فاصلة

مقالات

في مؤتمر «ميكي 17»… المخرج بونج جون هو يستعيد غرابة المأساة وكوميديتها

Reading Time: 4 minutes

خيال علمي.. مغامرة.. كوميديا سوداء.. وقصة حب وتضحية، تركيبة مبدعة مزجها المخرج الكوري الجنوبي الحائز على الأوسكار بونج جون هو في أحدث أفلامه «ميكي 17.. Mickey 17» الذي احتفى به مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته 75 المقامة حاليًا ضمن قسم عروض البرلينال الخاصة «Berlinale Special».

يقف وراء فيلم بونج جون هو الأحدث، استوديوهات ورانر براذرز الشهيرة، بعد أن حقق فيلمه السابق «طُفيل Parasite» نجاحًا نقديًا وجماهيريًا هائلاً، حد أنه تصدر إيرادات الإنتاجات الكورية على مر تاريخها، وحصد أربع جوائز أوسكار من بينها أفضل مخرج وأفضل فيلم، كما أصبح أول فيلم غير ناطق بالإنجليزية يحصل على جائزة الأوسكار أفضل فيلم ويجمع بينها وبين جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.

المخرج الكوري الجنوبي بونج جون هو- برلين (2025)
المخرج الكوري الجنوبي بونج جون هو- برلين (2025)

استقبلت سجادة برلين الحمراء فريق عمل الفيلم وعلى رأسهم بونج جون هو، وبطل الفيلم روبرت باتينسون الذي اشتهر بعد تقديم سلسلة أفلام توايلايت، إضافة إلى ناعومي أكي وستيفن يون وتوني كوليت وأناماريا فارتولومي، بينما تغيب عن عرض الفيلم في برلين النجم الأمريكي مارك رافالو.

يلعب باتينسون دور (ميكى) شاب يهرب من خطر يهدده على الأرض بالانضمام الى رحلة استكشافية في كوكب جديد يقودها سياسي نرجسي، وتعرف وظيفة ميكي في الرحلة بأنه «expendable» أي شخص غير مهم الحفاظ عليه و«قابل للاستهلاك» حيث يُعرَّض لتجارب خطرة متعددة يموت خلالها ثم يعاد طباعته في جسد جديد بجهاز مخصص لذلك.

ميكي 17
Mickey 17 (2025)

فكرة الفيلم مقتبسة عن رواية «ميكي 7» للكاتب الأمريكي إدوارد آشتون الصادرة في عام 2022، وأشار بونج خلال المؤتمر الصحفي الذي صاحب عرض الفيلم في برلين إلى أنه يعتمد في الإلهام على مصادر مختلفة، وحتى من مجرد النظر إلى وجوه البشر يحظى بعدة أفكار، فهو ككاتب ومخرج يكتب في عقله باستمرار، مشيرًا إلى أن نقطة البداية لهذا الفيلم، كانت رواية آشتون التي أرسلتها إليه شركتي الإنتاج بلان بي ووارنر براذرز، ومن هنا بدأ كتابة السيناريو اعتمادًا على فكرة إعادة طباعة البشر التي تضمنتها الرواية، مضيفا أنها في رأيه فكرة غريبة ومأساوية وكوميدية جدًا في الوقت نفسه.

يصف بونج الفيلم بأنه رحلة استكشافية وخيال علمي عن هؤلاء البشر الذين يذهبون في محاولة لاحتلال كوكب أخر، ورغم أن أحداثها تدور في المستقبل لكن يمكن النظر إليها أيضا على أنها مرتبطة بالحاضر والواقع الذي نعيشه، بل وحتى الماضي، رغم أنها قصة خيالية. مضيفًا أنه يحب العمل على نوعية الأفلام التي تعتمد على قصص خيالية، إلا أنه يرى ميكي وكل الشخصيات الأخرى باعتبارها شخصيات واقعية جدًا، وأضاف: «لذلك أرى أن الخيال العلمي ليس قاصرًا على إطار محدد وحاولت أن أجعله أكثر إنسانية وعاطفية».

ميكي 17
Mickey 17 (2025)

خلال الندوة أكد فريق عمل الفيلم سعادتهم بالعمل مع مخرج مثل بونج جون هو. قال روبرت باتينسون أنه كان على رأس قائمة المخرجين الذين تمنى العمل معهم، وكان يعتقد أن هذه الأمنية لن تتحقق، لذلك وافق فورًا على الانضمام للفيلم بمجرد أن عُرض عليه حتى قبل أن يقرأ السيناريو، «لأن العمل مع مخرج متميز مثله تجربة مهمة لا بد من خوضها».

بينما قالت ناعومي أكي أنها لم تتوقع حالة المرح واللطف والدفء الذي كان يملأ كواليس التصوير، فهو ليس مخرجًا متمكنًا من أدواته ولديه قدة هائلة على سرد حكايات مثيرة وممتعة فقط؛ لكنه أيضا قادر على خلق أجواء مريحة في التصوير تساعد كل فريق العمل على تقديم أفضل ما لديهم والتفوق على أنفسهم، وهو ما تشكره عليه.

أما تونى كوليت فقالت إنها لم يسبق لها أن وافقت على المشاركة في عمل دون قراءة السيناريو، وكان هذا الفيلم استثناء لأن بونج مؤلف وصانع أفلام مبدع لا يمكن تفويت فرصة العمل معه. مؤكدة أنه صاحب رؤية وقائد رائع ومتعاون في الوقت نفسه، بالإضافة إلى أن عطفه وكرمه واحترامه للجميع يشعرهم بالثقة فيه وفى أنفسهم وهو شعور رائع جدا.

ميكي 17
Mickey 17 (2025)

وقال روبرت باتينسون عن أدائه الكوميدي في الفيلم، إنه استخدم مرجعية من أفلام التحريك، خاصة فيما يتعلق بالتحول السريع في مزاج الشخصية، مثل ما يحدث مع ميكي 18 وتصاعد درجة الانفعال لديه من صفر الى 180 درجة من الغضب المفاجئ في لحظة واحدة، وأنه طالما أحب هذا التكنيك في أفلام التحريك «فكثيرا ما نرى فيها شخص هادي وفى لحظة ينفجر غضبا»، وهو ما حاول أن يستوحيه في أدائه لشخصية ميكي 18، النقيض لشخصية ميكي 17. وأضاف أنه استرجع أيضًا تجارب سابقة لبونج كان يحب مشاهدتها، ويحب استخدامه للكوميديا الجسدية فيها مثل فيلم ” مذكرات جريمة قتل «Memories of Murder». مشيرًا إلى أن بونج قادر على تحريك الممثلين حتى في المشاهد الجماعية بطريقة «تمنح الفيلم حسًا فكاهيا ممتعًا»، مثل مشهد الكافتيريا في «ميكي 17» الذي يبدو فيه كل شخص وكأنه يتحرك بطريقة معينة تخصه وحده، وتضفي حيوية على المشهد ويجد كل منهم نفسه يقوم بها بسهولة. لذا حاول استخدام الكوميديا الجسدية في أدائه لـ«ميكي 17» ويبدو أنها ناسبت الشخصية بشكل جيد.

اقرأ أيضا: «النور»… أرواح سورية وثلوج تفتتح البرليناله

شارك هذا المنشور

أضف تعليق