خلال أيام قليلة من بدء عرضه، تصدر فيلم “ولاد رزق3: القاضية” إيرادات شباك التذاكر في مصر والسعودية، وحملت أبواب صالات العرض في البلدين لافتة “كامل العدد” ما اضطر قاعات السينما في البلدين على فتح قاعات إضافية للفيلم، فتمكن معها من تسجيل أرقام قياسية في مبيعات التذاكر.
“القاضية” هو الجزء الثالث من سلسلة أفلام “ولاد رزق” التي عُرض أولها في 2014، وثانيها في 2019، واستطاعت الجمع بين النجاح الجماهيري إلى جانب بعض الإشادات النقدية. ويتوقع أن تواصل النجاح نفسه وتضيف إليه إذا ما أصابت التوقعات التي تذهب على انضمام الفنان كريم عبد العزيز إلى طاقم عمل الفيلم.
“فاصلة” حاورت مؤلف الفيلم صلاح الجهيني عن تجربة السلسلة الناجحة وما ينتظره الجمهور في جزئها الرابع.
في بداية الحوار، كشف السيناريست صلاح الجهيني أنه على الرغم من نجاح الجزئين السابقين من “ولاد رزق”، إلا ان الجزء الثالث احتاج إلى دعم كبير حتى يخرج إلى النور ليكون على المستوى الإنتاجي الضخم الذي طمح إليه فريق عمل الفيلم، وهو ما حققه دعم رئيس هيئة الترفيه السعودية المستشار تركي آل الشيخ. يقول الجهيني “نشكر له تشجيع فريق العمل على استكمال السلسلة وتقديم الدعم بعدما عرضنا عليه الفكرة المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالرياض”.
وأضاف أن رئيس هيئة الترفيه هو من قام بإقناع الملاكم البريطاني تايسون فيوري بالتصوير والظهور في الفيلم، الأمر الذي لم يقتصر على الحصول على موافقة الملاكم فحسب، ولكن أيضاً على التسهيلات المقدمة فيما يتعلق بالتصوير في الحلبة وقت المباراة، “حيث استغلينا في الفيلم الذي افتتاح حلبة الملاكمة للمرة الأولى ضمن فعاليات موسم الرياض في نسخته الماضية”.
يؤكد مؤلف الفيلم لـ فاصلة إن الحبكة المكتوبة للفيلم وظروف العمل جعلت فريق الفيلم في سباق مع الزمن لتصوير المشاهد المطلوبة المرتبطة بموسم الرياض وتايسون فيوري “على الرغم أن التحضيرات انطلقت من بداية العام الماضي تقريبًا، إلا أن موافقة فيوري النهائية لم تتأكد إلا قبل أسبوعين فقط من مشاركته في موسم الرياض، وهو أمر لم يكن سهلاً بالنسبة لنا مع ضغط الوقت وتحديد موعد بداية التصوير في نهاية أكتوبر”.
استفاد الجهيني من بدء العمل على كتابة الفيلم قبل وقت كاف من التصوير وعمل هيئة الترفيه على توفير جميع التفاصيل المطلوبة، فاستطاع تحديد المسارات الرئيسية للأبطال والخطوط الدرامية لكل شخصية وطريقة ظهورها في الأحداث، بما فيها الأدوار الجديدة التي أضيفت للأحداث.
يتحدث صلاح الجهيني عن تحول “ولاد رزق” من مجرد فيلم سينمائي إلى “براند” على غرار الأفلام الأجنبية الشهيرة مثل “المهمة المستحيلة” mission impossible و”فاست أند فيوريوس” The fast and the furious، مؤكدًا أن هذا التوجه كان لديه مع التأكد من نجاح الجزء الثاني، وهو الأمر الذي جعله يدرس كمؤلف هذه النوعية من الأعمال لكي يصنع سلسلة محلية بها المواصفات العالمية للسلاسل السينمائية الناجحة بشكل يجعل “ولاد رزق” لا تقل عن تلك العلامات التجارية السينمائية الناجحة على جميع المستويات، لكن في نفس الوقت من دون أن يشعر الجمهور بأنهم أمام فيلم غير مصري.
ويلفت الجهيني إلى حرصه خلال الكتابة على الحفاظ على الإيقاع السريع الذي ميز الأجزاء السابقة مع الحبكة الدرامية التي تمزج بين الأكشن والكوميديا والجانب الاجتماعي، من دون إسهاب أو تطويل في المشاهد.
واستعاد الجهيني في حديثه مع فاصلة تفاصيل كتابة الجزء الثالث “القاضية”، وهو الاسم الذي اختارته زوجته للعمل وتحمس له على الرغم من أنه لم يبد في البداية متصلًا بالدلالة التي ارتبط بها المصطلح في أذهان الجمهور “هدف فاز به النادي الأهلى المصري على نادي الزمالك”. مؤكدًا أن فريق العمل في كل مرة يعمل على الجزء الجديد باعتباره الجزء الأخير.
وأضاف أنه عندما حكى للفنان أحمد عز تفاصيل الجزء الجديد عبر الهاتف، أخبره عز بأن هناك “تويست” (حديث غير متوقع في مسار الفيلم) لا يزال ناقصًا، مما جعله يعيد العمل على السيناريو لعدة ساعات إضافية قبل أن يعاود الاتصال بعز ويخبره بالتغيير الجديد في السيناريو، فأشاد عز بالفكرة.
وعلى الرغم من حديث الجهيني عن قدرته على التلاعب ببعض التفاصيل بشكل يجعلها شيقة للمتابع، إلا أنه لا ينكر صعوبة العثور على “تويستات” في الشخصيات تجعل الجمهور يشعر بالمفاجأة ويكسر توقعاته بخصوص الأحداث والشخصيات. مشيراً إلى أنه يسعى لأن يكون سابقاً للمشاهد دائمًا بخطوة، فلا يكون ما يحدث متوقعًا حتى لا يفقد الجمهور عنصر التشويق، ولا يسبق المشاهد بأكثر من تلك الخطوة حتى لا يفقد المشاهد اهتمامه بالعمل.
يذكر مؤلف أولاد رزق الأثر الكبير للمخرج طارق العريان في خروج السلسلة على صورتها المبهرة للمشاهدين بصريًا، خاصة في مشاهد الأكشن والمطاردات “التي اتسمت بالإبهار الشديد والتنفيذ بحرفية كبيرة، رغم صعوبة الأجواء والمواقع التي جرى التصوير فيها بالرياض” على حد قوله.
أما عن دخول ممثلين جدد في الأحداث بأدوار رئيسية على غرار علي صبحي الذي انضم لـ”ولاد رزق” وآسر ياسين الذي عاد للظهور بشخصية “الشايب” التي أطل بها كضيف شرف في الجزء السابق، فإن المؤلف يعتبر هذه الأدوار والممثلين المختارين لأدائها “إضافة كبيرة للفيلم” مع إتقانهم الممثلين المختارين لتفاصيل الأدوار وانخراطهم بشكل سريع مع باقي الممثلين. مؤكداً أن شخصية صبحي تحديدًا “كانت تحديًا كبيرًا مع ظهوره البارز في الأحداث”.
يؤكد الجهيني أن الفيلم كان بحاجة شديدة لهذه الوجوه التي لم يعتدها أو يتوقعها المشاهد لكسر جزء من النمطية، إضافة إلى أن أدوارهم جديدة مما يخلق آفاق جديدة للأحداث، وهو أمر يعزز استمرارية السلسلة وتوالي الأحداث، خصوصًا مع ظهور شخصيات من الأجزاء السابقة على غرار المعلم صقر الذي قدم دوره سيد رجب.
أما عن الصعوبات التي واجهته في كتابة العمل، فيذكر المؤلف أنها اتصلت بشكل أساسي بتفاصيل الشخصيات المتعددة مع وجود 13 شخصية رئيسية ومؤثرة في الأحداث، بخلاف ضيوف الشرف. مؤكدًا أن الأجواء في التصوير والثقة التي بات يحظى بها العمل وفريقه؛ كلها أمور شجعت العديد من الفنانين على الظهور كضيوف شرف في الأحداث.
ورغم أن مشهد النهاية يشير لبداية أحداث الجزء الرابع من الفيلم، إلا أن المؤلف المصري يؤكد حرصه على مراقبة رد فعل الجمهور في صالات السينما قبل بدء تحضيرات كتابة الجزء الجديد لمعرفة الشخصيات التي أعجبتهم، وتوقعاتهم عن الأدوار وغيرها من التفاصيل، مؤكدًا أن نجاح الجزء الثالث يضعه ويضع طاقم العمل في تحدي لتقديم تجربة تحقق نجاحًا أكبر من الأجزاء السابقة.
يذكر أن اهتمام صلاح الجهيني بتفاصيل العمل جعله يقرر خوض تجربة الإنتاج لتقديم الأعمال التي يريدها على شاشة السينما، الأمر الذي يساعده على الكتابة من دون قيود، لافتًا إلى أن إنتاج شركته لن يكون مقتصرًا على الأعمال التي يكتبها فقط، ولكن على المشاريع التي تعجبه، ومن بينها مشروع مع المخرج أحمد النجار يجري تحضيره في الوقت الحالي.
وعن تجربته الجديدة “فرقة الموت” التي يجمع فيها أحمد عز مع آسر ياسين ومنة شلبي، يقول الجهيني إن الفيلم “رهان مختلف بالنسبة له” نظرًا لطبيعة أحداثه التي تعود عشرات السنين للوراء، مشيرًا إلى أن الفيلم يُستأنف تصويره بحلول نهاية سبتمبر المقبل.
ولا يتعجل مؤلف “ولاد رزق” عرض تجربته السينمائية الثامنة “فرقة الموت” في الصالات، لكون رهانه على الاختلاف الذي يقدمه في العمل، مؤكداً أن العمل جرى الانتهاء من تصوير نحو 70% من أحداثه بشكل كامل خلال الفترة الماضية.
اقرأ أيضا: «ولاد رزق 3: القاضية»… اخدعني ثلاث مرات وأنا راضٍ