فاصلة

أخبار وتقارير

المخرج أوليفر لاشي: «Sirat» هو أكثر أفلامي معاصرة

Reading Time: 2 minutes

شارك المخرج الإسباني الفرنسي أوليفر لاشي، خلال المؤتمر الصحفي الذي أُقيم عصر اليوم الجمعة، أفكاره بشأن أحدث أعماله السينمائية «Sirat»، الذي لاقى صدى نقديًا وجماهيريًا واسعًا عقب عرضه العالمي الأول يوم أمس الخميس، واعتُبر عملًا سينمائيًا نابضًا بالحياة.

في مستهل المؤتمر، تحدث لاشي عن المعنى العامي لكلمة «Sirat»، أي «الطريق»، قائلًا: «إنه يُشبه إلى حد ما طقوس العبور. فيه شيء من رحلة البطل، ذلك البطل المُجرّد والمُبَاد، الذي عليه أن ينظر إلى ذاته. يرتبط الفيلم بتقاليد الكأس المقدسة والأساطير القادمة من الهند وبلاد فارس. ولهذه القصص دائمًا جانبان: مادي وميتافيزيقي».

يروي الفيلم قصة أب وابنه يسافران إلى حفل موسيقي ناءٍ في جبال جنوب المغرب القاحلة، بحثًا عن ابنتهما وأختهما المفقودة، وهي شابة اختفت قبل أشهر في حفل مماثل. وبإرشاد من القدر، ينضمان إلى مجموعة من رواد الحفلات في رحلة إلى تجمع أخير في الصحراء، على أمل العثور عليها هناك.

واعتبر لاشي أنه من الرائع أن يتمكن من تقديم شخصية عادية، مبتذلة، عليها أن تتأقلم مع فراغها، مشيرًا إلى أن الفيلم يهزّها ويُجبرها على سؤال نفسها: «من هي؟ وأعتقد أن هذه هي طبيعة الحياة».

وأضاف المخرج الحائز جائزة لجنة التحكيم عام 2019 عن فيلمه «Fire Will Come»: «كان من المهم أن نُظهر شخصًا يبحث عن ابنته، وعليه أن يتأقلم مع أحد أفظع ما قد يحدث لأي شخص. عليه أن يغوص في أعماق ذاته، وهذا يُظهر أنه عندما تُدفع إلى أقصى حدودك، فإنك في الواقع تجد أفضل ما فيك».

وحول صعوبات الإنتاج، كشف لاشي أن التصوير كان قاسيًا: «صوّرنا في المغرب خلال أسوأ أوقات السنة، من مايو إلى يوليو، حيث العواصف الرملية والحرارة الشديدة كانت تضرب المكان. تكسّرت عدساتنا، واضطررنا إلى إعادة تصوير بعض المشاهد، ما أثّر سلبًا على فريق العمل بأكمله. عانيتُ شخصيًا أيضًا أثناء التصوير، وشعرتُ بالانفصال. لكنني أعتقد أن هذه الصعوبة انعكست على النسيج العاطفي للفيلم».

ويرى لاشي نفسه متأثرًا بمخرجين مثل بريسون وتاركوفسكي، لكنه يفكر أيضًا في واقعنا كمجتمع. ويرى تشابهًا مع السينما الأمريكية في سبعينيات القرن الماضي، لأنها كانت أفلامًا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بجيل معين، في فترة اتسمت بالحروب والعنف وثقافة مضادة.

وأضاف: «نجحت جميع تلك الأفلام، بمحض الصدفة، في تصوير مخاوف الناس وأحلامهم ورغباتهم في ذلك الوقت. لذا أردت أن نكون نحن أيضًا على صلة وثيقة بعصرنا الحالي، وأن نجسد رغبات جيل اليوم».

واختتم لاكس حديثه بالقول: «أعتقد أن فيلمي بمثابة احتفال. إنه احتفال سينمائي بامتياز. نحن ندعو المشاهد إلى تطور حقيقي، أو إلى تحفيز جميع مستويات الإدراك لديه. وأعتقد أن «Sirat» هو أكثر أفلامي معاصرة».

شارك هذا المنشور

أضف تعليق