فاصلة

أخبار وتقارير

لاف دياز: السينما ليست خيالًا أو وثائقيًا… إنها مرآة لما لا نراه

Reading Time: 2 minutes

شارك المخرج الفلبيني لاف دياز رؤيته الفلسفية العميقة حول السينما خلال مشاركته في إحدى جلسات ملتقى قمرة السينمائي 2025، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام. وأكد دياز في حديثه على أن السينما بالنسبة له ليست وسيلة ترفيه، بل فعل وجودي وشكل من أشكال مقاومة الجهل والظلم.

تأمل دياز، المعروف بأفلامه الطويلة والبطيئة التي ترصد تحولات الروح الفلبينية، في علاقة السينما بالواقع الإنساني والسياسي، مسلطًا الضوء على إرث الديكتاتوريات التي عصفت ببلده، ومشبهًا الجهل بجدرانٍ ترتفع دون توقف. وقال بأسى: «الصراعات تتكاثف، والفوضى تزداد، وصانعو الأفلام لا يملكون ترف الانتظار».

ووصف السينما بأنها «شعر مرئي» و«تجربة روحية» تعكس ما نحمله في دواخلنا، مشيرًا إلى أنه يصنع أفلامه لفهم الروح الفلبينية التي يراها متناقضة ومبهمة: «أفهمها ولا أفهمها في الوقت ذاته».

لاف دياز: السينما ليست خيالًا أو وثائقيًا... إنها مرآة لما لا نراه

نشأته بين الكتب الكلاسيكية الروسية، وخصوصًا أعمال دوستويفسكي وتولستوي، تركت أثرًا بالغًا في مسيرته الإبداعية. وهو ما تجلى في فيلمه «المرأة التي غادرت» (2016)، المستوحى من قصة قصيرة لتولستوي، والذي حاز جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية.

استعاد دياز ذكريات نشأته السينمائية، حيث كان يقطع المسافات لمشاهدة الأفلام في بلدة مجاورة، قبل أن تهزّه الأحداث السياسية في بلاده وتحوّل نظرته للفن، مشيرًا إلى تأثير فيلم «مانيلا في مخالب النور» (1975) كمحطة فارقة في وعيه الإبداعي.

ورغم بداياته السريعة بإنتاج أفلام «بيتو-بيتو»، إلا أن انتقاله للعمل الصحافي في الولايات المتحدة أعاد تشكيل فهمه للزمن والمكان، ليخرج لاحقًا بفيلم «شارع ويست سايد» (2001) الذي استعرض واقع المهاجرين الفلبينيين في أمريكا.

لا يعترف دياز بالفواصل الصارمة بين الوثائقي والخيال، معتبرًا أن كليهما مرآة واحدة للواقع، خصوصًا في مجتمعات جنوب شرق آسيا، حيث الزمن هش والمكان مهدد بالعواصف. هذا المفهوم شكّل قاعدة أعماله، ومن بينها فيلم «تطور أسرة فلبينية» الذي امتد لـ11 ساعة واستغرق عقدًا كاملًا لإنتاجه.

لاف دياز: السينما ليست خيالًا أو وثائقيًا... إنها مرآة لما لا نراه

يرى دياز أن العمل السينمائي هو نوع من النفي الاختياري، وحالة من التيه بين الواقع والشعر، قائلاً: «تفقد الاتصال بالعالم الخارجي، وتعيش في دوامة من الحياة والسينما».

وأشاد بتأثير ملتقى قمرة ودوره في دعم صناع الأفلام الشباب في المنطقة، مضيفًا: «وجود الموزعين والمبرمجين العالميين هنا يمنح دفعة هائلة للجيل الجديد من السينمائيين».

أما نصيحته الأخيرة فكانت خلاصة تجربته: «اصنع الفيلم، حتى لو كنت وحدك. واجه الحياة، ودوّن شعرك، وادمج الحلم بالواقع… ثم كرر ذلك إلى أن تكتشف ذاتك».

شارك هذا المنشور

أضف تعليق