عقب العرض العالمي الأول لفيلمه الأحدث «Eddington»، الذي أثار انقسامًا حادًا وردود فعل متباينة في مهرجان «كان» السينمائي، وقف الكاتب والمخرج آري أستر لتحية الجمهور داخل مسرح «غراند لوميير»، قائلًا: «أشعر بامتياز كبير لوجودي هنا. هذا حلم تحقق. شكرًا جزيلًا لاستضافتي. ولا أعرف… آسف؟».
في الواقع، تعكس كلمات أستر هذه حالة القبول الفاتر التي تلقاها المخرج الأميركي من جانب جمهور المهرجان، حيث أشاد به بعض النقاد ووصفوه بأنه فيلم «دقيق بشكل غريب عن أمريكا المعاصرة»، بينما رأى فيه آخرون «تأملًا مملًا ومتناقضًا».
تدور أحداث «Eddington» في الغرب الأميركي، داخل مدينة خيالية في نيو مكسيكو، تعاني من جائحة كوفيد، وحركة «حياة السود مهمة»، وقانون مكافحة المخدرات، وغيرها من المفاهيم الشائعة في عام 2020، خلال واحدة من أحلك الفترات التي شهدها المجتمع الأميركي في الذاكرة الحديثة.
وخلال المؤتمر الصحفي، واجه أستر وفريق العمل أسئلة من الصحفيين ركّزت بشكل حتمي على مدى شعور صنّاع الفيلم بأن «Eddington» يعكس بدقة الأوضاع الراهنة.
وقال أستر: «كتبتُ هذا الفيلم وأنا أشعر بالخوف والقلق من العالم، وأردت أن أعود إلى الوراء لأُظهر شعور العيش في عالمٍ لم يعد فيه أحدٌ يتفق على ما هو حقيقي»، مضيفًا: «في العشرين عامًا الماضية، وقعنا في عصر الفردانية المفرطة».
وأشار مخرج «Midsommar» إلى أننا نسير في طريقٍ محفوفٍ بالمخاطر، ويشعر وكأننا نعيش تجربةً فاشلة، قائلًا: «أعتقد أن الناس يشعرون بالعجز والخوف الشديدين».
وعندما سُئل بطل الفيلم بيدرو باسكال عن عمليات الترحيل الأخيرة في الولايات المتحدة، رد قائلًا: «من الواضح أنّه أمرٌ مُخيفٌ جدًا أن يتحدث ممثلٌ شارك في الفيلم عن قضايا كهذه».
وأضاف باسكال: «أريد أن يكون الناس آمنين ومحميين، وأرغب بشدة في أن أعيش على الجانب الصحيح من التاريخ. أنا مهاجر. والداي لاجئان من تشيلي. وأنا شخصيًا كنت لاجئًا. هربنا من نظام ديكتاتوري، وكان لي شرف النشأة في الولايات المتحدة».