في فيلم «هوبال»، الفائز بجائزة الجمهور من فيلم العُلا لأفضل فيلم سعودي في الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، قدمت الفنانة ريم فهد دوراً مميزاً يجسد شخصية «صيته بنت مبارك»، التي تنتمي إلى بيئة بدوية صحراوية قاسية، وتخوض رحلة صراع داخلي مع نفسها ومع عائلتها.
ويدور فيلم «هوبال»، للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، في أجواء التسعينيات، حيث يرصد قصة عائلة بدوية تعيش في عزلة تامة عن العالم الخارجي، بعدما أقنعهم الجد بأن علامات الساعة قد اقتربت، ويقدم الفيلم صورة حية للمجتمع السعودي في تلك الحقبة، ويستكشف تأثير التغيرات الاجتماعية والاقتصادية على حياة هذه العائلة.
في تصريحاتها مع فاصلة، تحدثت ريم عن تجربتها مع هذا الدور، مشيرة إلى التحديات والمتعة التي واجهتها أثناء التحضير والتجسيد لشخصيتها في هذا العمل السينمائي.
قالت ريم فهد: «هذه تجربتي الثانية في السينما، لكنها تعتبر الأولى الحقيقية لي، لأنني عملت فيها بشكل مختلف تمامًا. في البداية، عندما قرأت النص، كان المخرج عبد العزيز الشلاحي والكاتب مفرج المجفل هما العاملين الرئيسيين في تحفيزي على قبول الدور. دخلت الشخصية وأنا على دراية تامة بالمسؤولية التي يحملها هذا العمل.»
وأضافت: «شخصيتي هي صيته، بنت مبارك، وهي امرأة بدوية من الصحراء، وتعكس قصة حياتها تباينًا بين مشاعر الأمومة والتضحية وصراعها الداخلي. كان هناك تناقض بين الشعور بالمسؤولية تجاه عائلتها وبين التحدي النفسي الذي كانت تواجهه.»
وحول سبب انجذابها لهذه الشخصية، أوضحت ريم: «لم يكن الأمر مجرد تمثيل، بل كان تحديًا نفسيًا وفنيًا. التقمص الكامل لهذه الشخصية كان يتطلب مني الانغماس في عالمها بشكل عميق، والتفاعل مع بيئتها وتفاصيل حياتها.»
وأضافت ريم عن تجربتها في السينما مقارنة بالمسلسلات: «الفيلم يختلف عن المسلسل في طريقة التعامل مع الشخصية. في المسلسل، هناك 30 حلقة، ولكن في الفيلم، يجب أن تتقن الشخصية منذ البداية وحتى النهاية. في الفيلم، أنا أعرف أين تبدأ الشخصية وأين تنتهي، بينما في المسلسل يكون هناك تطور تدريجي ومفاجآت تطرأ مع تقدم الحلقات.»
وفيما يخص كيفية دخولها في أجواء الشخصية، قالت: «لا أستدعي حالات معينة من الذاكرة إلا في بعض الأمور البسيطة. لكنني عشت تجربة الشخصية بشكل حقيقي. كانت لحظة دخول الشخصية في زيها ومكياجها وفي المواقع التي صورت فيها، خاصة في المطبخ، هي اللحظة التي جعلتني أشعر بوجود صيته بشكل قوي. هذا الشعور لم يكن واضحًا لي إلا عندما لاحظت ردود فعل الناس، حيث بدأوا يرونني كما رآيت صيته.»
وفي ختام حديثها، عبرت ريم عن فخرها بالعمل وأمله في أن يكون له تأثير طويل: «أنا فخورة جدًا بهذا الدور وأشكر الله على هذه الفرصة. أتمنى أن يكون هذا العمل خالدًا وأن يظل مخلدًا في ذاكرة الناس.»
اقرأ أبضا: «هوبال».. تفكيك نفسية الطائفة وثمن الجاذبية المرتفع