فاصلة

مهرجانات

حسن هادي: «كعكة الرئيس» صورة مصغّرة لعصر صدام حسين

Reading Time: 2 minutes

بين الذاكرة والواقع، وبين السينما والوثيقة، يقف المخرج العراقي حسن هادي حاملًا كاميرته في وجه النسيان، مسترجعًا واحدة من أقسى الحِقَب في تاريخ بلده المعاصر. في ندوة أقيمت ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، يفتح هادي قلبه للحديث عن فيلمه الجديد «كعكة الرئيس»، الذي يعود من خلاله إلى تسعينيات العراق، ليصوّر أثر الحصار الاقتصادي، لا كحدث سياسي عابر، بل كزلزال اجتماعي أطاح بالبُنى الأخلاقية والثقافية للمجتمع.

بحسّ إنساني عالٍ ونبرة خالية من الادّعاء، يكشف حسن هادي كيف سعى لأن تكون الكاميرا مرآة للذاكرة، وصوتًا لجيل عاش على الهامش في زمن انهارت فيه الثوابت.

حسن هادي: «كعكة الرئيس» صورة مصغّرة لعصر صدام حسين

قال حسن: «أنا من محبّي الحكايات البسيطة التي تُخفي في طيّاتها عمقًا اجتماعيًا هائلًا. هذا النوع من السينما يبدو سهلًا، لكنه برأيي من أرقى أشكال التعبير الفني، لأن البساطة التي تحمل كل هذا العمق ليست أمرًا سهلًا أبدًا».

وأضاف أن التحدي الأكبر في إنجاز الفيلم كان العودة بصريًا وزمنيًا إلى حقبة التسعينيات، وسط غياب البنية التحتية وتغيّر ملامح الأمكنة. وتابع: «الكثير من المواقع التي صوّرنا فيها لم تعد موجودة اليوم، وكان علينا أن نُعيد بناء صورة الماضي بعين لم تره من قبل».

وحين سُئل عن تأثير تلك المرحلة على الأطفال والأجيال الجديدة، قال:

«الحصار لم يدمّر فقط الاقتصاد، بل الأسس الأخلاقية والثقافية للمجتمع. لقد أعادنا قرونًا إلى الوراء، ولا تزال آثاره محسوسة حتى اليوم. الطفل في الفيلم يرمز إلى جيل كامل نشأ وسط العقوبات، حيث انكسرت البُنى القيمية، وفُرضت ثقافة الخوف والخضوع».

حسن هادي: «كعكة الرئيس» صورة مصغّرة لعصر صدام حسين

وفي معرض حديثه عن اختياره تصوير الفيلم في العراق رغم الصعوبات، أوضح:

«عُرض علينا أن نصوّر خارج العراق، لكنني رفضت. هذه ليست مجرد قصة؛ هذه وثيقة عن مرحلة مفصلية في تاريخ بلدنا، وكان من الضروري أن تُصوَّر على أرضها».

وختم حديثه بالتأكيد على أنه لا يسعى إلى تقديم بيان سياسي بقدر ما يرغب في عرض صورة إنسانية صادقة:

«أنا لا أدّعي شيئًا، فقط أقدّم واقعًا عايشناه، وأترك للجمهور حرّية التأمّل والحُكم».

اقرأ أيضا: كل ما تريد معرفته عن المشاركة العربية في مهرجان كان الـ 78

شارك هذا المنشور

أضف تعليق