. هذه الجلسات كانت منصة لنقاشات معمقة حول الإبداع السينمائي وأبرز التحديات التي تواجه صناع الأفلام المستقلة.
وقد لعبت هذه النقاشات دورًا مهمًا في إبراز التنوع السينمائي الذي احتفت به الفعالية، كما ساهمت في ربط الجمهور بالمشهد السينمائي المحلي والدولي بطريقة تفاعلية ومباشرة.
صناع الأفلام تحت المجهر
الفرصة الذهبية كانت لصناع الأفلام المشاركين في المبادرة، حيث كان لحضورهم أهمية كبيرة، بإتاحة الفرصة لهم للتفاعل المباشر مع الجمهور، كما أنهم أبدوا إعجابهم بالتفاعل الكبير الذي شهدته وادي سينما، وعبّروا عن تقديرهم للمساحة التي توفرها للنقاش والتواصل المباشر مع الجمهور.
