تاريخيًا، لم يتطور حراك سينمائي في مكان إلا بوجود ظهير نقدي يسانده، يتناول أفلامه بموضوعية وانفتاح، ويضع يده على أحسن وأسوأ ما فيها، بما يساعد صناع الأفلام على إيجاد أصواتهم الخاصة وإتقان صنعتهم، ويسهل على الجمهور التفاعل مع الأفلام، فك شفرتها وفهم مضامينها.
وإذا كانت السينما السعودية آخذة في الصعود بسرعة ملحوظة، ومستمرة في قطع خطوات كان آخرها اختيار فيلم سعودي لأول مرة في البرنامج الرسمي لمهرجان كان، فقد صار من الضروري أن يتطور التيار النقدي المصاحب للصناعة. المهمة التي بدأت بشكل عضويّ عبر ظهور منصات سينمائية ونقدية تتيح مساحات النشر للنقاد السعوديين، ثم قررت هيئة الأفلام تبنيها، لمساعدة المواهب النقدية على التطور.
بعد نجاح تجربة دورة النقد السينمائي في العاصمة الرياض، أشرف الناقد أحمد شوقي، رئيس الإتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي)، والناقد السعودي د. محمد البشير، على ورشة نقدية ثانية في المنطقة الشرقية، شارك فيها 20 متدربًا من أعمار وخلفيات علمية وثقافية مختلفة، بهدف تحقيق فهم أعمق للأفلام، وتطوير لأدوات التحليل والكتابة النقدية. الورشة أسفرت عن كتابة المشاركين لمقالات مكتملة، تختار «فاصلة» مجموعة من أبرزها للنشر ضمن هذا الملف، في محاولة للمساهمة في تمكين تيار نقدي سعودي حُر، يساهم في تطوير قطاع السينما سواء على مستوى الصنّاع أو الجمهور.
1- قراءة عن استخدام الأغنية المحلية في الفيلم السعودي
تمتلك المملكة العربية السعودية إرثًا فنيًا واسعًا، يعكس تنوع ثقافاتها ومناطقها المختلفة. يُعتبر الفن الغنائي جزءًا أصيلًا من هذا التراث الشعبي، حيث تتنوع الألوان الغنائية التي تمتد جذورها إلى عشرات، بل مئات السنين. ورغم وجود أكثر من مئة وأربعين لونًا غنائيًا موثقًا، إلا أن ما يصل إلى آذان المستمعين عادةً ما ينحصر في حوالي عشرة ألوان فقط. هذا الانغلاق النوعي يؤدي غالبًا إلى حالة من التكرار الموسيقي الممل، مما يمثل تحديًا كبيرًا للفنانين في الاختيار من بين هذه الأنواع. اختيار فن مندثر وقديم لا يعني بالضرورة أنه سيعطي صورة عميقة للفيلم أو يعزز الخلفية الفنية للمخرج. من اشتراطات اختيار الأغنية أن تكون موائمة للحقبة الزمنية للفيلم وأن تُوظَّف في مشهد يعزز الارتباط السليم بين الأحداث والموسيقى.
لقراءة المقال كاملا من هنا
2- «أشياء مسكينة».. أن تزرع نعجة في عقل رجل
يقدم المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس في فيلمه «Poor Things» المبني على رواية بنفس الاسم للكاتب أليستر غراي، قصة امرأة تدعى «بيلا باكستر»، تجسدها إيما ستون، يتم إحياؤها بعد حادث مأساوي على يد العالم ذو المظهر الغريب والمشوه الدكتور «غودوين باكستر»، وتبدأ بعدها بيلا في استكشاف العالم من جديد ولكن بعقلية طفلة، وتندفع بتعلم الحياة والحب والشهوة والحزن، في رحلة مليئة بالمغامرات والاكتشافات.
لقراءة المقال كاملا من هنا
3- «الدجاج بالبرقوق».. موت الفنان في الطريق الذي لم يسلكه
عُرِض فيلم «الدجاج بالبرقوق – Chicken with Plums» المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي، في الثالث من سبتمبر 2011. تدور أحداث الفيلم حول «ناصر علي خان»، الشخصية التي استوحتها مؤلفة ومخرجة العمل الإيرانية مرجان سترابي، من شخصية عمها.
قصة الفيلم مبنية على أحداث واقعية تدور حول ما تقاسيه روح الفنان ما بين حبه الضائع و زواجه الفاشل. حكاية إيرانية مروية بالفرنسية؛ إذ وُلِدَت المؤلفة في مدينة «رشت» و نشأت في «طهران»، وهناك التحقت بالمدرسة الفرنسية ثم غادرت لدراسة الفنون في «ستراستبورغ». و هي تعيش حالياً في باريس.
لقراءة المقال كاملا من هنا
4- «حرب عالمية ثالثة».. هومن سيدي وبراعة صنع فيلم داخل آخر
«لا يعيد التاريخ نفسه ولكنه يتشابه».. يعيد لنا المخرج هومن سيدي صياغة مقولة مارك توين تلك، ليستهل بها فيلمه «حرب عالمية ثالثة»، ويأخذنا معه بين كواليس إعادة تشكيل ركيكة لحرب بطلها «شَكيب»، الرجل المعدم ذو الندوب النفسية الواضحة على ملامح وجهه المنهك، والذي برع «سيدي» في أن يُظهر التعقيدات النفسية العميقة لشخصيته حيث تتجسد فيها مشاعر اليأس، والخوف، والأمل، والاضطراب الداخلي، والتي يُبرزها المخرج من خلال مشاهد مكثفة تُظهر الصراعات الداخلية للبطل، مما يجعله شخصاً قريباً من الواقع ومعقولاً رغم الظروف غير الاعتيادية التي يمر بها.
لقراءة المقال كاملا من هنا
5- «فيلم قصير عن القتل».. لمحة على شاعرية أفلام كيشلوفسكي المُرعبة
تتّسم أعمال المخرج البولندي الشّهير كريستوف كيشلوفسكي ببصمةٍ فنيةٍ مميزة. فالرّجل له أسلوبه الشاعريّ الخاصّ الذي يتبدّى واضحاً في مراحل أيّ عملٍ فني يُبدعه؛ بدءً من انتقاء الشخصيات، والصّورة التي يُقدّمها، ومروراً بعمليات المونتاج والموسيقى المرافقة. أما لجهة انتقائه للممثلين، فمن السّهل لأي متابع أن يلحظ مدى اتقانه في ذلك؛ انتقاءاتٌ مدروسةٌ في أفلامه جميعها، وممثلون يؤدون أدوارهم بحرفيةٍ ومهنيةٍ عالية، فيرتدون عباءة أدوارهم ويتقمّصونها دونما تصنّعٍ أو تكلّف. وقد يصل بنا الحدّ إلى تصديق مشاهدهم التي يؤدونها، وأدوارهم التي يلعبونها، فنعيش معهم ونشعر بانفعالاتهم ومشاعرهم وأحاسيسهم.
لقراءة المقال كاملا من هنا
6- «2001: ملحمة الفضاء».. ملحمة إنسان نيتشه العالي
في فيلمه «2001: A Space Odyssey» الصادر عام 1968، قدم لنا المخرج ستانلي كوبريك، قصة خيال علمي، تدور حول نشأة الإنسان البدائي الذي أتى عن طريق الحجر الأسود الغريب، وفجأة ينتقل للمستقبل تحديدًا على كوكب المشترى، حيث يجد حجرًا أسودًا مشابهًا عليه، فتبدأ رحلة البحث عن كائنات أخرى قد تكون عالقة، في رحلة ممتعة يخوضها كل من «ديف» و«فرانك»، ورفيقهما «هال»، وهو جهاز كمبيوتر متطور يدير المكوك الفضائي.