فاصلة

حوارات

مديرة البرامج الدولية في «البحر الأحمر» لـ فاصلة: أؤمن بضرورة التوازن بين السينما الفنية والجماهيرية

Reading Time: 3 minutes

في أعقاب اختيارها مديرة للبرامج الدولة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، التقت فاصلة مع الناقدة والمبرمجة المخضرمة فينوالا هاليجان، التي تبدأ عملها في اختيار الأفلام الدولية التي ستعرض ضمن مسابقات وأقسام الدورة السادسة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي المنتظر إقامتها نهاية العام الجاري. 

تأتي فينوالا للمهرجان السعودي الأبرز حاملة معها خبرة طويلة ناقد وكاتبة ومحررة ومبرمجة للمهرجانات العالمية، إذ حملت مسؤولية البرامج الدولية لمهرجان ماكاو السينمائي لخمس سنوات، أفادت فيها المهرجان من خبرتها القوية بالمشهد السينمائي العالمي ولا سيما الأسيوي.

وإلى جانب عملها في دوائر المهرجانات تحمل فينوالا خبرة كبيرة في الكتابة والتحرير لشؤون السينما وصناعتها عبر عملها محررة تنفيذية في مجلة سكرين انترناشيونال، واحدة من أبرز المجلات السينمائية المهتمة بشؤون الصناعة والإنتاج. وهي عضوة في جمعية النقاد الدولية ودائرة نقاد المملكة المتحدة.

  وفي لقاء خاص ومطوّل، تحدّثت المبرمجة الجديدة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي عن تجربتها الطويلة في عالم البرمجة والنقد، ورؤيتها لبرمجة المهرجان، وطموحها لبناء علاقة حقيقية مع الجمهور في السعودية. كما شاركتنا تفاصيل شخصية مؤثرة عن علاقتها القديمة بالمملكة عبر والدها.

 هل ترين أنك بدأتِ متأخرة هذا العام مقارنة بمهرجانات أخرى؟

نعم، أبدأ متأخرة مقارنة ببعض المهرجانات الأخرى مثل القاهرة أو الجونة أو مراكش، التي تنطلق عملياتها البرمجية أبكر. لكن رغم ذلك، شاهدت معظم الأفلام المهمة لهذا العام، ولا أشعر بأنني متأخرة من حيث الاطلاع. هذا العام كان غريبًا إلى حد ما، فمهرجانات مثل برلين وصندانس كانت هادئة نسبيًا، وكان الجميع ينتظر مهرجان كان ليرى انطلاقة الأفلام الكبيرة.

 ما هو المختلف في انتقالك إلى برمجة مهرجان البحر الأحمر؟ 

أرى في التحاقي بفريق عمل مهرجان البحر الأحمر مسؤولة عن البرامج الدولية امتدادًا طبيعيًا لتجربتي. ولكن التغيير الحقيقي هو العمل في السعودية، فهذه تجربة جديدة بالكامل بالنسبة لي، ومليئة بالحماس والتحدي.

 كيف يؤثر الجمهور السعودي في معادلتك التي تنوين العمل بموجبها في برمجة المهرجان؟ 

أنا أؤمن أن البرمجة يجب أن تكون مفتوحة وشاملة للجميع. أريد أن يشعر كل مشاهد، سواء كان ناقدًا أو فردًا من عائلة سعودية أو عربية أو محبًا للسينما العالمية، أن المهرجان يحتويه. بالنسبة لي، هذا هو التحدي الحقيقي. فأنا أريد أن أبني من خلال المهرجان علاقة قوية مع الجمهور السعودي. فأنا يمكنني إيجاد أفلام كثيرة وجيدة، لكن هدفي أن يكون هناك صدى وتفاعل بين اختياراتنا البرمجية وما يريده الجمهور. لذا، أطمح لأن أزور الجامعات وأتحدث مع الناس وأسمع آراءهم.

 وهل هناك توجّه نحو التوازن بين الأفلام الجماهيرية والفنية؟

بالطبع. أعتقد أن هناك تدرجات كثيرة بين السينما التجارية والفنية، ويمكننا أن نجد توازنًا يرضي مختلف الأذواق. أحب توم كروز وأحب السينما الفنية، وأريد أن أبرمج مهرجانًا لا يشعر أحد بأنه مستثنى منه.

 هل تخططين لتوسعة فريق البرمجة؟

نعم، لكنني لا أريد فرض فريق جاهز. أفضل أن أكون مرنة وأبني الفريق بناءً على ما أراه من احتياج داخل المهرجان. هناك شخصان سينضمان قريبًا وسيسر الجمهور بمعرفتهما، لكن لا يمكنني الإعلان عنهما الآن.

وما هي علاقتك بالسينما السعودية حتى الآن؟ 

لا أدّعي أنني خبيرة في تاريخ السينما السعودية بعد. شاهدت بعض الأفلام القصيرة والطويلة ولاشك أبرز هذه الأفلام فيلم وجدة للمخرجة هيفاء المنصور ، وهنا يجب أن أشكر زميلي أنطوان خليفة زميلي في البرمجة لديه خبرة عميقة، وأنا ممتنة له ولصبره في دعمي خلال هذه المرحلة.

ذكرتِ سابقًا أن لديك ارتباطًا شخصيًا بالمملكة، كيف ذلك؟

نعم، الأمر غريب بعض الشيء. عندما عرض علي العمل مبرمجة في المهرجان لم يكن أحد يعرف أن والدي عاش في السعودية في الستينيات.كان يتحدث العربية، وعمل في السعودية وعمان واليمن، ضمن مهامه في الجيش البريطاني. لقد نشأت على قصصه عن السعودية، وأشعر الآن وكأنني أعود إلى مكان له جذور في طفولتي. لدي صوره القديمة من تلك الفترة، وبعض القصص التي ظلت معي طوال حياتي.

في الحقيقة أنا متحمسة جدًا لهذه الرحلة. أؤمن أن الجمهور السعودي متذوق ومحب للسينما، وقد أثبت ذلك خلال الدورات السابقة. أريد أن أبني معهم علاقة شخصية، أن أتلقى ملاحظاتهم، وأن نكوّن هذا المهرجان سويًا. مهرجان البحر الأحمر ليس مهرجاني وحدي، بل مهرجان الجميع.

اقرأ أيضا: فيصل بالطيور… من صناعة الأفلام إلى قيادة مهرجان البحر الأحمر السينمائي

شارك هذا المنشور

أضف تعليق