تكتسب الدورة الثانية من ملتقى النقد السينمائي في الرياض أهمية خاصة، إذ تؤشر لنجاح الدورة الأولى من الملتقى، ما أدى لإعداد وتوسعة الدورة الثانية منه.
واتخذ ملتقى النقد السينمائي في دورته الثانية بعدًا مميزًا ببدء فعالياته بجولات في المدن السعودية وبين قصورها التاريخية، خلال الشهرين السابقين على عقد اللقاء الرئيسي للملتقى في العاصمة الرياض خلال الفترة من 6 إلى 10 من نوفمبر الجاري.
تأتي إقامة الدورة الثانية من الملتقى هذا العام مدعومة بطائفة من الموضوعات التي يطرحها ويناقشها الملتقى، واستقدام متخصصين سينمائيين للحديث والنقاش حول تلك الموضوعات، مما يدعم ترسيخ مفهوم النقد، ليس فقط للجمهور الحاضر، ولكن أيضاً للمهتمين بالنقد السينمائي والسينيفيليين(المهووسين بالسينما).
اليوم الأول.. حفل الافتتاح
تنطلق فعاليات المؤتمر مساء اليوم، الأربعاء، في قرية ميادين بالرياض، بجلسة حوارية مع المخرج عبد الله المحيسن، أحد رواد السينما السعودية، يتحدث فيها عن «تأسيس السينما السعودية»، وحضورها في السينما العربية والعالمية. كما يعكس اختيار فيلم الافتتاح «اغتيال مدينة»، الذي أخرجه المحيسن في منتصف السبعينيات حول الأزمة اللبنانية، الحضور السعودي المبكر في قضايا وأزمات العالم العربي وقضاياه الأكثراشتعالًا.
ويحاور المحيسن في الجلسة الحوارية الناقدين السينمائيين؛ المصري أحمد شوقي رئيس الإتحاد الدولي للنقاد الفيبريسي، والناقد أحمد العياد رئيس تحرير فاصلةفي جلسة ستتطرق إلى مسيرة المحيسن الممتدة لأكثر من خمسة عقود، إذ يناقشه الناقدان في فلسفته ورؤيته للسينما السعودية التي قدم فيها الكثير على مدار السنوات.
اليوم الثاني.. قضايا نقدية
تعكس القضايا المطروحة في النسخةالثانية من الملتقى عدة إشكاليات ملحة في النقد السينمائي، منها العلاقة الملتبسة بين الناقد وصانع الفيلم، وهي القضية التي سيناقشها وائل أبو منصور مع المخرج المصري الكبير خيري بشارة، بينما سيحاور الناقد السعودي فراس الماضي الناقد إبراهيم العريس حول «النقد بين السينما والأدب والفنون».
ويأتي الاهتمام بصناعة السينما بأشكالها المختلفة، وتحديداً الأفلام الصامتة، محورًاللنقاش في اليوم الثاني من الملتقى في ندوة بعنوان «لماذا لا تزال الأفلام الصامتة مهمة؟»، والتي تديرها الصحافية مارينا كوستوفا، بمشاركة عدة شخصيات منها الناقدة السعودية مشاعل عبد الله، والمؤرخ والناقد السينمائي الأميركي جاي ويسبرج.
اليوم الثالث.. الصوت بين القديم والحديث
يجمع الملتقى في نسخته الجديدة العديد من المعنيين بالنقد السينمائي في نقاشات ومسارات مختلفة من عدة دول حول العالم، بما يعكس استمرار سياسة توسعة دوائر الاتصال والمناقشات، مما يثري أهداف الملتقى فيما يتعلق بالنقد، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الارتقاء بمستوى الأعمال الفنية المختلفة.
وانطلاقًا من هدف التعمق في مناقشة عناصر وقضايا النقد السينمائي، ستشهد الجلسات عروضاً تقديمية تسلط الضوء على تجاربقديمة وأخرى حديثة، منها العروض التقديمية التي يديرها الناقد السعودي فراس الماضي، وتتضمن مناقشات حول «الأجساد الصامتة في الأفلام التايلاندية في ستينيات القرن العشرين»، و«تعبيرية تصميم الصوت في فيلم “هم الكلاب” لهشام العسيري»، بالإضافة إلى مناقشة حول تأثير الصوت في صناعة الشريط السينمائي.
بينما يدير الناقد السعودي عبد الله العقبي جلسة مع المخرجة المتميزة أسماء المدير بعنوان «من القصة الذاتية إلى آفاق العالمية»، وهي الجلسة التي ستتطرق إلى كيفية وصول القصص المحلية إلى العالمية، وفيلم«كذب أبيض» نموذجًا.
اليوم الرابع.. الأفلام في عين الناقد والجمهور
أما ورشة “الماستر كلاس”، التي يديرها الناقدالمصري محمد طارق مع الناقد الكبير كمال رمزي، فهي من أهم فعاليات الملتقى، نظراً لخبرة رمزي الطويلة في النقد السينمائي ومعاصرته لأجيال مختلفة من النقاد وصناع الأعمال السينمائية. بينما يتحدث المخرج السعودي محمد السلمان في جلسة بعنوان «لمن تصنع الأفلام؟ بين الفنية والجماهيرية»، والتي يديرها الناقد مصعب العمري.
ورش عمل ثرية خلال 5 أيام
وتعتبر ورشة المخرجة السعودية سارة بالغنيم في اليوم الرابع للملتقى من أطول وأهم ورش العمل، وتتناول الورشة التي تستمر أربع ساعات كتابة الأفلام القصيرة.وتليها في اليوم الخامس ورشة عمل يديرها ميكي مهنا بعنوان «البودكاست والحوار النقدي عن الأفلام والثقافة».
ومن بين الورش المهمة في الملتقى، تأتي ورشة الناقد المصري رامي عبد الرازق في اليوم الثاني، حيث سيتحدث فيها عن «فن الفرجة على الأفلام».
اقرأ أيضا: مؤتمر النقد السينمائي الدولي في الرياض: احتفاء بالصوت وتجربة فريدة