فاصلة

أخبار وتقارير

خبيرة الأزياء آنا تيرازاس: الفيلم الجيد يبدأ من التفاصيل وأولها ما يلبسه البطل

Reading Time: 2 minutes

تؤمن مصممة الأزياء المكسيكية آنا تيرازاس، إحدى خبيرات برنامج «قمرة» السينمائي، بأن الملابس ليست مجرد عنصر جمالي، بل هي بوابة حقيقية لبناء الشخصيات وتجسيدها بصدق. وتقول: «الأزياء هي الجلد الثاني للممثل، إنها ما يجعله يتنفس داخل الدور».

تيرازاس، الحائزة على عدة جوائز والتي تعاونت مع أسماء لامعة مثل ألفونسو كوارون، أليخاندرو إينياريتو، وسام منديز، لا ترى نفسها فقط مصممة أزياء، بل شريكة في كتابة ملامح الشخصية على الشاشة. توضح: «نبدأ من قراءة السيناريو، ومنه نبتكر العوالم البصرية، نخلق الشخصيات، ونمنح الممثلين أدوات التحول الكامل».

خبيرة الأزياء آنا تيرازاس: الفيلم الجيد يبدأ من التفاصيل وأولها ما يلبسه البطل

من قريتها الصغيرة قرب مكسيكو سيتي، إلى هوليوود وأضواء المهرجانات العالمية، قطعت تيرازاس رحلة طويلة تخللتها محطات فنية ومعرفية متعددة. بعد دراستها للفنون في لندن، انتقلت إلى نيويورك لتتخصص في تصميم الأزياء، ثم عادت إلى المكسيك لتبدأ أولى خطواتها العملية في المسرح، حيث وجدت مدرباً شكّل وعيها المهني. تقول: «تعلمت من المسرح كيف أبني مشروعًا متكاملاً من الصفر، وكيف أكون جزءًا من منظومة تعمل بتناغم».

تعتبر آنا أن التصميم السينمائي لا يتحقق دون تناغم بين جميع الأقسام الفنية، وتقول: «يجب أن نتحدث لغة واحدة – مع المخرج، ومدير التصوير، ومصمم الإنتاج – لنصنع فيلماً يحمل بصمة جماعية متقنة».

من أبرز تجاربها كان تصميم أزياء مسلسل «الشارع الثاني» (2017) الذي كتبه ديفيد سايمون، حيث دخلت عالم السبعينيات في نيويورك، باحثة في الأقمشة والقصّات وأدق التفاصيل. وعن تلك التجربة، تقول: «وقعت في حب النص، وقدّمت عرضًا بصريًا غير تقليدي للمخرجين في لوس أنجلوس. كان لا بد من إعادة خلق زمن بالكامل، وهذا يتطلب دقة غير عادية».

خبيرة الأزياء آنا تيرازاس: الفيلم الجيد يبدأ من التفاصيل وأولها ما يلبسه البطل

وشاركت تيرازاس في عدة أعمال لافتة، منها فيلم «روما» (2018) للمخرج كوارون، حيث لم يكن هناك نص تقليدي، بل نقاشات طويلة تحوّلت إلى مرجع بصري شامل لفريق العمل. تصف المرحلة بـ«عملية بحث عميقة تتطلب الغوص في الأرشيفات، واختيار خامات تعبّر عن شخصيات وأزمنة محددة».

تحدّثت أيضًا عن تجربتها في «باردو» (2022) للمخرج إينياريتو، والتي استدعت منها تصميم عشرات السترات بما يتناسب مع تطور شخصية سيلفيريو، ثم فيلم «بيدرو بارامو» (2024) مع رودريغو برييتو، والذي استدعى معالجة فلسفية للأزياء لتمتد عبر أكثر من قرن من الزمن. وتقول: «كنت أبحث عن لوحات لونية تروي رحلة وجودية، فيها الحياة والموت، وفيها الذاكرة والهوية».

خبيرة الأزياء آنا تيرازاس: الفيلم الجيد يبدأ من التفاصيل وأولها ما يلبسه البطل

وتقدّم آنا نصيحة لصنّاع الأفلام الصاعدين: «ابحثوا عن الفريق القوي قبل أي شيء، لأن الفيلم لا يُصنع بمفردكم. أنتم بحاجة لمن يُترجم أفكاركم إلى صورة حقيقية».

ولا تخفي تيرازاس شغفها بالقراءة، وتقول: «أنا مدمنة على الكتب. المخيلة تبدأ من هناك. عندما أقرأ السيناريو، لا أبحث فقط عن ملابس، بل عن المزاج، عن الروح، عن كل ما يجعل العمل صادقًا».

شارك هذا المنشور

أضف تعليق