فاصلة

مقالات

أفضل 20 فيلمًا عربيًا في 2024

Reading Time: 15 minutes

أكثر من 60 فيلمًا عربيًا طويلًا شاهدتها هذا العام. أفلام روائية ووثائقية وهجينة، تُمثل في مجملها أهم إنتاجات السينما العربية المعاصرة في عام شهد ظواهر عديدة، منها حضور الأفلام العربية في أغلب المهرجانات السينمائية الكبرى، مع غياب الفيلم ذي النجاح الهائل الذي يُجمع الكل عليه كما فعلت أفلام مثل «وداعًا جوليا» و«كذب أبيض» في أعوام سابقة. 2024 شهد أيضًا عودة غير متوقعة للأفلام المصرية الجيدة بعد أعوام من التخبط، وشهد في المقابل خفوت واضح في مستوى السينما السعودية بعدما بلغت خلال العام الماضي ذروة تاريخية كمًا وكيفًا. انعكست مشكلات السياسة على الأفلام الفلسطينية واللبنانية، وواصلت السينما التونسية حضورها المتماسك خلال جميع سنوات العقد الحالي، وغيرها من الظواهر التي قد نمر عليها خلال استعراض الاختيارات.

في هذه القائمة أقدم اختيارات شخصية تمامًا، تقوم على تفضيلات كاتب المقال وذائقته الخاصة، وعلى مشاهداته المستمرة لحاضر وماضي السينما العالمية والمحلية. علمًا بأنها تظل آراءً لحظية، صالحة للتغير مع إعادة المشاهدة ومرور الزمن. جدير بالذكر أيضًا أن بعض الأفلام المهمة لم تتح لي مشاهدتها فلم توضع ضمن الترتيب، مثل «أجورا» لعلاء الدين سليم و«الجميع يحب تودا» لنبيل عيّوش و«الصف الأول» لمرزاق علواش و«الاختفاء» لكريم موساوي. لكن ما لا يُدرك كله لا يُترك كله، لذلك كان من المهم أن تُنشر هذه القائمة احتفالًا بختام عام سينمائي طويل وحافل.

  1. شرق 12 (مصر)

تواصل المخرجة والفنانة البصرية هالة القوصي تجاربها في توظيف أدوات الوسيط السينمائي بصياغات غير معتادة، تنطلق في فيلمها الذي اختير للمشاركة في نصف شهر المخرجين بمهرجان كان من استخدام خام السينما الأبيض/ أسود، لتقوم بصحبة مدير التصوير عبد السلام موسى بتوظيف جماليات الفيلم الخام في سرد حكاية ذات طابع فانتازي وإن استلهم تفاصيله من واقع يومي، عن المستعمرة المنعزلة وزعيمها شوقي البلياتشو، والشاب والفتاة المتمردين، الحالمين بالخروج من أسر المستعمرة وقواعدها الحاكمة. 

بالإمكان النظر لحكاية «شرق 12» باعتبارها استعارة درامية تحاول محاكاة الواقع القمعي في أغلب الدول العربية، أو تلقّيها كتجربة فيلمية تمزج بين وسائط متعددة بدرجة نجاح تتفاوت خلال زمن الفيلم، الذي يرتفع مستواه كثيرًا في المساحات الأدائية والاستعراضية، وينخفض بوضوح كلما كان العمل بحاجة لقليل من خفة الظل. باختصار هو عمل ذو محتوى جنوني، لكنه مصنوع بكثير من العقلانية، وفي هذه المفارقة تكمن قيمة الفيلم، وقابليته للمشاهدة، والتفاعل، والتحليل.

«شرق 12» (2024)
«شرق 12» (2024)
  1. متل قصص الحب (لبنان)

يمتلك فيلم ميريام الحاج الوثائقي الطويل الثاني كل ما في لبنان من تقلبات جنونية، سياسية واجتماعية واقتصادية وإنسانية، يكاد المنطق ينعدم فيها بصورة تجعل من العسير تصديق أن كل تلك الكوارث قد حلت ببلد واحد صغير، لكن أهله لا يزالوا قادرين على العيش بشكل طبيعي وكأن شيئًا لم يكن. 

بعدما أعادت المخرجة النظر للحرب الأهلية من منظور شخصي في فيلمها الأول «هدنة»، تتجه صوب الحاضر في «متل قصص الحب»، لترصد عدة سنوات حافلة بالأحداث الهائلة في حياة شخصياتها الثلاثة: ناشطة سياسية، مغنية ثائرة، ومقاتل متقاعد كان له دور مهم في الحرب الأهلية لا يتناسب مع الحاضر المزري الذي يعيشه. 

أفضل ما في الفيلم هو إدراك صناعته لعجزها عن التفسير، فلا تحاول أن تحلل أو تقدم إجابات ملفقة على طريقة وثائقيات الثورات، بل تكتفي بالرصد، بمتابعة الشخصيات ومنح الزمن الفرصة لتغيير الأمور، للأسوأ غالبًا في أغلب فترات التاريخ الحديث.

«متل قصص الحب» (2024)
«متل قصص الحب» (2024)
  1. هوبال (السعودية)

يمتلك فيلم المخرج عبد العزيز الشلاحي أكثر قصص السينما العربية جاذبية هذا العام، عن الجد الذي قرر في مطلع تسعينيات القرن الماضي أن نهاية الزمان قد اقتربت، فأخذ عائلته ليسكنوا الصحراء ويهجرون حياة المدنية الكافرة، رافضًا كل تواصل مع المدينة ولو كان الثمن حياة أحد الأحفاد. 

الجد ليام أسس طائفة اعتزالية فيها كل ما في الطوائف من صراعات داخلية وحسابات نفسية واجتماعية تدفع البشر للاقتناع أو الانصياع أو التمرد، الفروق التي يحللها النص الذي يبرع أيضًا في الإمساك بالمفارقة في رفض الجد للحضارة وعجزه في الوقت نفسه أن يستغنى عنها كليًا. 

تعقد العلاقات بين الشخصيات وما يخفى عنّا من ماضيها يجعل الولوج للفيلم وفهم كافة عناصره اختبارًا لقدرة المُشاهد المتمرس، لكن من ينجح في تجاوز هذا الحاجز سيجد الكثير داخل العالم البصري المُدهش لـ«هوبال»، الذي يبدو للوهلة الأولى بعيدًا جدًا عن واقعنا، لكن سرعان ما ندرك إنه يلامس أفكارًا نختبرها باستمرار في حياتنا اليومية.

 مراجعة تفصيلية لفيلم هوبال

«هوبال» (2024)
«هوبال» (2024)
  1. عايشة (تونس)

عندما يصل الإنسان إلى الحضيض في كل تفاصيل حياته، المهنية والعاطفية والمادية والأسرية، يكون من حقه أن يحلم بتغيير كل ذلك والبدء مجددًا من نقطة الصفر. في الواقع يقتصر الأمر على الحلم، أما في فيلم المخرج مهدي البرصاوي الثاني فتتسبب مجموعة من الوقائع المتتالية في توفير تلك الفرصة النادرة للفتاة آية، عاملة الفندق التي تعيش حياة تعيسة في مدينة توزر محتجزة بين وظيفة وضيعة ومدير يستغلها جنسيًا ووالدين يبتزانها ماديًا وعاطفيًا، والتي تجد نفسها فجأة أمام فرصة نادرة لأن تبدأ حياتها من جديد، باسم جديد وسط زحام العاصمة التي لا يعرفها أحد فيها. 

كيف يُمكن أن تتعامل آية التي صارت أميرة مع تلك الحرية التي لم تعتدها؟ ربما كان «عايشة» في حاجة لأن يجعلنا نقضي وقتًا أطول مع تجارب بطلتنا الأولى من الحرية قبل أن يأخذها في سلسلة أخرى من الأحداث غير المتوقعة (وكأنها العجائب لا تقع إلا لها!)، لكن يبقى الاكتشاف الأكبر، والذي يحل أزمة الفيلم رغم مأساويته، هو إدراك آية أن موتها كحياتها، لا يهم أحدًا غيرها.

«عايشة» (2024)
«عايشة» (2024)
  1. الحريفة (مصر)

لو قيل لي في مطلع العام أن هذه القائمة السنوية ستتضمن فيلمًا جماهيريًا كرويًا مصريًا موجهًا لجمهور المراهقين، لقلت إنه أمر أقرب للاستحالة، لكن فيلم المخرج رؤوف السيد الأول تمكن في تحقيق ذلك، بالجمع بين التقدير النقدي والنجاح الجماهيري، الذي جعل المُنتج يسارع بصناعة جزء ثانٍ للفيلم عُرض خلال نفس العام الجاري، بمخرج جديد ونجاح كبير وتقدير نقدي أقل. 

«الحريفة» فيلم ضخ الدماء في عروق السينما المصرية، بروحه المرحة وطاقة الشباب المتفجرة من أبطاله، بعالمه الذي يجمع أجواء أكثر أمرين يحبهما اليافعين: كرة القدم وشلة الأصدقاء، وحتى باستمالاته الساذجة التي تخاطب داخلنا نسخة أقدم من ذواتنا كانت لتستمتع بفيلم كهذا كما لم تفعل من قبل، نسخة كانت معاييرها الناقدة أبسط وظنّها في الحياة أحسن. 

غير أن «الحريفة» أيضًا عمل سينمائي محكم الصنع، ورحلة درامية موضوعها الرئيسي هو كيف يمكن للصداقة أن تكون وسيلة للتصالح مع كل شيء، مع التقلبات التي تغير الأحوال، مع متاعب الحياة التي يهونها الرفاق، ومع حقيقة أن حتى هؤلاء الرفاق بشر من لحم ودم، لديهم عيوب يجب تجاوزها حتى تغدو الدنيا مكانًا صالحًا للعيش.

«الحريفة» (2024)
«الحريفة» (2024)
  1. شكرًا لأنك تحلم معنا (فلسطين)

ما هو التصرف الطبيعي الذين يُمكن أن تقدم عليه شقيقتان عندما تعلمان بوفاة والدهما؟ يمكننا إعطاء إجابات عديدة، لكن ليلى عباس تفاجئنا باختيار مغاير، لا يفوق غرابته إلا قدرة المخرجة على إثبات أنه في الحقيقة ليس غريبًا إلى هذا الحد. 

البطلتان آخر ما تبقى من أسرة يكاد أفرادها يلتقون للمرة الأخيرة في حياتهم؛ فالميراث هو السبب الوحيد الذي يُبقي شعرة معاوية بين الشقيقتين وبعضهما، وكذا مع شقيقهما المهاجر، الذي لا يمارس أي واجبات الأخوّة، لكنه سيستفيد بالطبع من امتيازاتها. تقرر الشقيقتان تأجيل موت الأب قليلًا، فقط عدة ساعات تكفي لإقناع البنك بأن الرجل المريض يريد نقل أمواله إلى ابنتيه، عقابًا للأخ الذي ترينه لا يستحق أن ينال نصف الميراث. 

لأول وهلة، نبدو أمام عملية سرقة لا يليق أن تحدث داخل أسرة، لكن المخرجة تمنحنا أسباب الفهم التدريجي لما قاد أبطالنا إلى هذا القرار، بل ونجد أنفسنا نتورط معهما في مهمتهما الخطيرة. عمليًا، هي سرقة بنك، تقوم بها ربّة منزل وخبيرة تجميل! في خلفية الأحداث نرصد الحياة في الضفة الغربية، والتحديات اليومية التي تلاقيها بطلتانا سعيًا لامتلاك حياة طبيعية لائقة وسط ظرف تاريخي لا يبدو أنه بصدد الوصول لأي حل ممكن.

«شكرًا لأنك تحلم معنا» (2024)
«شكرًا لأنك تحلم معنا» (2024)
  1. ضيّ: سيرة أهل الضيّ (مصر)

عمل من نوع خاص يقدمه المخرج كريم الشناوي في فيلمه الروائي الطويل الثاني، فيلم رحلة بطله طفل ألبينو (عدو الشمس) يعيش في إحدى قرى النوبة، يعاني من تنمر زملائه وحماية أمه المرضية له، يحلم بأن يحقق حلمه في أن يصير مغنيًا كمثله الأعلى محمد منير، حتى تأتيه الفرصة ممثلة في المشاركة بأحد برامج المواهب، ليخوض رحلة طويلة من أقصى جنوب مصر إلى القاهرة بصحبة معلمة الموسيقى الشابة وأمه وأخته التي تشعر بالغيرة من تدليل الأم له. 

فيلم مليء بالتحديات الإنتاجية والرحلات الدرامية المتشابكة لأبطال الحكاية الأربعة الذي يبحث كل منهم عن هدف يخصه. أجمل ما في «ضيّ» هو تفهمه للضعف البشري وإيمانه بالمعجزة، فالبشر مفطورون على الانحياز لما يخدم مصالحهم الآنية وإن كان على حساب الآخرين، لكنهم قادرين في الوقت نفسه على التجاوز، على اقتناص السعادة والنجاح من الواقع العسير بما يُشبه المعجزة، كتلك التي تقود ضيّ لتحقيق حلمه بعدما بدت كل الأبواب مغلقة في وجهه. فيلم عائلي حقيقي يأخذ نفسه وجمهوره بجدية، دون أن يتخلى عن قدر من خفة الروح والظل من بداية الرحلة إلى نهايتها.

 مراجعة تفصيلية لفيلم ضيّ 

«ضي: سيرة أهل الضي» (2024)
«ضي: سيرة أهل الضي» (2024)
  1. الذراري الحمر (تونس)

إذا كان «ضيّ» يؤمن بالمعجزات فإن فيلم المخرج لطفي عاشور ينفيها كليًا، بل يعرض الواقع كما هو: مؤلم ومتوحش، حتى مع أضعف البشر وأقلهم قدرة على الإيذاء. «الذراري الحمر» مستوحى من وقائع حقيقية مؤسفة، قامت فيها الفصائل الإرهابية بقتل راعي أغنام مراهق في قرية جبلية، بعدما اتهموه بالتجسس عليهم لحساب الجيش التونسي، قبل أن يعودوا بعد عامين ليقتلوا شقيقه الذي شهد الجريمة الأولى. 

عاشور يعالج الحادث دراميًا وبصريًا، مُقدمًا رؤية سوداوية لعالمٍ كل ما فيه يفيض بالقسوة: الطبيعة المتقشفة، الفقر والحاجة، خطر الإرهاب الذي يتربص بمحيط القرية، وعدم الاكتراث الدولة المشغولة بما تراه أهم من هؤلاء الذين يعيشون على الهوامش، اللهم إلا عندما تحتاج إليهم ليأتوا بمعلومات مقابل مكافآت زهيدة لا توازي خطر الموت الذي يهدد كل من يتم اتهامه -ولو زورًا- بالتجسس على «المجاهدين». 

يبرع المخرج في سرد حكايته من عين طفل صغير، تتغير حياته في لحظة من قضاء وقت ممتع مع أقرب رفاقه إلى العودة حاملًا رأس رفيقه المقطوعة، ليجد العالم يهتم بكل شيء إلا مشاعر طفل مثله تعرض لكارثة يصعب تخيل ما يماثلها.

«الذراري الحمر» (2024)
«الذراري الحمر» (2024)
  1. رفعت عيني للسما (مصر)

يأخذنا وثائقي المخرجين ندى رياض وأيمن الأمير بعيدًا جدًا عن الأماكن والشخصيات والموضوعات المعتادة في الأفلام المصرية، تحديدًا إلى قرية البرشا في أعماق صعيد مصر، التي تعيش فيها مجموعة من الفتيات الحالمات بممارسة المسرح والغناء والفن وسط ظروف اقتصادية قاسية، وأحكام أخلاقية يصدرها المجتمع على من يمارسون الفن عمومًا، فما بالك إن كنّ فتيات بسيطات من قرية نائية؟ 

لعل أفضل ما في «رفعت عيني للسما» هو نجاح صانعيه في أمرين قد يظن البعض أنهما متناقضين. فمن جهة، يبرع الفيلم في التعبير بصدق عن الروح الشابة، المتمردة أحيانًا والمهادنة أحيانًا، التي تخوض بها الفتيات رحلتهن في الفن والحياة. ومن جهة أخرى، يدخل الفيلم مساحة من التجريب في تجسيد بعض المشاهد المؤثرة في حياة بطلاته، عبر إعادة خلق المواقف اعتمادًا على كون الفتيات بالأساس ممثلات هاويات. هذا المزيج بين الصدق والتجريب، بجانب العلاقة العضوية التي يمكن لمسها بين المخرجين والفتيات، ربما ساهمت كلها في جعل الفيلم ينال جائزة العين الذهبية لأحسن وثائقي في مهرجان كان.

«رفعت عيني للسما» (2024)
«رفعت عيني للسما» (2024)
  1. آخر سهرة في طريق ر. (السعودية)

أربع شخصيات مهمشة، قائد فرقة موسيقية ومغنية وعازفين، ينتقلون في ليل جدّة المليء بالمفاجآت. لأول وهلة، يبدو فيلم المخرج محمود صباغ الطويل الثالث فيلم طريق عن رحلة لجمع المال، قبل أن نبدأ في إدراك الحس الروائي الرقيق الذي كُتبت به الشخصيات، والرؤية الذي يحاول المخرج من خلالها رؤية عالمه وما جرى فيه من تغيرات ضخمة خلال العقد الأخير. 

يحارب نجم بطل الفيلم خصمًا لا يمكن التغلب عليه وهو الزمن، في محاولات عبثية للتمسك بماضٍ مجيد كان فيه ملكًا متوجًا لليل، بينما تحلم المغنية كولا بمستقبل تلتحق فيه بركاب التغيير، لكنها مكبلة بما يجعلها قوية وضعيفة معًا. يأخذنا الفيلم في رحلة ليلة ممتعة دراميًا وبصريًا، تحمل في أحد مستوياتها رثاءً لزمن بطل الفيلم الذهبي وقواعده التي صارت منتهية الصلاحية. 

«آخر سهرة في طريق ر.» فيلم يأتي من صانع أفلام يُشعرك أنه يعرف عن عالمه أكثر بكثير مما تعرفه، ولا يكتفي بالمعرفة، بل يقوم بالتحليل ويأتي باستنتاج يجيد وضعه بين السطور لمن يريد أن يقرأه. فيلم مشاغب مصنوع بحب ممزوج ببعض المرارة.

مراجعة تفصيلية لفيلم آخر سهرة في طريق ر

«آخر سهرة في طريق ر.» (2024)
«آخر سهرة في طريق ر.» (2024)
  1. قرية قرب الجنة (الصومال)

منذ أن قدم فيلمه القصير المدهش «هل سيأتي والديّ لرؤيتي؟» عن الأيام الأخيرة في حياة شاب محكوم عليه بالإعدام، والجميع كان في انتظار ما سيأتي به المخرج الموهوب مو هراوي في فيلمه الطويل الأول، وهو الترقب الذي لم يخيبه صانع الأفلام الشاب عندما صار فيلمه أول فيلم صومالي في التاريخ يتم اختياره للمشاركة رسميًا في مهرجان كان. 

في «قرية قرب الجنة» يواصل هراوي اللعب بنفس الأدوات التي وظفها في أفلامه القصيرة: شخصيات معدودة تعيش في عالم متقشف، ونظرة تأملية هادئة تحاول تفكيك العلاقات الأسرية إلى عواملها الأولية، وتعيد تعريف الأبوة والبنوة باعتبارها ممارسات تمزج بين الفطرة والاحتياج، فالآباء والأبناء لا يرتبطون فقط لأنها الطبيعة الفطرية، ولكن لأن كل طرف يلعب دورًا لا غنى عنه في حياة الآخر، ويترقب في المقابل أن يتلقى دورًا مماثلًا في حياته. 

قيمة تلك المنفعة المتبادلة تزيد بشدة كلما كانت الظروف المحيطة أكثر صعوبة، كحالة القرى الصومالية التي كان أهلها يعيشون على الكفاف حالمين بغدٍ أفضل قليلًا من واقعهم، لتأتي التقلبات السياسية والعسكرية لهم بواقعٍ أشد قسوة. داخل هذا التعقيد ينسج هرواي قصة إنسانية بطلها أب وابن وعمّة، في فيلم صغير الحجم لكنه مشحون بالمشاعر والأفكار.

«قرية قرب الجنة» (2024
«قرية قرب الجنة» (2024
  1. دخل الربيع يضحك (مصر)

عمل شديد الخصوصية خطفت به المخرجة نهى عادل الأضواء في مهرجان القاهرة السينمائي. أنطولوجيا تدور خلال شهور فصل الربيع، مكوّنة من أربع حكايات يجمعها كلها قالب سردي واحد: مجموعة من الشخصيات داخل حيز مكاني وزماني محدد، له سمات المجتمع الذي ينبغي على البشر التعايش فيه مع الفروق بينهم حتى تستمر الحياة. ينطلق الأمر دومًا داخل حدث اجتماعي يبدأ سعيدًا، قبل أن تصرّح الألسنة بما خفي داخل النفوس، فتصل الشخصيات إلى نقطة انفجار تصرخ فيها بما لا ينبغي قوله. 

تُحقق المخرجة أكثر من هدف سينمائي وفكري في فيلمها: تطرح الفكرة الذكية عن المسافة بين ما يدور في العقول وما تلفظه الأفواه، تعيد إلى الشاشة الطبقة المتوسطة المصرية بثقافتها الهجينة وأحلام الصعود التي تسيطر عليها، تُجرّب كثيرًا على مستوى الشكل بتوظيف ممثلين هواة ومنحهم مساحة للارتجال، والتعبير بالكاميرا عن جوهر الصراع المتصاعد في كل حكاية، فتنجح عبر كل هذا في تقديم عمل يشبه صانعته، لا يحاول ادعاء ما ليس فيه. فيلم يحتاج بعض الجهد وفهم الخلفيات الثقافية والاجتماعية كي تتمكن من الاستمتاع بتجربة مشاهدته كاملةً، لكن يستحق هذا الجهد وأكثر.

 مراجعة تفصيلية لفيلم دخل الربيع يضحك 

«دخل الربيع يضحك» (2024)
«دخل الربيع يضحك» (2024)
  1. نحن في الداخل (لبنان)

توصف بعض الأفلام الجميلة بالشعرية، لكن هل يمكن لأن يكون للشعر مكانًا حقيقيًا في السينما؟ تجيب المخرجة فرح قاسم على هذا السؤال في وثائقي يمتد زمنه لثلاث ساعات، لكنك لا تشعر بمرورها وسط الانغماس في هذا العالم الحميمي للمخرجة ووالدها، المختلف كثيرًا عن كل الصور التي اعتدنا مشاهدتها عن لبنان كبلدٍ ذي طبيعة خاصة، أوروبية الهوى، غربية اللسان والثقافة. 

«نحن في الداخل» يعرض نسخة أخرى محلها مدينة طرابلس العريقة، ذات الحس القومي، التي لا تزال للغة العربية فيها مكانًا من الحيز العام، حتى لو كان هذا المكان ناديًا للشعراء يقصده مجموعة من محبي القصيدة العجائز، تصاحبهم ابنة أحدهم، والتي تحاول ولوج عالمه الذي يبدو بعيدًا عن عالمها المعاصر، بينما يحاول هو في المقابل التصالح مع حقائق قاسية: أهمها أن التداعي المستمر لا يقتصر على جسده وصحته، وإنما كافة القناعات والهوايات التي عاش عمره معلقًا بها. يُنسج الفيلم كالقصيدة، متدفقًا في مساحات ومتعثرًا في أخرى، وكأنها محاولة لخلق سردية ذات معنى، فيلمية كانت أو شعرية، محاولة تنجح في النهاية لحسن الحظ.

«نحن في الداخل» (2024)
«نحن في الداخل» (2024)
  1. رحلة 404 (مصر)

يصلح فيلم المخرج هاني خليفة الثالث لطرح طيف واسع من الأسئلة، منها ما يتعلق بظروف صناعة الفيلم والتعديلات الرقابية التي مست كل شيء فيه كي يخرج للنور، من عنوانه لنهايته لخطوطه الدرامية، ومنها تمكن صناع الفيلم رغم كل ما تعرضوا له من تضييق أن يصنعوا فيلمًا مؤثرًا، قادرًا على البقاء في الذاكرة طويلًا. 

يُسائل «رحلة 404» مفهوم الغفران على مستوييه الاجتماعي والذاتي، عبر حكاية غادة، العاهرة التائبة التي تحاول تحقيق حلمها بأداء فريضة الحج، بينما تكبلها كل القيود لمنعها من الأمر. تقدم منى زكي هنا واحدًا من أفضل أداءات العام التمثيلية، مُعبّرة عن الوضع المربك الذي تعيشه امرأة لا يأتي الشك في قرارها ممن حولها فقط، بل ينبع بالأساس من داخلها، من حيرتها المستمر إذا ما كانت حقًا تستحق التوبة أم لا، وهو ما يجعل الفيلم أحيانًا أكثر قسوة مما ينبغي على بطلته، بسلبها حقها في أن تطرح نفس الأسئلة على القدر الذي ساقها لما آلت إليه. فيلم كانت السينما المصرية في حاجة إليه، لإثبات أنها لا تزال -في صياغاتها الجماهيرية- قادرة على الخوض في مساحات إنسانية جادة ورمادية، رغم كل قيود الرقابة.

مراجعة تفصيلية لفيلم رحلة 404 

«رحلة 404» (2024)
«رحلة 404» (2024)
  1. الهوى سلطان (مصر)

إذا كان أحد سمات الفيلم الجيد هو قدرته أن يعبر بصدق عن صانعه ويلمس شيئًا داخل مشاهديه، فإن المخرجة هبة يسري تمكنت فيلمها الروائي الطويل الأول من تقديم عمل يحقق الهدفين ببراعة مدهشة، لدرجة جعلته يحقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا يتجاوز كل ما يمكن توقعه من فيلم كوميدي رومانسي لا يقدم أي مشهيات معتادة سواء لجمهور الشباك أو النقاد. 

كلمة السر في «الهوى سلطان» هي استثنائية الاعتيادية. تبرع المخرجة في رسم شخصيتين عاديتين، لا يملكان تلك الهالة التي يُحب صناع تلك النوعية من الأفلام إحاطة أبطالهم بها، لكنهما في المقابل يملكان ما هو أفضل: الأصالة والصدق الاستثنائي. نقع في حب ساره وعلي لأنهما يشبهاننا، لأننا نرى فيهما أنفسنا، فكل منّا لا يُشبه إلا نفسه، ولا يحتاج لأن يحقق أي إنجاز هائل كي يدرك ما يعرفه بداهة: أنه شخص فريد عن الآخرين. 

ذلك الاشتغال على المساحات الصادقة من العلاقات، على الحيرة والتخبط وحتى الملل فيما يربطنا بأقرب الناس إلينا، هو ما يمنح الفيلم فرادة تجعله لا يخرج بسهولة من الذاكرة. أضف لذلك الشريط الصوتي الذي يعيد الاعتبار لموسيقى البوب العربية، ويضعها في محلها كتعليق موسيقى صاحبنا طيلة حياتنا.

«الهوى سلطان» (2024)
«الهوى سلطان» (2024)
  1. ماء العين (تونس)

بعد قرابة العام من مشاهدة الفيلم الطويل الأول للمخرجة مريم جعبر في مهرجان برلين، تظل الصور المحفورة في الذهن هي لوجوه الأبطال، بشعرهم الأحمر وبشرتهم المليئة بالنمش، والكاميرا التي تصورهم في لقطات كبيرة تترك مساحة للتأمل في تلك الوجوه المميزة، التي أجادت المخرجة اختيارها لفيلمها القصير المرشح للأوسكار «إخوان»، والذي قامت بتطويره ليكون نواة الفيلم الطويل الذي كان مشروعًا يحمل اسم «أخوات» قبل أن تغيره إلى «ماء العين». 

خصوصية أسلوب جعبر البصري ليست هي أداتها السحرية الوحيدة، ولكن النبرة التي يصعب وصفها بالكلمات، والتي تجعل أفلامها تقع في مساحة ما بين الواقعية والخيال، لدرجة أنك ستنسى سريعًا أن الفيلم يطرح موضوعًا تناولته أفلام تونسية عديدة خلال السنوات الماضية، عن الشباب التونسي الذي انضم لتنظيم داعش وسافر للقتال في سوريا. 

المخرجة تنطلق من الموضوع وتبدأ فيلمها بعودة ابن غائب بصحبة زوجة غامضة، منقبة وصامتة، لكنها سرعان ما تجعل رحلته عنصرًا في سياق أوسع، أساسه مناطق الحيرة والارتباك داخل الأسرة، بين الأم والابن، الأب والابن، الأم والأب، وغيرها. كيف يمكن لتلك الحيرة أن تتعمق في كل مرة يتخذ أحد الأطراف قرارًا يؤثر في كل من حوله؟ هذا هو السؤال الذي تحاول المخرجة الموهوبة التفتيش عن كل إجاباته الممكنة.

فيلم ماء العين
«ماء العين» (2024)
  1. ينعاد عليكو (فلسطين)

في الأفلام الرديئة تُرسم الشخصيات الفرعية لتلعب دورها فقط في حياة الأبطال دون أن يكون لها جذور إنسانية، وفي الأعمال الجيدة يدفعنا الفيلم لتصديق كوننا نشاهد شريحة من الواقع، لشخصياتها حضور ووجود من لحمٍ ودم، حتى لو كانوا يؤدون دورًا فرعيًا في القصة التي يتناولها الفيلم، تمامًا كما في فيلمنا هذا. 

بعد 15 سنة كاملة من فيلمه الأول المرشح للأوسكار «عجمي»، يعود المخرج إسكندر قبطي بفيلم أفضل ما فيه أن صاحبه لا يفكر فيه باعتباره فيلم عودة بعد غياب يجب أن تكون كبيرة، بل يصيغ فيلمًا ملائم الحجم والموضوع والرؤية، تدور أحداثه المتشابكة في واحد من أغرب مجتمعات العالم: المجتمع عرب إسرائيل. غرابة المجتمع تنبع من قيامه على أساس استعماري، وعلى فصل عنصري واضح، مع تظاهر بليبرالية يعلم ممارسوها أنها غير أصيلة أو صادقة، بينما لا يملكون إلا الاستفادة مما تتيحه لهم من فرص، ففي النهاية هي حياتهم الوحيدة المتاحة. 

يُشبّك قبطي عدة خطوط درامية، أبطالها عرب ويهود، يحاولون ممارسة ما يفعله البشر في كل مكان: العمل والحب ومطاردة السعادة، لكننا نعلم أن عوائق عديدة، سياسية وتاريخية وثقافية وعسكرية، ستجعل محاولاتهم محكومًا عليها سلفًا بالفشل. يمنح المخرج فصلًا لكل شخصية من حكايته، لتُبنى الصورة الكلية تدريجيًا، اعتمادًا على أداءات طازجة من ممثلين أغلبهم من الهواة، صانعةً فيلمًا يصعب أن يُرضي من يبحثون -على الأقل في اللحظة الراهنة- عن أفلام النضال، لكنه يكافئ من ينحاز أكثر لحق البشر في الحياة.

«ينعاد عليكو» (2024)
«ينعاد عليكو» (2024)
  1. البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو (مصر)

لا أذكر فيلمًا عربيًا حديثًا كانت علاقة الإنسان بالحيوان فيه مركزية كما هي في فيلم المخرج خالد منصور الطويل الأول، والذي تقوم رحلته الدرامية على محاولات شاب مسالم أن ينقذ كلبه الأليف من بلطجي يحاول قتله. 

غير أن «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» هو بالأساس فيلم عن البشر لا الحيوان، تحديدًا عن أقسى رحلة يجب على كل إنسان أن يخوضها: رحلة النضج، رحلة إدراك إنه من المحتم على من يخوض الحياة أن يفعل مثل الكبار، أن يضحى ويتجاوز ويدرك أن العالم لا يسير في أغلب الأوقات وفق رؤانا الشخصية، مهما كانت هذه الرؤى بريئة أو خيّرة. 

يخوض حسن وكلبه رامبو رحلة يسيطر عليها الحزن والضعف وانعدام الحيلة، تقطعها لحظات من التلاقي الإنساني والنشوة المشوبة بالحذر. يتنقلان في أرجاء مدينة عملاقة قاسية تبدو مستعدةً بشكلٍ فطري لقهر من فيها، فلا عجب أنهم اسموها القاهرة. وككثير من الأفلام العربية الممتعة في العام الحالي، تظهر علاقة الأب بالابن برقة في الخلفية، لتمنحنا مساحة للتفكير والمقارنة والربط بين الماضي والحاضر، كي ندرك أننا جميعًا محكومون بما يحدث لحسن، حتى إن لم يرغب أحد الطغاة في قتل كلبنا الأليف.

مراجعة تفصيلية لفيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو 

عصام عمر والكلب رامبو من فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»
«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» (2024)
  1. أبو زعبل 89 (مصر)

الأفلام الجميلة هي تلك التي لا تتركنا بسهولة، التي تزرع داخلنا أفكارًا ومشاعرًا تظل تلازمنا حتى بعد مرور أسابيع من المشاهدة، وهو بالضبط ما يحققه فيلم المخرج بسّام مرتضى الوثائقي الطويل، الذي يمكن لملخص قصته أن يخدع من يقرأه، فيظن أنه فيلم عن حكاية الأب المناضل الذي تم اعتقاله في السجن الشهير بسبب الإضرابات العمّالية، لكن سرعان ما نكتشف خلال المشاهدة أن الأمر أعمق بكثير من مجرد عمل نضالي آخر. 

«أبو زعبل 89» يحاول تفكيك العلاقة المُشكّلة لنفسية كل رجل في هذا العالم عمومًا، وفي عالمنا العربي خصوصًا، نعني بالطبع العلاقة بالأب، بين التوقعات المتبادلة الكبيرة بين الطرفين، والزمن الذي يكشف لكل إنسان بالضرورة أن والده ليس أقوى رجال العالم وأن ابنه ليس أفضل الأبناء، فتكون رحلة النضج هو تمكننا من تجاوز الضعف، بل الوقوع في حبه. 

الفيلم يطرح أيضًا سؤال الأبوة كمفهوم وحزمة من الالتزامات: هل الأب الناجح هو من يلتزم بالتصورات المعتادة ويتحمل المسؤوليات اليومية المادية والعاطفية لأبنائه؟ أم أن هناك نماذج أخرى لمفهوم الأبوة لا يقترن فيها العجز عن الوفاء بتلك المسؤوليات بفشل الأب؟ وهل التضحية بالخاص لحساب العام اختيار يُقدم عليه الأبطال حقًا؟ أم إنه مجرد اندفاع ينتهي بالندم على ما فات من فرص للاستمتاع بالحياة العادية؟ «أبو زعبل 89» فيلم صغير لكنه مشغول بصدق وبراعة، قادر على أن يحرك مشاعرك ويشغل عقلك طويلًا بما يستحق.

«أبو زعبل 89». (2024)
«أبو زعبل 89». (2024)
  • إلى عالم مجهول (فلسطين)

«في الواقع، برغم كل الطاقة التي أودعها في كل مشروع جديد لجعله مختلفًا، في النهاية فإنني قد صنعت نفس الفيلم طول حياتي»، قالها الفرنسي كلود سوتيه ليلخص مسيرة العديد من صناع الأفلام الموهوبين، الذين تسيطر عليه فكرة أو موضوع أو عالم فيلمي، يجتهدون في كل مرة أن يصنعوا عملًا مختلفًا في تفاصيله، لكنه يحمل في جوهره إعادة زيارة لما سبق. 

إلى هؤلاء ينتمي مهدي فليفل، أحد أمهر صناع السينما العرب النشطين، والذي يقوم منذ صنع فيلمه الوثائقي البديع «عالم ليس لنا» عام 2012، تنويعات مختلفة، مدهشة في كل مرة، لنفس النغمة. موضوع فليفل الدائم هو تيه الفلسطيني المعاصر، ابن معسكرات اللاجئين الذي ولد محكومًا عليه بتلقي أردأ أشكال الحياة، ليخرج إلى العالم دون أي سبب يجعل أحد يرغب فيه: بلا تعليم أو مهارات أو جنسية، أو حتى منظومة قيمية حقيقية يمكن الارتكان عليها بعدما تأكد فشل الشعارات في تحقيق أن ناتج ملموس. 

رضا وشاتيلا بطلا «إلى عالم مجهول» هما صورة أخرى من أبي إياد، بطل أفلام فليفل المفضل الذي نسج من خلاله سردية سينمائية كاملة. صورة أكثر شبابًا ورغبة في التعامل مع المعطيات أملًا في مستقبل ما، وليس في مستقبل أفضل، فقط أن يكون هناك تصور ولو طفيف عمّا يمكن أن يحدث. بطلان معلقان في الهواء حرفيًا، وبراعة الفيلم هو قدرته على التعبير الدرامي عن ألم أن تكون معلقًا للأبد. في هذا الوضع تسقط الحسابات المعتادة للمقبول والقانوني والأخلاقي، وتبقى فقط غريزة البقاء، مخلوطة بشيء من الصداقة والنبل يحاول التسلل إلى الواقع الكئيب. 

بعد سبعة شهور من مشاهدته في مهرجان كان يظل «إلى عالم مجهول» هو فيلم العام في السينما العربية، ولا علاقة لهذا إطلاقًا باللحظة السياسية الراهنة.

مهدي فليفل
«إلى عالم مجهول» (2024)
شارك هذا المنشور

أضف تعليق