فاصلة

حوارات

أنجلينا جولي: ارتجفت خوفا من الغناء لأول مرة خلال تحضيرات «ماريا»

Reading Time: 4 minutes

ماريا كالاس، اسم لا يخفى على محبي عروض الأوبرا، فصوتها الدرامي الساحر آسر قلوب الكثيرين وخلد اسمها واحدة من أهم فنانات الأوبرا في تاريخ هذا الفن، لكنها على الجانب الأخر عاشت حياة مأساوية وانتهت نهاية تراجيدية لم تستطع قلوب محبيها إنقاذها منها، التقط المخرج التشيلي بابلو لارين وكاتب السيناريو ستيفن نايت خطوط هذه القصة الثرية وتفاصيل الأيام الأخيرة في حياة كالاس، في فيلم يحمل اسمها “ماريا”، شهد مهرجان فينيسيا السينمائي عرضه الأول من خلال المسابقة الرسمية التي ينافس الفيلم على أسدها الذهبي.

أنجلينا جولي من فيلم «ماريا»
أنجلينا جولي من فيلم «ماريا»

 تجسد أنجلينا جولي شخصية ماريا كالاس في أداء مختلف عن ما قدمته في أعمالها السابقة، وربما يدفع بها إلى رأس قوائم الفائزين في موسم الجوائز ويمنحها ترشيحا للأوسكار في الأشهر القليلة القادمة، هذا التعليق الذي شاع بين النقاد والسينمائيين المتابعين لفينيسيا 81، علقت عليه جولي خلال المؤتمر الصحفي للفيلم على هامش المهرجان؛ بأن ما يعنيها أكثر هو انطباع محبي ماريا كالاس وعشاق الأوبرا عن أداءها في الفيلم، فخوفها الأكبر هو أن تخيب آمالهم في تجسيدها لشخصية عظيمة مثل كالاس التي أصبحت تكن لها ولتراثها الكثير من الاحترام والتقدير.

وأضافت جولي أن أكثر ما أثر فيها أثناء العمل على الفيلم هو أنها عندما كانت ترتدى معطف ماريا كالاس ونظارتها، وتجلس في المطبخ مع ألبا رورفاكر التي جسدت شخصية برونا الخادمة، حتى تتواصل معها كإنسانة وتشعر بمشاعرها في أيامها الأخيرة، تملكها إحساس مرير بالوحدة التي كانت تشعر بها ماريا، وقالت: “كنت أتمنى أن تكون قد شعرت بحب وتقدير الناس لها لكن هذا لم يحدث، على العكس كان ما مرت بها هو محاولة بائسة للعودة إلى الغناء باءت بالفشل، وهاجمها النقاد بعدها بمنتهى القسوة. أعتقد أنها ماتت وبداخلها الكثير من الوحدة والألم”.

أنجلينا جولي من فيلم «ماريا»
أنجلينا جولي من فيلم «ماريا»

خضعت انجلينا جولى لتدريبات مكثفة حتى تتمكن من غناء بعض الـ “آريا” الشهيرة التي غنتها كالاس، ضمن أحداث الفيلم، خاصة في المشاهد التي تحاول فيها ماريا استعادة صوتها والغناء من جديد، وعن هذا قالت جولي في المؤتمر: “تدربت على الغناء لأكثر من سبعة أشهر، لأن العمل مع بابلو لارين يتطلب الكثير من الجهد والاهتمام بالتفاصيل لتقديم أفضل ما لدينا، وأذكر أنى عندما قمت بالغناء لأول مرة كنت متوترة جدًا حتى أنى كنت أرتجف من الخوف، لذا قام أبنائي بسد الأبواب لمنع أي أحد من الدخول، كنت مرعوبة من أنى لن أرقى إلى مستواها ولا أستطيع أن أغنى أمام الناس، لكن بابلو ساعدني على التغلب على هذا شيئًا فشىء”.

وأكدت جولي أن ماريا كالاس نفسها ساعدتها على التعلم، حيث استطاعت جولي الحصول على نسخة من دروس الغناء التي سجلتها كالاس في حياتها، وتعلمت منها الكثير. وأضافت أن أهم ما تعلمته هو نصيحة كالاس للأداء السليم والتي تبدأ من تنحية المؤدي لمشاعره في البداية وأن يحاول استيعاب الموسيقى أولًا وإدراك نوايا المؤلف الموسيقي، وأن يلتزم ويعمل بالطريقة المطلوبة ويتدرب كثيرًا جدًا. وفى النهاية عندما يصبح مستعدا يبدأ في السماح لمشاعره بالتدخل. 

وترى أن الفيلم هو أوبرا في حد ذاته، أبدع في كتابتها المخرج بابلو لارين والمؤلف ستيفن نايت، اللذان تعتبر نفسها محظوظة بالعمل معهما، مشيرة إلى أن المقطوعات الموسيقية التي تضمنها الفيلم وترتيبها وارتباطها بمراحل معينة في حياة ماريا كل هذا تم التفكير فيه و إعداده بعناية بحيث تخدم كل مقطوعة الهدف المرجو منها وتعبر عن شخصية ماريا ومراحل حياتها، فكل عمل وكل شخصية جسدتها على المسرح أصبحت جزء منها ومن هويتها.

أنجلينا جولي من فيلم «ماريا»
مشهد من فيلم «ماريا»

خلال المؤتمر ايضًا أكد المخرج بابلو لارين أنه من محبي فن الأوبرا منذ الصغر، ومن كبار محبي ماريا كالاس أيضًا، ودائمًا ما كان يتعجب من تجاهل السينما لفن عظيم ومهم مثل فن الأوبرا والكواليس الثرية لذلك العالم، لذا فكر في صناعة هذا الفيلم عن الأيقونة ماريا كالاس، التي يعتبرها أعظم صوت في التاريخ، خاصة أن حياتها ثرية جدً على المستوى الدرامي لجمالها وصعوبتها. وأضاف لارين أن كاتب السيناريو ستيفن نايت استطاع أن تعبر عن تلك الحياة ويرصد مراحلها ببراعة. مشيرًا إلى أنه لم يكن من الممكن صناعة هذا الفيلم بدون وجود أنجلينا جولي، لأن صناعة فيلم جيد تعتمد بشكل أساسي على وجود مؤدى جيد قادر على تجسيد مثل هذه الشخصية، خاصة إذا كان الفيلم احتفاء بالشخصية وتراثها.

وأضاف لارين أن ماريا عاشت حياة مأساوية تشبه الأعمال التراجيدية التي قدمتها على المسرح، فما يقرب من 90% من العروض التي غنتها ماريا كانت تنتهي بموت الشخصية التي تؤديها، لكنه في الوقت نفسه لم يكن يريد تقديم فيلم قاتم، وإنما أراد يحتفي بها وبتراثها، مؤكدًا أنه يقدم صورة عن الحياة التي عاشتها في مرحلة ما قبل النهاية والدور الذي لعبه مدير المنزل فريكو والخادمة برونا، واهتمامهما بها ورعايتهما لها في النهاية، حيث عاشت في شقتها حبيسة معزولة عن العالم بسبب ضغط الجماهير وحالة صوتها وصراعتها الداخلية مع تاريخها وعلاقتها بعائلتها بالدم، في حين تحول خادميها إلى عائلة بديلة ترعاها. 

المخرج بابلو لارين و أنجلينا جولي
المخرج بابلو لارين وأنجلينا جولي

يشارك في بطولة ماريا في دور فريكو الممثل الإيطالي بيير فرانشيسكو فافينو وفى دور برونا ألبا رورفاكر، وقام بدور الملياردير الشهير أرسطو أوناسيس الذى عشقته لسنوات طويلة الممثل التركي خلوق بيلجينار.    

اقرأ أيضا: «ماريا» لبابلو لاراين لا يفي أسطورة كالاس حقّها

شارك هذا المنشور