بعد سنوات من اللحظة الحالية، وعند سرد تاريخ السينما السعودية، سيُذكر اسم المخرج توفيق الزايدي، كنقطة مضيئة في مسيرة الصناعة الناشئة بالمملكة، وسينمائي رفع سقف طموح صُناع الأفلام فيها، نحو العالمية، بفيلمه «نورة» أول فيلم روائي سعودي يشارك في قسم رسمي بمهرجان كان السينمائي الدولي، وهو الحدث الذي وصفه في حواره مع «فاصلة» أنه كان بمثابة «حلم».
فيلم «نورة»، المنتظر عرضه تجاريًا في دور السينما السعودية يوم 20 يونيو المقبل، حصل على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة نظرة ما، في الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي الدولي.
قبل فيلم «نورة»، كان لمخرجه توفيق الزايدي زيارة سابقة لمهرجان «كانّ» عام 2009 ، كانت الزيارة الأولى للمهرجان .
فاصلة تحدثت مع الزايدي عن تلك التجربة، والاختلاف ما بين زيارته الآن للمهرجان وقبل 15 عامًا.
يقول توفيق الزايدي لـ«فاصلة»: «زيارتي الأولى لمهرجان كان في 2009 كانت لعرض فيلم قصير بعنوان الصمت».
«أما هذه المرة أشارك بشكل رسمي بفيلم «نورة»، أول فيلم سعودي روائي طويل يشارك في قسم رسمي بمهرجان كانّ، لأحقق حلمًا راودني طويلًا منذ انشغلت بالسينما».
عامين لتحضيرات «نورة»
وعن سبب تأخر طرح فيلم «نورة» لمدة عامين بعد الانتهاء من تصويره عام 2022، أوضح المخرج أنه أراد «إعطاء الفيلم حقه في عمليات المونتاج ومراحل ما بعد التصوير»، حيث يرى أن صناعة الأفلام الحقيقية تبدأ بعد الانتهاء من التصوير.
يشرح «الزايدي»: «عملية التحضير للأفلام وتصويرها معروفة، لكن يختلف المنتج النهائي بعد التصوير من خلال المونتاج، فحكاية الفيلم تبدأ بعد التصوير، من موسيقى وألوان ومونتاج. وهو ما حدث مع «نورة». فقد أرسلت الفيلم لبوليوود (مدينة السينما في الهند) وجنوب إفريقيا لعمل تعديلات على الفيلم وكذلك التصميم الصوتي (الساوند ديزاين)».
موسيقى «نورة» خاصة جدًا
من يشاهد «نورة»، سوف يلتفت بالطبع إلى تميز الموسيقى التصويرية في الفيلم، وعنها يحدثنا توفيق الزايدي قائلًا: «كنت أريد تقديم موسيقى عربية لكن بلون خاص ومختلف، واتفقت مع الموزع عمر فاضل، وجربنا كثيرًا حتى وصلنا للمطلوب، فأنا أؤمن بأن الموسيقى التصويرية عنصر مهم في الأحداث، حيث تقود المشهد مثلها مثل الممثل ومثل التصوير، وأنا استخدمت جميع العناصر لأقود القصة ككل».
الجوائز تأتي للعمل الجيد
وأكد المخرج في حديثه مع «فاصلة» أنه لم يخطط أبدًا لنيل أية جوائز أثناء تصويره للفيلم أو المشاركة في المهرجانات، لافتًا إلى أنه لا يجعل مسألة الجوائز والمشاركة في المهرجانات تسيطر على تفكيره أثناء تصوير العمل، بل فقط يحاول صناعة فيلم جيد وفق رؤيته الخاصة.
وعن فوز «نورة» بجائزة كان قال: «أعتقد أن فوزه بجائزة العُلا ثم وصوله لكانّ هو انتقال من المحلية للعالمية، وأظن أن لدينا العديد من القصص السعودية يمكننا عرضها في كل أنحاء العالم، وأتمنى أن أرى أفلامًا سعودية تنتشر عالميًا، وأعتقد أن «نورة» فرصة لتحفيز الكثير من صناع السينما السعودية للتفكير خارج الحدود».
سحر السينما
وعن إحساسه بتحية الجمهور له في كانّ، علق قائلًا: «هذا سحر السينما، حينما تمتلك أدواتك تستطيع أن تحكي أي قصة على الشاشة، وشعرت بسعادة كبيرة باحتفاء الجمهور بالفيلم، وما يهمني دائمًا أن يحب الجمهور الفيلم ويشعر بالسعادة بعد مشاهدته».
وحول أثر الجائزة على نظرته لصناعة الأفلام والموضوعات التي يجب أن يقدمها في أفلامه مستقبلًا، أكد الزايدي لـ فاصلة أن وصوله إلى كانّ لم يغير في رؤيته وما يقتنع به والقصص التي يود أن يرويها على شاشة السينما. يقول الزايدي: «لم يختلف شيء، ولن أتغير، قد تختلف طريقة صناعة الأفلام، لكن المعنى والأفكار والقناعات كما هي لن تتغير.. وأعتقد أنني لن أتوقف عند «كانّ» وسأفكر في الفيلم الجديد. نعيش الفرح، ولكن نفكر فيما هو جديد».
اقرأ أيضا: «نورة».. السعودية أنارت كان للمرة الأولى