التقت فاصلة بالسيناريست المصري هيثم دبور على هامش فعاليات مهرجان مالمو للسينما العربية 2025، حيث يشارك بفيلمه الجديد «ضي» من إخراج كريم الشناوي. وعبر دبور عن سعادته بردود الفعل الإيجابية تجاه الفيلم، مشيرًا إلى أن مهرجان مالمو يحمل له ذكريات خاصة منذ مشاركاته السابقة بأفلام مثل «فوتوكوبي» و«عيار ناري» و«ما تعلاش عن الحاجب».
وأكد دبور أن الجمهور المتنوع في مالمو – من الجاليات العربية إلى الجمهور الأوروبي – تفاعل بصدق مع الفيلم، معتبرًا ذلك مؤشرًا على قوة القصص الإنسانية التي تتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية. وأضاف أن «ضي» هو فيلم عن العائلة، تلك المساحة التي نحبها ونغضب منها في آن، مشيرًا إلى أن كل شخص يمكنه إسقاط التجربة على حياته: الأخ الذي يشعر بالإهمال، الأخت التي تبحث عن ذاتها، الأم المتسلطة، والابن الذي لا يجد مكانه.
ورأى دبور أن التحدي الأكبر كان في تقديم فيلم فني يحمل روحًا جماهيرية، مؤكدًا أن السينما لا يجب أن تنحصر في التجريب النخبوي بل تستطيع أن تكون ممتعة وعميقة في آن، مستشهدًا بأعمال مثل «باب الحديد» و«الليلة الأخيرة» التي جمعت بين الحضور المهرجاني والجماهيري. ولفت إلى أهمية اختيار فريق العمل بعناية، بدءًا من المخرج كريم الشناوي، وصولًا إلى الممثلين الذين أضافوا من روحهم للفيلم، وعلى رأسهم الطفل بدر، الذي اعتبره تجسيدًا حيًا لشخصية «ضي».

وتحدث دبور عن خلفيته الصحفية وأثرها على كتاباته، مؤكدًا أن احتكاكه المستمر بالناس واستماعه لتفاصيلهم الحقيقية هو ما يمنحه القدرة على بناء شخصيات واقعية، تجعل المشاهد يصدقها ويتعاطف معها. كما أشار إلى أن الحوار في الفيلم خضع لتعديلات كثيرة بالتعاون مع المخرج والممثلين، لضمان أن يخرج طبيعيًا ومقنعًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصية طفل في الرابعة عشرة من عمره.
واختتم دبور حديثه بتأكيده أن «ضي» لم يُكتب للمهرجانات فقط، بل كُتب للجمهور أولًا، وأن سعادته الحقيقية تكمن في أن يظل الفيلم حيًا في ذاكرة الناس لسنوات قادمة.