أقيم عصر اليوم المؤتمر الصحفي الأول للجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين، الذي تترأسه النجمة الفرنسية جولييت بينوش، وشهد تركيزًا كبيرًا على بعض القضايا السياسية، منها أزمة التعريفات الجمركية على الأفلام الأجنبية الواردة إلى أمريكا، وإدانة الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو بتهمة التحرش الجنسي، والتي أُعلن عنها في وقت سابق اليوم.
قضية ديبارديو
في بداية المؤتمر، الذي استمر لمدة 25 دقيقة، سُئلت بينوش عمّا إذا كانت إدانة ديبارديو تُعدّ خطوة إضافية في حركة «MeToo» التي استمرت على مدار السنوات السبع الماضية، وكيف ينعكس ذلك في مهرجان كان.
وردّت بينوش قائلة إن الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو «لم يعد مقدسًا». وأضافت: «بالنسبة لي، ما هو مقدس هو ما يحدث أثناء الإبداع، أثناء التمثيل، عندما تكون على خشبة المسرح». وتابعت: «نحن لا ندرك القداسة؛ والآن لم يعد مقدسًا. هذا يعني أنه علينا أن نفكر مليًا في السلطة التي يمتلكها بعض الأشخاص ويستغلونها؛ وربما تكون السلطة في مكان آخر».
كما أكدت بينوش أن المهرجان يواكب هذا التحول الاجتماعي والسياسي، قائلة: «لقد شهد العالم تغيرات كبيرة. أحيانًا يتبع المهرجان هذا التوجه، وأحيانًا يتصدره – الأمر يعتمد على السياق. أعتقد أن مهرجان كان يواكب الحاضر بشكل متزايد».
نبوءة روي كوهن وحرب غزّة
انتقل الحديث لاحقًا إلى تأثير الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أثّرت قراراته الجمركية في الاقتصاد العالمي، والذي فرض مؤخرًا رسومًا جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، ما أثار قلقًا واسعًا لدى منتجي الأفلام المشاركين في مهرجان كان.
بينوش علّقت على ذلك قائلة: «لست متأكدة من قدرتي على الإجابة عن هذا السؤال، فهو يتطلب تحليلًا متعمقًا للصناعة السينمائية عالميًا. أتفهم أن الرئيس ترامب كان يحاول حماية بلاده، ولكن في أوروبا، نمتلك مجتمعًا سينمائيًا قويًا».
من جانبه، قال جيريمي سترونغ، نجم مسلسل «Succession» والمرشح لجائزة الأوسكار عن تجسيده شخصية روي كوهن في فيلم علي عباسي «The Apprentice»: «أرى أن كوهن كان مؤسسًا للأخبار الكاذبة والحقائق البديلة. نحن نعيش الآن في ظل ما خلّفه».
وأضاف: «في زمن تتعرض فيه الحقيقة للتهديد المتزايد، تزداد أهمية الفن والسينما. من هنا، وفي هذا المكان تحديدًا، أعتقد أن دورنا كصُنّاع للقصص يتجلى في مواجهة تلك القوى، ونقل الحقائق الفردية والإنسانية، والاحتفاء بمشتركنا الإنساني».
وعند سؤالها عن سبب عدم توقيعها على الرسالة المفتوحة التي وقّعها أكثر من 350 من صُنّاع السينما ــ من بينهم ريتشارد جير، وسوزان ساراندون، وخافيير بارديم ــ والتي دانت صمت مهرجان كان تجاه الحرب في غزّة، أجابت بينوش بإيجاز: «ربما ستفهمون ذلك لاحقًا»، ورفضت التعليق أكثر.
قواعد السجادة الحمراء الصارمة
في سياق مختلف، كشفت النجمة هالي بيري أنها لن تتمكن من ارتداء الفستان الذي كانت قد اختارته لحفل الافتتاح، بسبب القواعد الجديدة الصارمة التي فرضها المهرجان، والتي تحظر الأزياء ذات الذيول الطويلة والعري.
وقالت بيري: «كان لديّ فستان رائع لأرتديه الليلة، لكنه ذو ذيل طويل جدًا، لذا اضطررت لتغييره احترامًا للقواعد. أظن أن حظر العري قد يكون قاعدة جيدة أيضًا».
وعن شخصية جيمس بوند، قالت مازحة: «في عام 2025، من الجميل أن نقول: يجب أن تكون امرأة. لكنني لا أعلم إن كان هذا القرار هو الأنسب».
تشكيلة لجنة التحكيم
تتكون لجنة التحكيم من تسعة أعضاء، برئاسة جولييت بينوش، وتضم: جيريمي سترونغ، هالي بيري، ألبا رورفاكر، ديودو حمادي، هونغ سانغ سو، بايال كاباديا، كارلوس ريغاداس، والكاتبة ليلى سليماني.
ينطلق مهرجان كان السينمائي (13–24 مايو) مساء اليوم، بالعرض العالمي الأول للفيلم الكوميدي الفرنسي «Leave One Day» للمخرجة أميلي بونين. ومن المقرر أن يتسلم النجم الأمريكي روبرت دي نيرو «السعفة الذهبية الفخرية» لإنجاز مدى الحياة خلال حفل الافتتاح.