كشف المخرج ماريو مارتوني في المؤتمر الصحفي لفيلم «Fuori»، والمشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في نسخته الثامنة والسبعين، والذي يستعرض السيرة الذاتية للكاتبة الإيطالية جولياردا سابينزا، أنه مولع بسرد حياة الفنانين.
يتتبع الفيلم حياة جولياردا سابينزا، التي واجهت رفضًا من مجتمع الأدب الإيطالي لنشر كتابها الضخم «فنّ الفرح»، الذي عكفت على كتابته لعقدٍ من الزمن، لينتهي بها المطاف في السجن بتهمة سرقة مجوهرات. لكن لقاءها ببعض السجينات الشابات شكّل تجربةً غيّرت حياتها.
بعد إطلاق سراحهن، وخلال صيفٍ قائظ، استمرت لقاءات النساء، وكونت جولياردا علاقةً وطيدة مع روبرتا، وهي ناشطة سياسية ومجرمة سابقة. علاقةٌ لم يفهمها أحدٌ من الخارج حقًّا، لكن من خلالها أعادت جولياردا اكتشاف متعة الحياة وشغفها بالكتابة من جديد.
وعند سؤاله عن فكرة إنتاج فيلم عن حياة الكاتبة الإيطالية، قال مارتوني: «جولياردا سابينزا كاتبةٌ أُعجبت بها. أردتُ أن أروي سيرتها الذاتية. أعشقُ سرد حياة الفنانين».
وأضاف المخرج الإيطالي: «لم تكن جولياردا سابينزا كاتبةً موهوبةً فحسب، أو كاتبةً جديرةً بالاكتشاف، بل كانت أيضًا فنانةً لم يُعترف بها قطّ في إيطاليا. لذا فهي تستحق اهتمامنا اليوم أكثر، لأن حياتها تُخاطب جيل الشباب. كانت امرأةً متمردةً، حرّةً، متحررةً، ومُحرِجةً في كثيرٍ من النواحي».
وأشار مارتوني إلى وجود أسباب وجيهة لإنجاز هذا الفيلم، قائلًا: «قلنا إنه لا ينبغي أن نكتفي بسرد أعمالها، بل أن نُصوّرها. وما أجمل تلك الفرصة التي سنحت لها في تلك اللحظة المذهلة من حياتها، حين قامت بهذه البادرة الرائعة في لحظةٍ عصيبة، والتي أوصلتها إلى السجن».
وتابع قائلًا: «كانت تلك الفترة التي عاشتها جولياردا في السجن بمثابة بعثٍ جديدٍ لها. لقد كانت فرصةً استثنائيةً لالتقاط صورةٍ لها مع روبرتا وباربارا وجميع السجينات الأخريات. هنّ نساءٌ عشن فعلًا، وُجدن فعلًا، لكنهن، بفضل خيالهن، اكتسبن بُعدًا جديدًا»
وبالنظر إلى الحياة الصعبة التي خاضتها جولياردا، يرى مارتوني أنها كانت «امرأةً بين الرجال» في عام 1980، وقال: «يمكنك أن ترى بوضوح أن ما تقوله لم يُؤخذ على محمل الجد، بل سُخر منه. وهذا يُخبرنا تمامًا، ليس فقط عن مكانة جولياردا في العالم وفي مجتمع ذلك الوقت، بل أيضًا عن معنى أن تكون امرأةً تعبّر عن مواقف مختلفة».
واختتم مارتوني حديثه قائلًا: «إنها تُجسّد حالتها النفسية، التي كانت مُقلقة نوعًا ما في ذلك الوقت. هذا هو الأهم. كما يُظهر الفيلم مكانتها في النقاش الاجتماعي».