فاصلة

مقالات

جوائز الغولدن غلوب: ليلة مليئة بالعواطف… والجدل

Reading Time: 4 minutes

ليلة الأحد الماضي، قُدمت النسخة الثانية والثمانون من احتفال توزيع جوائز الغولدن غلوب. شكل الاحتفال فصلاً جديداً في تاريخ هذه الجوائز، مع عدم وجود مرشحين واضحين ومجموعة من المصوتين ذوي الأذواق الأكثر تنوعاً، من جميع أنحاء العالم. بعد الجدل السابق حول الجوائز، وحلّ رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية (HFPA)، التي سيطرت على احتفال الجوائز طوال السنوات الفائتة، انطلق موسم الجوائز، مع هذا الاحتفال تاركاً العديد من الأسئلة على طول الطريق. 

كانت ليلة مليئة بالعواطف والمفاجآت والجدل. وعلى الرغم من التقدم في التمثيل والتنويع، لم تكن هذه النسخة من الجوائز خاليةً من الانتقادات، خاصة لفيلم «إيميليا بيريز» (Emilia Perez)، سواء لإنجازاته الفنية أو لردود الفعل التي أثارها، خاصة في أميركا اللاتينية. وهذا ما يؤكد على أن الانفصال لا يزال قائماً بين هوليوود وجمهور أميركا اللاتينية. وفي حين عزز الاحتفال مكانته كمقياس لجوائز الأوسكار، فقد أوضح أيضاً أن التحديات المتعلقة بالشمول والحساسية الثقافية لا تزال قائمة وذات صلة بصناعة الترفيه.

فريق عمل فيلم «إيميليا بيريز»
فريق عمل فيلم «إيميليا بيريز» – حفل جوائز الغولدن غلوب (2025)

تميز الاحتفال، الذي لم يخل من الإثارة، بتوزيع الجوائز بالتساوي تقريباً، فالجميع خرج رابحاً بطريقة ما، ما عدا فيلم «أنورا» (Anora)، الذي خرج خالي الوفاض بشكل مفاجئ، بعدما حصد السعفة الذهبية في مهرجان كان الأخير. كذلك، خرج بصفر جوائز فيلم المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس «أنواع من اللطف» (Kind of Kindness)، الذي كان يستحق جائزة أفضل ممثل عن فيلم موسيقى أو كوميدي لصالح الممثل جيسي بليمونز، وأيضاً أفلام مثل «فتيان نيكل» (Nickel Boys)، «المتدرب» (The Apprentice)، «كوير» (Queer)، التي سنراها قريباً في جوائز الأوسكار بالطبع. يكمن السبب خروج عدد كبير من الأفلام المهمة بلا جوائز، في محدودية عدد جوائز الغولدن غلوب مقارنة بجوائز الاوسكار، فهناك 15 جائزة مخصصة للأفلام في الغولدن غلوب، مقارنة بـ23 جائزة في الأوسكار.

كان النجم الكبير في الحفلة هو الفيلم الموسيقي «إيمليا بيريز»، للمخرج الفرنسي جاك أوديار. فاز الفيلم، الذي صُوِّر بالكامل تقريباً باللغة الإسبانية، بأربع جوائز: أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي، وأفضل فيلم بلغة أجنبية، وأفضل ممثلة مساعدة لزوي سالدانا، وجائزة أفضل أغنية. على الرغم من أن الفيلم يستحق جوائزه، إلا أن جائزة أفضل فيلم أجبني تحمل الكثير من التساؤلات لوجود أفلام أجنبية أهم مثل «ما زلت هنا» (I’m Still here) و «فيرميلليو» (Vermiglio). قوبل نجاح الفيلم بالتشكيك والنقد في المكسيك ودول أميركا اللاتينية الأخرى، لأنّ الفيلم يخلد الصور النمطية عن المكسيك ويتناول بشكل سطحي مشاكل اجتماعية خطيرة مثل الفساد والعنف والاختفاء القسري. بالإضافة إلى ذلك، اتُهم الفيلم باستبعاد الممثلة المكسيكية الوحيدة في فريق التمثيل، أدريانا باز، من لحظات رئيسية في الاحتفال.

أدريان برودي - حفل جوائز الغولدن غلوب (2025)
أدريان برودي – حفل جوائز الغولدن غلوب (2025)

«الوحشي» (The Brutalist)، للمخرج الأميركي براي كوربيت، فاز بثلاث جوائز هي: أفضل فيلم درامي، أفضل مخرج، وأفضل ممثل لأدريان برودي. يستحق الفيلم جوائز أكثر بكثير، منها أفضل سيناريو، الذي ذهبت بطريقة غريبة لفيلم «المجتمع المغلق» (Conclave)، وجائزة أفضل ممثل مساعد لغي بيرس، التي ذهبت للممثل كيران كالكن عن فيلم «ألم حقيقي» (A Real Pain).

كانت مفاجأة الاحتفال المستحقة جداً، حصول الممثلة البرازيلية فرناندا توريس، على جائزة أفضل ممثلة في فيلم درامي عن دورها في فيلم «ما زلت هنا». تنافست توريس مع ممثلات مثل تيلدا سوينتون ونيكول كيدمان وكيت وينسلت. أصبحت توريس أول برازيلية تفوز بجائزة الغولدن غلوب، وفي خطابها، أهدت جائزتها لوالدتها الممثلة فرناندا مونينيغرو (التي ظهرت في آخر الفيلم) التي كانت آخر مرشحة برازيلية عن هذه الفئة قبل 25 عاماً، عن فيلم «وسط البرازيل» (Central Do Brasil). وللمفارقة أن البرازيلي والتر سالس هو مخرج الفيلمين.

I'm Still Here (2024)
I’m Still Here (2024)

كانت إحدى أكثر اللحظات عاطفية وملحمية هي جائزة أفضل ممثلة عن فيلم موسيقي أو كوميدي، التي مُنحت لديمي مور لأدائها في فيلم «المادة» (The Substance). تأثرت مور بشكل واضح بجائزتها وقالت: «أنا في حالة صدمة الآن، لقد كنت أفعل هذا لأكثر من 45 عاماً، وهذه المرة الأولى التي أفوز فيها بأي شيء كممثلة». واستذكرت الصراعات التي واجهتها في حياتها المهنية، يما في ذلك وصفها بـ«ممثلة الفشار».

أفلام أخرى وأشخاص آخرون أثبتوا أنفسهم أيضاً في هذه الليلة، مثل «تدفق» (Flow) كأفضل فيلم رسوم متحركة، وسباستيان ستان كأفضل ممثل في فيلم موسيقى أو كوميدي «رجل مختلف» (A different Man)، والموسيقيين ترنت ريزنور وأتيكوس روس مع الموسيقى التصويرية لفيلم «تشالنجرز» (Challengers)، وهذه المرة الثالثة التي يفوز فيها الثنائي الموهوب بالجائزة.

انتهت الحفلة، وافتتح موسم الجوائز، لننتظر ونرَ مدى تأثير هذه الجوائز على جوائز الاوسكار في مارس المقبل.

A different Man
A Different Man (2024)

اقرأ أيضا: اختيارات نقاد «فاصلة» لأفضل أفلام 2024

شارك هذا المنشور

أضف تعليق