كرّم مركز السينما العربية الناقد العراقي عرفان رشيد، بمنحه جائزة الإنجاز النقدي، في دورتها السابعة، خلال حفل خاص أُقيم ضمن فعاليات سوق الأفلام، المصاحبة للدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي.
وتُمنح هذه الجائزة تكريمًا لمسيرة عرفان رشيد الطويلة في النقد السينمائي، والتي امتدت لأكثر من أربعة عقود، تخللتها محطات مؤثرة في الصحافة والترجمة وتنسيق البرامج السينمائية، ورافقت تحولات السينما العربية والعالمية من منظور نقدي معمق.
وقال عرفان رشيد في حديث خاص لـ«فاصلة»: «لم تكن كلمتي أثناء حفل التكريم مجرد عبارة مسحَتها اللحظة، بل حقيقة أعيشها. هذه الجائزة، التي مُنحت لي من زملائي، تعني لي الكثير. لأنها تعني أن زملائي يحبونني، وهذا نادر في بيئة يسودها الصراع والتنافس. نتمنى دائمًا أن يكون التنافس حقيقيًا، لا تنابزًا».
وأضاف: «الجائزة ليست لعرفان بقدر ما هي تكريم للنقد السينمائي كمهنة ورسالة. الناقد لا يحمل مطرقة ليهشم العمل، بل يسير إلى جواره، يرافقه حتى بعد عرضه ومروره إلى الأرشيف. عملنا يبدأ بعد دقيقة من العرض الأول، لكنه قد يستمر إلى ما بعد عمر الفيلم، لأننا ببساطة نرافقه إلى جمهوره، الذي يُعد المستهلك النهائي الحقيقي لهذا الفن».
وتطرّق رشيد في تصريحاته إلى السينما السعودية، مؤكدًا إعجابه بتطورها اللافت:«السينما السعودية اليوم تفرض حضورها بثقة. هناك أعمال تتجاوز التوقعات، سواء على مستوى الشكل أو المضمون، وهذا نتيجة جهد ورؤية وإصرار. ما نشهده هو انطلاقة حقيقية نحو صناعة سينمائية محلية ذات صدى عالمي، تملك هويتها الخاصة، وتبحث بصدق في تفاصيل الإنسان السعودي والعربي».
وأشار عرفان رشيد إلى أن دور الناقد يتمثل في خلق حوار مع الفيلم ومع جمهوره، معتبرًا أن النقد ليس مجرد تقييم، بل امتداد لحياة العمل السينمائي ومساهم في رحلته نحو الخلود.
يُذكر أن عرفان رشيد وُلد في العراق عام 1952 ويقيم في إيطاليا منذ 1978. تولى إدارة البرامج العربية في مهرجان دبي السينمائي بين عامي 2007 و2015، وأطلق برنامج «الطيور المهاجرة»، وأسس منصة «هُنا روما» المعنية بالحوار الثقافي. ويُقدّم منذ عام 2022 برنامج «الشرق سينما» على قناة الشرق للأخبار. كما أنه عضو مصوّت في جوائز Golden Globes منذ عام 2024.