فاصلة

حوارات

مهدي فليفل مخرج «إلى أرض مجهولة»: اللجوء قصة عايشتها طوال حياتي

Reading Time: 4 minutes

منذ التجربة الروائية الأولى للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل «عالم ليس لنا»، الذي عرض لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2012، ثم مهرجان برلين. رسم فليفل لنفسه مسارًا مليئًا بالجوائز، وأبرزها حصوله عام 2016 على الدب الذهبي من برليناله عن فيلمه القصير «عودة رجل»، وهي واحدة من أكثر من 30 جائزة سينمائية مرموقة، حصدها في مسيرة فنية لم تتجاوز 15 عامًا.

تجارب «فليفل» الفنية، دائمًا ما تحمل رسائل إنسانية على رأسها قضية اللاجئين خاصة العرب، منهم، وأبناء موطنه فلسطين على وجه التحديد، وهو ما يظهر جليًا في فيلمه الأخير «إلى أرض مجهولة» To a land unknown، الذي شارك ضمن مسابقة «نصف شهر المخرجين» بالدورة الـ 77 من مهرجان كان السينمائي الدولي.

اللاجئين في كل مكان!

تدور أحداث الفيلم حول ابني العم «شاتيلا» و«رضا» العالقين في اليونان، والباحثين عن فرصة للوصول إلى أوروبا.

عن اهتمامه بتقديم أعمال عن اللاجئين، وتكرارها بأشكال مختلفة في أعماله، صرح «فليفل» على هامش عرض عمله في كانّ أنه هو نفسه لاجئ، فهو يروي قصة عاشها بنفسه تحيط به طوال حياته، مؤكدًا أن اللاجئين من كل مكان حولنا، وحلم الوصول إلى أوروبا، هو حلم مشترك بين الكثيرين.

 وفي حواره مع «فاصلة»، وصف مهدي فليفل، نفسه بأنه «استوى» اللفظ العربي الدارج للكناية عن اكتسابه الخبرة الكافية لتقديم عملٍ ما. موضحًا أن الفيلم كان من المقرر تصويره قبل 10 سنوات لكنه تأجل أكثر من مرة، إلا ان ذلك لم يفقده حماسه أو يغضبه لقناعته الخاصة بأن كل شيء يحدث في وقته المناسب، وهو الآن صار مستعدًا أكثر لتقديمه برؤية أنضج.

مهدي فليفل

 الإثارة مطلوبة في الأفلام

وكشف مهدي فليفل لـ “فاصلة” أنه يهتم كثيرًا بإضفاء الإثارة على قصصه السينمائية، حتى وإن كان الفيلم يستهدف العرض في المهرجانات وليس لديه فرص كبيرة في العرض الجماهيري، لأن الإثارة مطلوبة في الأحداث كي لا يمل المشاهد.

 يشرح: «الفيلم السينمائي يتم تقديمه في فترة من 80 لـ 100 دقيقة تقريبًا، وأنا بالطبع كمخرج لا أريد تضييع مجهود العاملين فيه بعد عرضه، بشعور المشاهدين بالملل! أو أنهم يشعرون بأنك تروي لهم شيء فاضي، فالسينما في الأساس وسيلة تسلية، يجب أن يندمج الجمهور مع قصتك، ويشعرون بالمتعة أثناء العرض».

 وأشار إلى أنه على المستوى الشخصي، يحب السينما، لذا فهو حريص على قصة وشخصيات «تعيش مع المشاهد» على حد تعبيره، فلا ينساها بمجرد الانتهاء من مشاهدة الفيلم، متابعًا: «مثلًا في «إلى أرض مجهولة»، أتمنى أن يبقى أثر شاتيلا ورضا في نفوس المشاهدين، كحال شخصيات أخرى أحبها في أعمالي السابقة، هذا هو أملي على الأقل».

إلى أرض مجهولة

 البساطة كنز

عادة، ما تُثير قصص قضايا اللاجئين المطروحة في السينما حساسية لدى البعض، ووجه بعضها بانتقادات حادة كما حدث مع فيلم المخرج زياد دويري “قضية رقم 23″، بطولة عادل كرم وكامل الباشا، ولاقت أفلام أخرى المصير نفسه، لكن ذلك لم يحدث مع فيلم «فليفل»، حيث ناقش قضية اللاجئين ببساطة وحيادية دون طرح ما يُغضب أي طرف.

وعن كيف نجح في أن يجعل تناوله لهذه القضية الحساسة يمر بسلام، قال «فليفل» إن «البساطة كنز» أو كما قالها بالإنجليزية «Less is more»، وأوضح أنه لا يحب أبدًا استفزاز أي فصيل من الجمهور، متابعًا: «أحب أن أكون صريح في طرح الواقع الذي شاهدته وعايشته، فلماذا أهرب منه؟ أفضل طرح الحقيقة دون زيادة أو نقصان، والحكم للجمهور، فأنا أدع له الفرصة ليفكر ويتذكر ويقرر هو».

إلى أرض مجهولة

 قضية اللاجئين إنسانية وليست قومية

وعن استقبال الجمهور للفيلم بمظاهرة حب واحتفائه به في العرض الأول في كانّ خاصة مع تزامن عرضه مع تصاعد الأحداث في غزة، قال المخرج: «الفيلم حقيقي وفيه ألم، وليس من الضروري أن تكون شرقي أو عربي لتشعر به، يكفي أن تكون إنسانًا لتتأثر به، لذا الجمهور شعر به وتفاعل معه».

 وعن تزامن عرض الفيلم مع ما يحدث في قطاع غزة بفلسطين، وإذا ما كان قرار عرضه مقصود أن يكون مع زيادة أزمة اللاجئين الفلسطينيين، خاصة المتواجدين منهم في لبنان، قال مهدي فليفل: «بدأت صنع الفيلم منذ 10 سنوات تقريبًا، ولم أكن أعلم أننا سنعرضه هذا العام، ولا أعلم هل لو كنا عرضناه العام الماضي أو العام السابق له هل كان سيجد هذا الاحتفاء أم لا، لكن ما أنا متأكد منه أن القضية الفلسطينية مهمة منذ يومها الأول، لكن الوضع اختلف الآن مع تفاعل الناس معها».

مهدي فليفل

 دعم «البحر الأحمر» كان فارقاً 

وفي ختام حديثه مع «فاصلة»، تطرق «فليفل» إلى دعم صندوق البحر الأحمر للفيلم، وأشار إلى أن المهرجان كان أول من دعم الفيلم، وكان سببًا في خروجه للنور، لذا يتمنى أن يشارك به في مهرجان البحر الأحمر لعام 2024.

اقرأ أيضا: «شرق 12» لهالة القوصي…كلّنا في الحلم شرق

شارك هذا المنشور