قدّم مدير التصوير محمود يوسف تجربة فنية متميزة من خلال تصوير مشاهد فيلم «هوبال» المتوج بجائزة الجمهور من فيلم العُلا لأفضل فيلم سعودي في الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في بيئة صحراوية نائية.
محمود يوسف يشاركنا تجربته في التعامل مع بيئة جديدة وتحديات التصوير، فضلاً عن رؤيته الفنية لعملية صناعة الفيلم، في حوار خاص مع «فاصلة».
ويدور فيلم «هوبال»، للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، في أجواء التسعينيات، حيث يرصد قصة عائلة بدوية تعيش في عزلة تامة عن العالم الخارجي، بعدما أقنعهم الجد بأن علامات الساعة قد اقتربت، ويقدم الفيلم صورة حية للمجتمع السعودي في تلك الحقبة، ويستكشف تأثير التغيرات الاجتماعية والاقتصادية على حياة هذه العائلة.
قال محمود يوسف: «بالتأكيد، التصوير في بيئة جديدة، وخاصة في فيلم سعودي، كان تحديًا مختلفًا. بالنسبة لي، الموضوع كان يختلف قليلاً، ولكن بما أنني عربي، فالأمر ليس غريبًا تمامًا. ليس أول فيلم سعودي أعمل عليه، فقد سبق لي العمل في مسلسلين سعوديين. لكن تصوير الفيلم في الصحراء، هو شيء آخر».
أضاف: «التصوير في الصحراء يشبه التصوير أي مكان آخر، مثلما صورت في مصر أو أي دولة أخرى. لكن الصعوبات التي واجهتها تكمن في الظروف البيئية، والتي كان لها تأثير على الإضاءة والموقع.»
استطرد قائلًا: «في هذا الفيلم، اعتمدنا بشكل كبير على الإضاءة الطبيعية، حيث كانت المشاهد بحاجة إلى التصوير في أماكن صحراوية واسعة، وكانت المشاهد قد تستغرق عدة أيام للتصوير. هذا يتطلب تخطيطًا دقيقًا، فكنت أضطر للتخطيط لتصوير مشهد واحد على مدار أيام متعددة. كنا نصور من الساعة 6 أو 7 صباحًا وحتى الساعة 10 صباحًا، ثم نستأنف في اليوم التالي. المحافظة على تماسك المشاهد عبر الأيام كان هو التحدي الأكبر.»
وعن أسباب انجذابه للمشروع، قال: «القصة نفسها كانت مغرية بالنسبة لي. كانت موضوعات جديدة علىّ تمامًا، خاصة فيما يتعلق بالثقافة التي لم أكن على دراية بها، وسألت المخرج عبد العزيز الشلاحي عن الكثير من التفاصيل أثناء التحضير للفيلم. كان ذلك جزءًا من التجربة التي أحببتها.»
وحول التحديات التي واجهته في التصوير، أضاف محمود: «التحديات كانت كثيرة. مثلًا، كانت هناك صعوبات في التعامل مع الظروف الجوية غير المتوقعة. في البداية، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، ولكن بعد فترة بدأنا نواجه الأمطار، الرياح، والغيوم. هذا جعل تصوير المشاهد في الصحراء أكثر تعقيدًا. إضافة إلى ذلك، كان هناك تحدي لوجيستي يتمثل في صعوبة الوصول إلى المواقع وعدم وجود شبكة اتصال قوية، ما كان يعطل بعض العمل.»
وأردف قائلاً: «ومن أكبر التحديات كانت السيطرة على الأطفال والحيوانات في المشهد، إذ كان من الصعب التعامل مع هذه العناصر التي تتطلب تنسيقًا كبيرًا. ولكن في النهاية، يعود الفضل في التنسيق والمجهود الأكبر للمخرج عبد العزيز الشلاحي.»
وعن مدى متابعة السينما السعودية، قال محمود: «في الحقيقة، لم أكن متابعًا للسينما السعودية بشكل مكثف. لقد عملت في مسلسلات سعودية من قبل، لكن في ما يتعلق بالأفلام، لم أتابع سوى بعض الأعمال مثل فيلم «الشلاحي» السابق «حد الطار». بالنسبة لي، هذا هو أول فيلم سعودي أعمل فيه، وأنا متحمس للغاية.»
وفي ختام حديثه، عبر محمود يوسف عن تفاؤله قائلًا: «أنا متحمس جدًا لهذا الفيلم. على الرغم من التحديات، خاصة أننا واجهنا صعوبات غير متوقعة أثناء التصوير، إلا أنني متفائل للغاية بأن الفيلم سيخرج بشكل جيد. التحضير كان جيدًا، وكل شيء كان يسير كما توقعنا. بالطبع، هناك بعض الأمور التي كانت خارج إرادتنا، لكن في النهاية أنا متفائل بأن النتيجة ستكون رائعة.»
اقرأ أيضا: ريم فهد: التقمص الكامل لشخصيتي في «هوبال» كان التحدي الأكبر في مشواري الفني